أثارت دعوات بعض القوى والحركات السياسية، للإحتشاد في ذكرى أحداث محمد محمود الشهيرة، مخاوف خبراء الاقتصاد والمستثمرين، خاصة بعد إعلان جماعة الإخوان المشاركة في الاحتفال، وما قد يترتب عن ذلك من حدوث أعمال عنف. وتوقع خبراء تأثر مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة علي خلفية هذه الأحداث، خاصة بعد رفع حالة الطواريء وحظر التجوال، مما سيزيد من ارتفاع المخاطر علي أصحاب المحلات والمستثمرين في سوق المال وعزوف المستثمرين الأجانب عن ضخ استثمارات جديدة في مصر. ورجح عوني عبدالعزيز رئيس شعبة الأوراق المالية، أن تشهد مؤشرات البورصة تراجعا حادا خلال أولي تعاملات جلسة الثلاثاء الموافق لإحياء ذكرى محمد محمود، متوقعاً "دموية" جلسة التداول، والخسارة الفادحة في رأس المال السوقي قد تتجاوز 10 مليار جينه _ علي حد قوله. واستبعد "عبدالعزيز" خيار وقف جلسة التداول، موضحا أنه غير مطروح للبورصة او الهيئة إلا في الحدود المقررة طبقا للقواعد المعمول بها منذ أحداث الثورة في حالة تجاوز نسبة الهبوط 5% الإيقاف لمدة نصف ساعة. وقال أحمد أبوالسعد خبير أسواق المال، إن إيقاف التداول اشد سلبياً من هبوط السوق نتيجة حالة الذعر وعدم اليقين التي سيبثها في نفوس المستثمرين، مما سيجعل السوق يهبط بشكل اكبر عند إعادة فتح التعامل، بالإضافة إلي احتمالية خروج مؤشر البورصة من مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة في حالة وقف التداولات مرة أخري، فضلا عن كونه سيعطى رسالة للمستثمرين أن البورصة غير آمنة لعمليات تسييل الأسهم بسهولة نظراً لاحتمالية غلقها مع كل حدث، وطالب بترك السوق ليتفاعل وحده مع الإحداث. وأكد محمد جنيدي نقيب المستثمرين الصناعيين، أن أعمال العنف والتخريب تؤثر بشكل سلبى على الإستثمار وهروب المستثمرين والسياحة مرة أخرى، وطالب قوات الامن بحماية جميع المنشآت والمصانع تحسباً لأعمال سرقة ونهب من المحتمل حدوثها فى ذلك اليوم قد ينتج عنها أي مضاعفات تهدد الأمن الاقتصادي بشكل كبير. وأضاف جنيدى: "الأثر السلبي الحقيقي سيتضح إذا امتدت أعمال الشغب والعنف والتخريب علي مستوي المحافظات وليست القاهرة فقط واستمرارها عدة أيام كما حدث منذ قبل". وأكد هاني قسيس رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، عدم اعتراضه علي حالة إحياء ذكرى محمد محمود بطريقة سلمية دون تخريب في مختلف محافظات مصر، مشيرا إلي أن إحياء الذكرى لا يمتد الى الضرر الذي يصيب المؤسسات والدولة في مناطقها الحيوية. وحول تأثير تفاقم الأحداث من خلال إحياء ذكرى محمد محمود علي سوق الذهب في مصر، قال وصفي أمين - رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الغرف التجارية - إن هناك نحو 60% من محلات المشغولات الذهبية من المقرر إغلاقها فى هذا اليوم تخوفاً من حدوث اعمال سرقة ونهب لمحلات الذهب، خصوصاً وان قوات الجيش والشرطة ستكون مشغولة بتأمين وحماية المتظاهرين. وأشار الي ان محلات الذهب أخذت الاحتياطات اللازمة منذ أيام، ولم تعرض سوي 10% من بضائعها خشية السرقة.، وأرجع ركود سوق الذهب إلي الاوضاع الأمنية والاقتصادية، قائلا: "أسواق الذهب خلت تماما من البيع والشراء منذ يومين أو أكثر بسبب خوف المستهلكين من النزول الي الشارع التجاري للتسوق". وقال محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة بغرفة القاهرة التجارية، أن الكثير من شركات الصرافة قرروا إغلاق فروعهم يوم الثلاثاء، خاصة في المناطق القريبة من الميادين والشوارع المؤدية لوسط البلد.