«صالونات ثقافية» و«فرق مستقلة» تنتشر في مختلف المحافظات، تعمل بامكانيات مالية محدوة أغلبها قائم على التمويل الذاتى، بعد أن تجاهلتها المؤسسات الثقافية الرسمية، ما يجعلها عرضة للاستغلال الدعائي من قبل الأحزاب السياسية أو الجهات الممولة. «الوادي» التقت بعض ممثلي هذه الفرق في عدد من المحافظات، لفتح ملف استقلال هذه الفرق بعيدا عن الاستقطاب السياسي المحتمل في حالة تمويل الأحزاب لبعض الأعمال والأنشطة الثقافية لأغراض دعائية كيرلس ثروت، مدير فرقة «كواليس» المسرحية المستقلة، قال إن فرقته بدأت بتقديم أعمال مسرحية داخل الكنيسة، وحاولنا ان نقدم أعمالا مسرحية مستقلة خارجها، وبدأنا بالفعل وقدمنا عرض «بنجنى شكراً» وهو عرض يناقش مشكلات مجتمعنا ككل، ودعمنا حزب «المصريين الاحرار» فى ملوي بمحافظة المنيا، بعد أن شاهدنا احد أعضاء الحزب فى إحدى الحفلات. وأضاف، أن عدد أعضاء الفرقة 20 شاب وشابة، والعرض الواحد يحتاج ل2000 جنيه تتوزع مابين 500 جنيه تأجير «مكسر صوت» و500 للاضاءة و500 تأجير مسرح و500 ملابس واكسسوارات، معربا عن أمنيته بأن تقوم وزارة الثقافة بدعم الفرقة، مشيرا إلى أن الفرقة تجمع الأموال بشكل ذاتي لإخراج العرض في حين أن الحزب لم يدعمنا الا مرة واحدة مؤمن مهتدى، مخرج سينمائى مستقل، شارك فى العديد من الأعمال السينمائية والوثائقية والتسجيلية، قال إنه يسعى مع زملائه لتقديم الدعم للفرق المستقلة في محافظة المنيا، بشكل ذاتى دون دعم من احزاب او مؤسسات رسمية لضمان استقلالنا، وذلك مثل ما حدث فرقة «تمرد السينمائية». وأضاف، أن من الاماكن المستقلة التى فتحت فى المنيا بشكل ذاتى هى «مركز دوار الفنون» وهو عبارة عن شقة استأجرها ثلاثة شباب وتم فتحها للفرق المستقلة لتقديم فعالياتها للجمهورمن خلالها، وهناك مركز«عيون للفنون» وهو احد المراكز المدعومة من الاتحاد الاوربى التى تساعد الفرق المستقلة فى المحافظة. من جانبه، يلفت شادي مجدي، العضو بفرقة «مجانين» المسرحية بالمنيا، والتي أنشئت في عام 2012، إلى أن أكبر المشاكل التي تواجه الفرق المستقلة هي توفر أماكن للبروفات والعروض بالاضافة الي غياب الدعم والتمويل والتغطية الإعلامية، مؤكدا أن الفرقة لم تتلقى أي دعم او تمويل من أي حزب سياسي. ويشير مجدي إلى أن وزارة الثقافة رفضت دعم الفرقة، بل إن إحدى لجان الوزارة سخرت من العرض الذي قدمته الفرقة في مهرجان «آفاق المسرح»، لافتا إلى أن مؤسسة «عيون» هي التي وفرت مكانا لعمل البروفات، ولكن باقي تكلفة العرض تحملتها الفرقة في السياق نفسه، قال محمد عباس عبد الرحيم، مدير صالون «أسيوط الثقافى» والذي تأسس قبل عامين، إن الصالون يعتمد على نظام الاشتراكات الرمزية للأعضاء والتي تقدر ب 10 جنيهات شهرية تستخدم في توظيف الفعاليات، لافتا إلى أن عدد أعضاء الصالون الدائمين يبلغ 13 عضوا بالإضافة إلى 350 عضوا مسجلا. وأوضح عباس أن الصالون لم يتجه الى وزارة الثقافة للحصول على دعم مالى، أو لأحزاب سياسية، ولكن تأتى الاحزاب للتواصل مع جمهورنا من خلالنا دون اى دعم. وقال إنه فى حال تنظيم الصالون لفعالية كبيرة نتجه الى «داعم تجارى» يتولى ذلك، وهو ما قمنا به فى فعاليات الصالون فى شهر رمضان الماضى عندما حصلنا على دعم من إحدى شركات البصريات، لافتا إلى أن الصالون مشترك في مشروع «آفاق المعرفي» وهو إحدى مشروعات مؤسسة «الورد الثقافي»، كما سنطلق قريبا مشروعا جديدا وهو مكتبة آفاق القائم على فكرة استعارة الكتب