الكاتب : سارة طارق ومحمد علي حسن وأ ش أ وندى سمير تباينت ردود أفعال الدول عقب فوز الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، حيث رحبت دول عديدة بفوز روحاني مبدية استعدادها للتعاون مع الرئيس الإيرانى الجديد، وعن الأمل فى تعاون تام من جانب طهران فى ملفها النووي وموقفها من النزاع السوري. حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا مستعدة للعمل معه خصوصا حول الملف النووي وإنخراط إيران فى سوريا، فيما أعلنت واشنطن إستعدادها للتعاون مباشرة مع طهران، كما دعت بريطانيا فى بيان لوزارة خارجيتها الرئيس الإيرانى الجديد إلى وضع إيران على سكة جديدة والتركيز على ما أسمته بقلق المجتمع الدولى حيال البرنامج النووي الإيرانى. وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم حسن روحاني بفوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت أمس وشهدت إقبالا واسعا من الناخبين الإيرانيين، قائلاً -في بيان له- إنه تابع عن كثب الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في إيران ، والتي عقدت أمس السبت ولاحظ بارتياح بالغ إقبالا واسعا من الناخبين عليها. مضيفاً أنه يعتزم "مواصلة مشاركته مع السلطات الايرانية ومع الرئيس المنتخب بشأن القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالمجتمع الدولي وبرفاهية الشعب الإيراني،كما سيواصل تشجيع ايران على لعب دور بناء في الشؤون الإقليمية والدولية". وأكدت صحيفة (الراية) القطرية فى افتتاحيتها اليوم -الأحد- أن فوز الرئيس الجديد حسن روحاني الإصلاحي ومن الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في إيران يظهر رغبة المجتمع الإيراني الشديدة في التغيير، حيث أعلن روحاني خلال حملته الانتخابية عن اعتماده سياسة أكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على إيران التي تغرق البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة وهو أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت الناخب الإيراني كما يبدو إلى وضع ثقته في الرئيس الإصلاحي روحاني أملا في تحقيق الإصلاح والتغيير في البلاد. وقالت الصحيفة إن انتخاب روحاني الذي يوصف بالاعتدال وبالقرب من التيار الإصلاحي رئيسا والاعتدال والتقدم على التطرف"، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توترا شديدا على خلفية التدخلات الإيرانية في الشئون الخليجية والعربية الداخلية والدعم الإيراني الكبير للنظام السوري سياسيا وعسكريا في وجه الشعب السوري الذي يتعرض للقتل على يد النظام، فضلا عن تزايد شكوك المجتمع الدولي في طبيعة الملف النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا خطيرا للمنطقة. وأضافت أن مراجعة القيادة الإيرانية لموقفها من المأساة السورية وقيامها بالضغط والطلب من حليفها في المنطقة حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا بسحب جنوده والذي تسبب تدخله بسوريا في إثارة حرب مذهبية طائفية سيكون المدخل الحقيقي لفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية مع إيران وفرصة لإخماد شرارة الحرب المذهبية الطائفية التي تهدد المنطقة كلها، مشيرة إلى أن إيران عانت ومازالت تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها من قبل المجتمع الدولي نتيجة لسياساتها وتدخلاتها ولبرنامجها النووي المثير للجدل، وهى الآن مع وصول الرئيس الجديد حسن روحاني أمام فرصة حقيقية لإظهار حسن النيات تجاه جيرانها وتجاه المجتمع الدولي من خلال الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي والحقوقي في البلاد وفى سياق متصل أذاعت قناة فرانس 24 تقرير أشارت فيه إلى إشادة الرئيس الإيرانى المنتخب بإنتصار الإعتدال على التطرف، كما نقلت فرانس 24 طلب روحانى الإعتراف بحقوق إيران على الصعيد النووي وكذلك وعده بمزيد من المرونة فى الحوار مع الغرب دون إحداث إنقلاب فى الملفات الاستراتيجية للسياسة الإيرانية. واعتبر الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، في أول رسالة له بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية، أن الفائز الحقيقي في الانتخابات هو الشعب الإيراني الواعي والهادئ المفعم بالأمل، قائلاً -في رسالته التي بثت عبر وسائل الإعلام الإيرانيةاليوم- أن الشعب الإيراني خطا خطوة واسعة وراسخة لتحقيق العزة والمصلحة القومية والإدارة المبنية على الاعتدال والإصلاح والتدبير عبر إيمانه بالحق والثقة بسيادة الشعب الدينية، مجدااً وعوده، مؤكدا أنه سيبذل ما بوسعه لتحقيقها بدعم من أبناء الشعب وأشار إلى الحضور الملحمي للجماهير في المسرح السياسي واعتبر أن هذا الأمر يبشر بالاستقرار والأمل في القطاع الاقتصادي وتسريع عجلة الإنتاج في البلاد وتوفير فرص عمل جديدة. وفيما يخص السياسة الخارجية، أكد روحاني أن من يحترم الديمقراطية ومبادئ التعامل والحوار الحر المبني على الحق عليه أن يتحدث مع إيران منذ الان فصاعدا بأسلوب مناسب ليتلقوا ردا مناسبا، وأن يعمل على النهوض بمستوى السلام والأمن والتنمية في المنطقة والعالم من خلال تعزيز العلاقات تأسيسا على المصالح المتبادلة. وثمن الرئيس الإيراني الجديد الجهود التي بذلها الرؤساء السابقون والقائمون على إجراء الانتخابات في مجلس صيانة الدستور والسلطات الثلاث ووزارة الداخلية واللجان التنفيذية والرقابية وقوى الأمن الداخلي لدورهم البناء في العملية الانتخابية الأخيرة. على صعيد أخر.. نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب لن تنخدع بانتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران، مشددا على ضرورة مواصلة الغرب الضغط على طهران بشأن برنامجها النووي. ووفقا لراديو (صوت إسرائيل) فقد أكد نتنياهو - في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية اليوم الأحد- أن الزعيم الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي هو الذي يحدد سياسة إيران في المجال النووي .. قائلا "كلما ازدادت الضغوط الممارسة على طهران ستزداد الاحتمالات لوقف مشروعها النووي الذي لايزال يشكل اكبر تهديد للسلام في العالم". فيما اقترح وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتس عدم الاحتفال بانتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران قبل الأوان. وقال شتاينتس - فى تصريح خاص لراديو (صوت إسرائيل) اليوم -الأحد- أن روحاني كان بالفعل أكثر المرشحين اعتدالا ولكنه ليس شخصا معتدلا ويجب ألا يوهم العالم نفسه بهذا الشأن، مضيفاً إنه " طالما لم نر تغييرا ملموسا على الأرض بعد انتخاب روحاني رئيسا جديدا لإيران فيجب العمل من منطلق الافتراض بأن إيران لم تغيرسياستها إزاء قضية مشروعها النووي". وحذر الوزير شتاينتس من أن الفترة الزمنية المتبقية لوقف المشروع النووي الإيراني قصيرة جدا ، ويتعين على المجتمع الدولي تشديد العقوبات المفروضة على طهران وتهديدها عسكريا ووضع خط أحمر واضح بهذا الخصوص، مضيفاً أن نتائج الانتخابات في إيران تعكس رغبة الشعب الإيراني في حدوث تغيير غير أن جميع القرارات السياسية والأمنية ، وتلك المتعلقة بقضية المشروع النووي متروكة بيد الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي الذي يتمسك بمواقف متصلبة. يشار إلى أن أمريكا وإسرائيل وبعض حلفائهما يتهمان إيران بالسعي لأهداف غير مدنية في برنامجها للطاقة النووية، وهو ما تنفيه طهران وتؤكد أنه برنامج سلمي وأن هذه الاتهامات ما هى إلا ذريعة لفرض عقوبات غير قانونية على الجمهورية الإسلامية.