نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الأحد، مقالاً للكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، بعنوان "الطبيعة الأم والطبقة الوسطي"، يقول فيه إنه إذا سقطت نائماً قبل 30 عامًا، واستيقظت الاسبوع الماضِ وبسرعة قمت بتصفح عناوين الصحف في إيران ومصر، فوجدت إن لم يفوتني شىء، فالجيش المصري وجماعة الإخوان لا يزالوا في مواجهة بعضهما البعض على طول نهر النيل، والبراجماتيين والعقائديين في إيران لا يزالوا يخوضون مبارزة من أجل السيطرة على الثورة الإسلامية. و قال مرددا" لو نمت خلال 30 عام وإستيقظت الاسبوع الماضى لم يفوتنى شئ.. الجيش والإخوان لا يزالون فى مواجهه.. البراجماتين والعقائديين فى إيران فى مبارزة.. على الحكام تمكين الطبقة الوسطى."هل أعود إلى النوم؟ ليس بهذه السرعة"، مؤكدًا أن السنوات ال30 المقبلة لن تشبه سابقيها، فلدينا اثنين من القوات الضخمة الجديدة في طريقها إلى مركز السياسة المصرية والإيرانية". ومضى فريدمان قائلاً: "لا تعبث مع الطبيعة الأم"، مشيرًا إلى عدد سكان إيران في عام 1979 عندما وقعت الثورة الإسلامية كان 37 مليون، واليوم 75 مليون، وكان لمصر 40 مليون، واليوم 85 مليون، والضغوط من العديد من الناس، وتغير المناخ وعقود من سوء البيئة، في كلا البلدين لم يعد من الممكن تجاهلهم أو شراؤهم. ففي مصر، أدت انضغاط التربة وارتفاع منسوب مياه البحر إلى تسرب المياه المالحة في دلتا النيل، والصيد الجائر يهدد النظام الإيكولوجي للبحر الأحمر، غير الممارسات الزراعية الغير مستدامة في غير في الأحياء الفقيرة، بالإضافة إلى درجات الحرارة الأكثر تطرفاً، والتي تسهم في التصحر، وأضاف فريدمان أن البنك الدولي يقول أن التدهور البيئي في مصر يكلف 5 % من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً. أما في إيران في 9 تموز، تحدث وزير الزراعة الإيراني السابق، مستشار الرئيس الإيراني الجديد، عيسى كلانتري، إلى صحيفة قائلا "مشكلتنا الرئيسية التي تهددنا، التي تعد أكثر خطورة من إسرائيل وأمريكا أو القتال السياسي، هي قضية الذين يعيشون في إيران"، وأضاف كلانتري أن الهضبة الإيرانية أصبحت غير صالحة للسكن، وتعاني من انخفاض المياه الجوفية وتوازن الماء السلبية فيها على نطاق واسع، ولا أحد يفكر في هذا". وخلص كلانتري القول إلى أن الصحارى في إيران تنتشر، وتصبح غير صالحة للسكن والناس سوف تضطر إلى الهجرة، ولكن إلى أين؟ بسهولة أستطيع أن أقول أن من 75 مليون شخص في إيران، 45 مليون سيكون لها ظروف مجهولة، وأن علاج تلك القضية سوف يستغرق من 12 إلى 15 سنة لتحقيق التوازن". وأضاف فريدمان أن الطبيعة الأم تطالب الحكام بأفضل من أعلاه في كلا البلدين، وهي بتمكين الطبقة الوسطى الناشئة، التي أطلت بوجهها الأول مع الثورة الخضراء عام 2009 في إيران وثورة التحرير عام 2011 في مصر، فالحكومة توفر "النظام" فقط في أي من البلدين، حتى عندما كان عدد سكانهما أقل، وكان المناخ أقل تقلباً، والناحية التكنولوجية كانت فقيرة.