من المؤكد أن حرب أكتوبر 1973 هي أصعب موضوع يدونه أى قائد إسرائيلي فى مذكراته، ليس لأنها هزيمة عسكرية فحسب بل كارثة حقيقية بكل المعايير مرت بها إسرائيل. كتبت رئيسة الوزراء الإسرائيلية "جولدا مائير" فى كتابها "اعترافات جولدا" قائله: "لقد وجدت نفسي فى موقف صعب حيث كنت فى قمة المسئولية فى الوقت الذى واجهت فيه الدولة أكبر خطر عرفته." انتقدت جولدا ميعاد الحرب، حيث هاجم الجيش المصري إسرائيل فى يوم السبت المقدس المحرم فيه القتال، ولكن رأت أن بسبب حرب يوم كيبور عرف العالم كله توقيت عيد الغفران الذى يجتمع فيه يهود العالم كله تحت لواء الشعائر اليهودية. واعترفت جولدا فى مذكراتها بتقصير أجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث حلل جميع الخبراء و القادة العسكريين المعلومات على أنه لا يوجد أى هجوم من الجانب السوري والمصري و فى أسوء التقديرات سيكون هناك هجمة سورية سهل التعامل معها، أما مصر فهي غير مؤهلة للحرب. انكسر كبرياء وزير الدفاع الإسرائيلي "موشية ديان "، وظهر هذا جليا فى كتابه "ديان يعترف" قائلا عن حرب أكتوبر " إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى، حيث إن المصريين يملكون سلاحا متقدما وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلاح ضد قواتنا ولا أعرف مكانا آخر فى العالم كله محميا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر." وأعرب دان حالوتس ، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق, عن حزنه بقوله:" كلمة مفاجأة لم تكن واردة في قاموسنا في سياق مبادرة عملياتية للجيوش العربية."