أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس الجمعة عن بدء العملية العسكرية الفرنسية في أفريقيا الوسطى مع تسيير دوريات للجيش الفرنسي في العاصمة بانغي. وأضاف لودريان –خلال حديثه لإذاعة فرنسا الدولية- أن العملية قد بدأت بالفعل وأن القوات الفرنسية المنتشرة في أفريقيا الوسطى شكلت دوريات في بانغي. وبدأت آليات عسكرية مدرعة تجوب شوارع بانغي في دوريات سيرتها القوات الفرنسية في المدينة مما شجع سكان بانغي على إستئناف نشاطاتهم، صباح السبت، بعدما أمضوا 48 ساعة في منازلهم، خوفا من أعمال العنف التي اجتاحت عاصمة إفريقيا الوسطى خلال الأيام الماضية حيث قتل مئات الأشخاص خلال يومين من الاشتباكات العنيفة في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى. يأتي ذلك على الرغم من أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رفض في نهاية ديسمبر 2012، التدخل العسكري في أزمة إفريقيا الوسطى، إلا أن البلاد السمراء لا تزال تمثل للفرنسيين حلم من أجل استرجاع الإمبراطورية الفرنسية القديمة فى إفريقيا، فبعد صدور الضوء الأخضر من الأممالمتحدة، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مساء الخميس الماضي عملا عسكريا فوريا في جمهورية إفريقيا الوسطى الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس. وأعلنت فرنسا أنها سترسل 1200 جندى فرنسي إضافى لتعزيز قواتها الموجودة هناك بالفعل، يأتي ذلك بحجة استعادة الأمن بعد موجة العنف الطائفي التي ضربت البلاد. وكانت قد ترددت أنباء تفيد بأن أعمال العنف التي اندلعت يوم الخميس بدأت عندما شنت مليشيات مسيحية موالية للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيز هجمات عدة، ما أثار هجمات انتقامية شنها مسلحون موالون للسلطات الجديدة، وغالبيتهم من المسلمين. ويأتي نشر القوة الفرنسية الجديدة في وقت تستضيف فيه باريس القادة الأفارقة في اليوم الثاني من المحادثات في سبل تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، حيث بدأت قمة فرنسا-أفريقيا، المخصصة للأمن والسلم أعمالها الجمعة 6 ديسمبرفي قصر الإليزيه بحضور 40 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، إلا أن هولاند صرح خلال اجتماعه مع الزعماء الأفارقة في باريس الجمعة، إن أزمة إفريقيا الوسطى تظهر الحاجة الملحة لأن تشكل القارة قوتها الأمنية الإقليمية. وفي هذا السياق أبدت فرنسا استعدادها لتدريب 20 ألف جندي إفريقي سنويا وإمداد هيكل قيادة القوة الإفريقية بالعاملين. من جهة أخرى، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت عن مقتل 300 شخص على الأقل خلال يومين من أعمال العنف التي شهدتها بانغي، وأثارت مخاوف من ارتكاب جرائم بدافع ديني بين المسلمين والمسيحيين، بينما صرحت الاممالمتحدة إن نحو 460 الف شخص، أو نحو 10 بالمئة من تعداد البلاد، فروا من ديارهم، بينما يحتاج اكثر من مليون شخص الى معونات غذائية. ويعد التمرد المسلح في إفريقيا الوسطى سمة بارزة لهذا البلد على مدار خلال العقدين الماضيين، ما جعلها على الدوام عرضة لعدم الاستقرار، وواحدة من الدول الأقل نموا في العالم، رغم ما تختزنه أراضيها من ثروات طبيعية من يورانيوم وذهب وماس.