طالب وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن يتحلى الجميع بالواقعية، معتبرا أن أي شروط مسبقة حول عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا من شأنها أن تطيل أمد دوامة العنف وسفك الدماء. ووصف مباحثات المسئولين الروس مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مؤخرا في موسكو بأنها كانت جيدة جدا وشملت مناقشة العلاقات الثنائية والقضية السورية وعددا آخر من القضايا الدولية. وأشار لافروف في حديث لقناة "الميادين" اللبنانية إلى أن بلاده دعت في أغسطس من العام الماضي إلى عقد مؤتمر "جنيف 2"، إلا أن الشركاء في الغرب والمشاركين العرب في مؤتمر "جنيف 1" إضافة إلى تركيا أعلنوا عن عدم استعدادهم. وأضاف أن الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين بل الأوروبين عامة شرعوا في ذلك الوقت بالعمل لصالح توحيد المعارضة السورية تمهيدا للمفاوضات وعلى ضوء ذلك شكل الائتلاف الوطني الا ان هذا الائتلاف تشكل على اساس مغاير تماما وهو اسقاط النظام وتفكيك كافة مؤسسات الدولة السورية ولم يساعد في التسوية ايضا قرار جامعة الدول العربية الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وأكد أن اتفاقه وكيري على عدم وضع شروط مسبقة وقد رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذه الفكرة عندما طرحها عليه كيري نفسه وعلى هذه الخلفية كلف لافروف بالعمل مع نظيره الامريكي بصياغة بعض الافكار على الورق وهذا ما تم الكشف عنه في مؤتمر صحفي مشترك. وبخصوص تصريحات كيري في روما والتصريحات التي أدلى بها الاخرون ، اعتبر لافروف ان اقناع المعارضة أمر صعب وخلافا للحكومة السورية التي أدلت بتصريح ايجابي ردا على المبادرة الروسية الامريكية فان المعارضة اتسم رد فعلها بالضبابية وقالت إنها ترحب من حيث المبدأ باي مبادرة لكن على الاسد ان يرحل اولا. واعتبر وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن المعوق الآخر يتعلق بتشكيلة المشاركين في المؤتمر، فبالاضافة إلى كل من شارك في مؤتمر جنيف الذي انعقد في 30 يونيو من العام الماضي يجب ان تتم اضافة لاعبين اساسيين لم يتواجدا في جنيف العام الماضي هما ايران والعربية السعودية وكافة دول الجوار السوري لافتاى الى انه لا يجوز استبعاد بلد هام مثل ايران من عملية التسوية في سوريا لانها لاعب هام، كاشفا انه حتى الان لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن اشراك ايران. وحول ما اكدته وارسو قبل بضعة ايام عن ان روسيا تنوي إتمام صفقة منظومات الدفاع الجوي مع سوريا وفق الاتفاقيات الموقعة من قبل ومانتج عن قلق عميق في اسرائيل من امكانية تزويد سوريا بمنظومات اس - 300 نفى لافروف توقيع عقودا جديدة اما العقود السابقة لاسيما المتعلق منها بالدفاع الجوي فإن بلاده ستفي بها وقد انجزتها جزئيا وستنهي إنجازها. ورأى انه لا داعي للقلق بالنسبة لأولئك الذين لا ينوون القيام بأعمال عدوانية ضد دولة ذات سيادة، وعليهم أن يعلموا ان منظومات الدفاع الجوي هي أنظمة دفاعية بحتة كما يتبين من تسميتها وهذه الأنظمة ضرورية للتصدي للهجمات الجوية. ولفت لافروف إلى أن الموقف الروسي ليس مبنيا على اساس الإبقاء على النظام او شخص معين داخل هذا النظام، وانما انهاء معاناة الشعب السوري ولكي لا يجرؤ احد على انتهاك القانون الدولي ولكي لا تتعرض للتشكيك مبادئ أساسية منصوص عليها في ميثاق الاممالمتحدة مثل احترام السيادة الوطنية ووحدة التراب والاستقلال للدول الاعضاء وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأبدى ثقته بان اي سبل اخرى لأحداث التغيير والإصلاح سواء في هذه المنطقة او في اي منطقة اخرى في العالم لن تؤدي الى تسوية مستقرة وثابتة مدللا على ما يحدث في دول "الربيع العربي".. معتبرا أن الأوضاع في تلك الدول بعيدة كل البعد عن الاستقرار. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد لافروف انها العامل الرئيسي الوحيد الذي يستغل في المنطقة لتجنيد المتطرفين مبديا الأسف لان هذه الممارسة مستمرة.. مؤكدا أن روسيا تعول على ان مبادرة السلام العربية ولن تخضع لإعادة نظر لانها وثيقة هامة تفتح الافاق امام سلام وطيد بين العرب وإسرائيل وفي الشرق الاوسط عامة وتضمن تنمية مستقرة في المنطقة متمنيا لمصر التوفيق في الجهود التي تكرسها لجمع الفلسطينيين.