أكد ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسى الى الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية، أهمية إنجاح مؤتمر " جنيف 2 " لتفادي التدمير الكامل لسوريا وهو الأمر الذي لن تسمح به روسيا ابداً. وقال إن "الطريق لإنجاح مؤتمر "جنيف 2 " مسجلة بوضوح في البيان الختامي ل "جنيف 1" عبر وقف اطلاق النار ومساعدة النازحين والمتضررين من الحرب، وهي جزء لا يتجزأ من مجمل القضية والتي جوهرها عملية سياسية انتقالية يفترض بالأطراف المعنية المساهمة فيها لتشكيل "الهيئة الانتقالية" ذات الصلاحية المطلقة للتوافق على انتقال سوريا إلى بلد ديموقراطي، وهذه الهيئة ستخلق الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بشفافية لتقرير مصير البلد ونظامه من قبل الشعب السوري". وأضاف - فى حوار نشرته صحيفة " الانباء " الكويتية الصادرة اليوم - إن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو مبدأ من مبادئ ميثاق الاممالمتحدة، وعلينا أن نحترم هذا المبدأ، وهذا الأمر لا يخص سوريا وحدها بل يعني كل دول العالم بما فيها الكويت وروسيا وغيرهما، ولذلك ندعو جميع الدول إلى الالتزام بهذا المبدأ وان تراعي مواقفهم مبدأ سيادة الدول واحترام ذلك، واذا فهمنا هذا المبدأ فسيكون موقف روسيا واضحا، فنحن ندعو الجميع إلى أن يكفوا عن التدخل في شؤون سوريا. وتابع قائلا إنه تم في 7 مايو الماضي وخلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري ولقائه مع وزير خارجية روسيا وصلنا إلى نقطة تفاهم حول إيجاد طرق لحل سلمي للازمة السورية وصولا إلى عقد مؤتمر دولي على اساس هذا التفاهم الروسي الاميركي ، ومبادرة لافروف كيري، وبهدف واحد هو التطبيق الكامل لبيان جنيف الذي توصلت اليه مجموعة العمل في 30 يونيو 2012 ،ووافقت اغلب الاطراف على هذا المقترح بما في ذلك الحكومة السورية التي قررت ارسال وفد وبدون شروط مسبقة ويقوم شركاؤنا الاميركيون بإجراء اتصالاتهم مع المعارضة السورية حتى تشكل وفدا مشتركا وتذهب للمؤتمر بموقف مشترك، موضحا إنه من المرتقب عقد لقاء ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدةوالاممالمتحدة في 25 يونيو الجاري، ونحن نعطي اهتماما بالغا لنجاح مؤتمر جنيف القادم ليكون نهاية للأزمة بين الأطراف المتنازعة في سوريا". وطالب المبعوث الروسى بمشاركة إيران في المؤتمر وكذلك السعودية، موضحا أن عدم حضور البلدين في اجتماع مجموعة العمل كان غلطة، لأنه من المفروض مشاركة كل من يملكون التأثير في الملف السوري بغض النظر عما يثار عن لعب دور سلبي أو إيجابي، فكل منا يرى الأمر بالنهاية من زاويته وبشكل نسبي وبحسب المواقف من الأزمة، فالمشاركة ضرورية لضمان الالتزام، معربا عن دهشته من منطق الآخرين بشأن إيران، فهم يتحججون بأن إيران جزء من المشكلة وليس الحل، ونحن نرد بأنه على افتراض أن إيران جزء من المشكلة فهذا يعزز الحاجة لحضورها، لأن حل أي مشكلة يكون من قبل المسؤول عنها أو من له علاقة بها ، فهي تحل مع المعنيين وليس من الآخرين. واضاف أنه في ضوء الاوضاع المقلقة على الأرض في الجولان اقترح الرئيس بوتين إرسال 300 مراقب روسي في اطار مهمة الأممالمتحدة إلى هناك ، ولكن مشاركتنا مرهونة بموافقة الأطراف المعنية في سوريا واسرائيل ، والسوريون رحبوا فورا بمشاركة المراقبين الروس في الجولان كما تعلمون لأنهم يفهمون خطورة الوضع ولا يريدون برأيي أي استفزازات او تصعيد للموقف في الجولان"وتابع قائلا " ولكن فيما يخص قوات الفصل الاممية في الجولان فهي ترتكز بوجودها على الاتفاق السوري الاسرائيلي عام 1974 بعد حرب اكتوبر، حيث اتفق الطرفان برعاية اممية واقر اتفاقهما في مجلس الأمن بنصوص منها تحديد عدد المراقبين الدوليين .الجنود/ ب 1125 جنديا دوليا ، لكن تم استثناء الدول الخمس دائمة العضوية من المشاركة، ولذلك فقد لا تستطيع روسيا المشاركة ، ونحن نقول ان هذا صحيح لكن منذ 40 عاما تغيرت الدنيا وعندما أقر ذلك الاستثناء في ظل وجود حرب باردة ومجابهة في العالم، اما اليوم فهناك تفاهم روسي أميركي لحفظ السلام في العالم وتسوية الازمات بالطرق السلمية وعلاقة جديدة نوعيا بين روسيا واسرائيل ، وقد اتصل الرئيس بوتين برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وشرح له الموقف واسرائيل قد توافق وقد ترفض، ولكن بحال الرفض يجب ان تعطي المبررات. ونفى بوجدانوف بشدة أن تكون روسيا مؤيدة للمعسكر الشيعي ضد المعسكر السني ، قائلا إن عددا كبيرا من المواطنين الروس هم من المسلمين السنة، وموقفنا في الشرق الأوسط هو الا نسمح بتطور الأزمة وتحولها إلى أزمة طائفية لأن الحروب الطائفية مدمرة ولا نهاية لها، مؤكداً أن روسيا على اتصال بمختلف المجموعات السياسية والقوى والمنظمات في المنطقة بعد بدء الربيع العربي، ولدينا تواصل مع الإخوان في المغرب وتونس وليبيا ومصر ، والرئيس بوتين التقى الرئيس المصري محمد مرسي مرتين. وأشار بوجدانوف إلى أن أفق العلاقات بين البلدين واسع جدا، فلدينا اتفاقية استراتيجة وعلينا ان نبني علاقاتنا على هذا الاساس، وانا كنت سفيرا في مصر، وحتى الرئيس مرسي تحدث عما شهدته العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس عبد الناصر، والتعاون منذ الخمسينيات بين البلدين، اضافة الى العواطف المتبادلة بين الشعبين، وهي رصيد يجب البناء عليه، كما شجعنا الاصدقاء المصريين على ايجاد الحلول لمشاكلهم السياسية، وهي امور متوقعة في دول تشهد ثورات وتغيرات وتحتاج الى صبر وخبرة وتفاهم لتجاوز المشاكل، ونحن كما ذكرنا مستعدون للمساعدة، وأود الاشارة الى انه في اللقاء بين بوتين ومرسي كان نصف الوزراء حاضرين، الاقتصاد والطاقة والنفط والسياحة وغيرهم، وجرى الحديث عن التعاون الفني والعسكري وتدريب الكوادر. ونفى بوجدانوف ايضا ما أثير عن تدخل بلاده ووقوفها وراء الأحداث والاحتجاجات الشعبية الأخيرة في تركيا، مؤكدا أنها دسائس وشائعات لأن موسكو تتعامل مع أنقرة كشريك، وقال إن العلاقات مع تركيا جيدة جدا رسميا وشعبيا، وهناك عواطف متبادلة بين البلدين، وتركيا تحظى بالمرتبة الاولى بالنسبة للسياح الروس، وتركيا كانت ولاتزال شريكا مهما جدا رغم بعض الخلافات معهم كما هو الحال في القضية السورية، معلناً استعداد بلاده لتوقيع عقود تسليح مع العراق أو أي دولة أخرى يهمها ذلك وفقا لنصوص القوانين الدولية.