قرأت عن مشروع تسعيناتي الذي يضم كتابا لحسن الحلوجي وفيلما لمحمد علام ولم يسعدني الحظ بقراءة الكتاب لكن جائتني دعوة لطيفة من العزيز مصطفى طاهر الصحفي والمدون وخطيبته سارة امين لقضاء امسية بمسرح الفلكي و مشاهدة عرض تسعيناتي. استمتعت جدا بالعرض بل انه اعادني للحظات حميمة وذكريات بعضها مؤلم وبعضها سار. القاعة كانت تضج بالضحك و التصفيق بمجرد ظهور ماما نجوى وبقلظ على الشاشة او ظهور خالد علي وهو يتنطط محتار اختار من فيهم هما الاتنين حبتهم في مشهد اعتادت اجيال عليه ولم يعد يعرض وعن سامية الاتربي حكاويها لاتحدثني فقلبي ضعيف كنت اقفز ضحكا فوق مقعدي وتنظر لي سارة العشرينية بتعجب فقط لاني تذكرت مرة واحدة اعلانات شاي البراد الازرق وايس كريم كيمو وكليبات راغب علامة الاولى وسهوكة عمرودياب وايشاربات هشام عباس و موسيقى حميد الشاعر ي تلا العرض عر ض موسيقي لرامي ابادير الذي خلط بين موسيقى التسعينات واحداثها وشخوصها فرأينا حوارا تليفزيونا كوميديا بين مبارك ومفيد فوزي ورأينا كل بطلات الاعلانات اللاتي صرن نجو ما جيهان نصر وحنان ترك ونيرمين الفقي وراينا خالد ابو النجا في اعلان ايس كريم عرفت من صفحتهم على الفيس بوك ان من خلال جَمعِه لأكثر من 4000 شريط فيديو من محلات الخردة وسوق الجمعة بالقاهرة وبعض الأفراد، تمكن الفنان محمد علام من أن ينبش في الذاكرة الجمعية للمصريين في حقب زمنية مختلفة واستطاع أن يكتشف قرابة 200 شريط فيديو مسجل عليهم مواد تلفزيونية مختلفة من فترة التسعينيات؛ تلك الشرائط التي جمعت بعناية وبغير عناية في أحيان أخرى تشكل عملاً تراكمياً بدأ فرديا وانتهى جماعياً؛ حيث انتقلت تلك الشرائط - أو هكذا تصورنا من سياق التسجيلات - من يدٍ لأخرى إما لعرض تلك المواد أو لإعادة استخدامها في تسجيل أعمالً أخرى، ولذلك فهي ليست نتاج عمل رقمي شاق في معمل سينمائي حديث وإنما نتاج ولع شعبي بتسجيل البرامج والأعمال الدرامية والأفلام والمسرحيات التي كانت تعرض على شاشات التليفزيون المصري في حقبة التسعينيات على شرائط فيديو لم يهتم أصحابها بوضع حقوق ملكية فكرية لها ولم يتوقعوا أنها ستتحول إلى أرشيف مرئي مفتوح للذاكرة المصرية الجمعية بين الضحك والشجن والدموع واسترجاع ذكريات حب ودفء أسري ارتبط بتلك البرامج وابطالها قضيت ليلة جميلة فشكرا لصانعي تسعيناتي وعقبال تمنيناني