جاءت ثورة 25 يناير لتخرج من عباءتها عشرات الاحزاب الجديدة او احزاب كانت موجودة بالفعل قبل الثورة ولكن كان نشاطها مجمد واستعادت نشاطها بعد الثورة التي تتفق معها في الاهداف لتعبر عن آمال المصريين واحلامهم سعيًا لتغيير أوضاع البلاد الى الافضل، ولكن قبل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية دخلت معظهما فى نفق مجهول، لتختفي مثلما ظهرت. ومن هذه الأحزاب "حزب العدل والفضيلة والأصالة والعمل والأمة والتكافل الاجتماعي والوفاق القومي والسلام الديمقراطي والحزب الشيوعي والجيل وشباب التغير والاصلاح والتنمية والحضارة". وتعليقا على ضعف دور الاحزاب القديمة والجديدة منذ تأسيسها حتى الآن تقول "ريهام صبري" المنسق الإعلامي لحزب الاصلاح والتنمية أن الوضع السياسي في مصر مشتت ومضطرب، واوضحت ان الاحزاب التي تم تأسسيها منذ الثورة تعاني من توترات داخلية ربما لضعف الامكانات المادية او لقلة عدد الاعضاء وتوجهاتهم المختلفة. وأضافت ان السبب الأهم في ضعف تلك الاحزاب هو تجميد مجلس الشعب لهم ومحاولة تقليص ادوراهم حتى لا يمثلوا لهم اي ضغط او خوف. حسب وصفها. وأكدت ان لحزب الاصلاح والتنمية دورا منذ تأسيسه ولكن منذ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية سادت حالة من الركود السياسي الأمر الذي أدى الى عدم الرؤية الواضحة لدينا في انشطتنا فتم تجميد النشاط لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ونحدد من الرئيس القادم وكيف نتعامل معه، وأكدت أن اختفاء بعد الاحزاب يرجع الى انتهاء المدة المحددة لهم وهي سنتان منذ الاعلان عنها. وقال وحيد الاقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي: "إن الحياة الحزبية مظهر فقط حتى الآن، وأكد على ان المعوقات التي أدت الى انخفاض تأثير الأحزاب عن الشارع المصري لازالت موجودة ووصف محاولة اقناع المجلس العسكري والحكومة للشعب المصري بان الاجتماعات التي تمت كانت "كاذبة" لأن الاحزاب التي كانوا يدعونها احزاب ذات أسماء معروفة كالحزب الناصري والوفد والتجمع انما الاحزاب التي تأسست حديثا لا يعطونها أي اهتمام محاولين تقليص مهامها، واكد على ان المادة الثانية من قانون رقم 40 لسنة 1977 من قانون الاحزاب تنص على مشاركة الاحزاب في الحكم ولكن هذه المادة منذ اعلانها لم تتنفذ بعد. وتعليقا على دور حزب الحرية والعدالة رغم انه حديث التأسيس قال "إن الحزب يتمتع بكل المقومات التنظيمية والادارية والمادية لذلك استطاع ان تغطي أرضية هائلة لدى الشارع المصري انما باقي الاحزاب ضعيفة ماديا لذلك لم تستطع ان تعلن عن نفسها امام الاعضاء الموجودين بها فكيف يستمر دورها في الشارع المصري؟". كما صرح رفعت السيد احمد -كاتب وباحث عربي مصري والمدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة- "ان السبب الرئيسي في ظهور الاحزاب الضعيفة هو التنافس والصراعات الداخلية مع غياب التمويل السياسي الذي يساهم في دعم الشباب، كما ارجع السبب في قوة الاحزاب الكبيرة الى ان وراءها احزاب منظمة منذ سنوات طويلة قامت بتعزيز قوتها وشهرتها الواسعة لدى الشعب المصري". واشار الى ان البئية المصرية السياسية هي بئية طاردة وليست حاصنة للفكر الجديد مع عدم وجود حب لفكرة العمل الجزبي في مصر نظرا لسوء سمعه التجربه الحزبية في عهد النظام السابق مبارك. كما صرح صلاح عيسى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بأن السبب في انتصار العديد من الاحزاب التي نسميها الاحزاب الكارتونية هي كثرة عددها وضعف خبرتها الحزبية وعزوف الشباب عن الانضمام فيها لعدم ثقتهم بها ولذلك اضطروا الى تأسيس حركات وائتلافات خاصة بهم، وارجع قوة حزب الحرية والعدالة على الساحة الى تمتعه بالعمل الحزبي التنظيمي والتمويل المادى الكبير.