مع اقتراب انتخابات مجلس النواب، يبحث الناخبون عن المعايير الملائمة في المرشح الذي سيمثلهم في البرلمان القادم، .. "الوادي" التقت بعض الخبراء والمختصين لتحديد ملامح هذه المعايير. يقول المحامي عاطف محمد الدسوقى، لكى تختار من يمثلك فى البرلمان لابد من وضع معايير لهذا الاختيار وأول هذه المعايير هوالتقوى والكفاءة وخاصة الكفاءة السياسية، لافتا إلى أن أهم مهام عضو البرلمان تتمثل فى المشاركة فى وضع السياسة العامة للدولة والمشاركة فى وضع الموازنة العامة. واضاف "الدسوقي " إلى مهام العضو هي المشاركة فى وضع القوانيين والتشريعات والرقابة على السلطة التنفيذية، وأكد أنه يتوجب علي الناخب أن يعطي صوته لمن يستطيع أن يقوم بهذه الأدوار بشكل أفضل فلا مجال لاختيار عضو علي أساس توجه ورأي عائلي أو قبلي ولا مجال لان يعطي الناخب صوته لمرشح مقابل مصالح شخصية أو مبالغ مالية ،لان هذا الأمر يعيدنا إلى العصر البائد، كما أن عليه أن يراقب الحكومة، ويمتلك رؤية للخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والدفاع عن القضايا الوطنية والإقليمية ويدعم الدولة علي كافة المستويات. ومن جانبه يري دكتور ناصر على، احد مرشحى البرلمان عن دائرة الهرم، ان المعايير التي يجب ان تتوفر في نائب البرلمان ان يكون خادم للناس وان لاتكون هناك مشاريع خاصة له تكون نقطة ضغط عليه من قبل الحكومة وهنا يصبح حر الارادة وسمعته نظيفة ايضا حتي لا يحفروا ورائه ويستغلوا ذلك ضده. بينما راى الناشط السياسى، محمد طاهر ابو شعيشع، أن من اهم المعايير التى يجب توافرها فى عضو الشعب هى عشق الوطن والقدرة علي العطاء وطهارة اليد والتلاحم مع أهل دائرته والإهتمام بقضايا وطنه والإحساس بالالمواطن الفقير وبأهمية دور الثري ورجل الأعمال .. والإلمام بقضايا ومشكلات مدينته أو دائرته وأن يكون مثقفا ثقافة حياتيه. ومن جانب أخر أكد الدكتور محمد بسيونى، أستاذ الصحافة بجامعة الازهر على ضرورة أدراك الناخب المصري أن البرلمان القادم هو أخطر البرلمانات المصرية في تاريخها كله لأنه سيتولى أكبر عملية تشريعية في تاريخ مصر ومن ثم لا ينبغي للناخب أن يركز على الخدمات الشخصية التي يستطيع المرشح أن يقدمها له وإنما على الناخب أن يركز على ما يتمتع به المرشح من ثقافة واسعة تمكنه من قراءة المشهد كاملا والقدرة على فهم المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية وإدراكه العميق لمصالح ليس أهل دائرته فحس بل بمصالح المصريين أينما كانت أماكن إقامتهم حتى يتمكن من معالجة التشريعات المزمع إصدارها في إطار من فهم المرشح بمصلحة المصريين جميعا وليس بمصلحة فئة أو طائفة دون أخرى. واكمل فى نفس الصدد أنه لا بد أن يراعي الناخب في اختيارة لشخصية المرشح أن يتأكد من وطنيته وصدق حبه لوطنه واستعداده على بذل الغالي والنفيس في سبيل تقدمه وحمايته من المخاطر التي تتهدده، أما المرشح النفعي الذي لا يهمه سوى مصلحته ومعالجة قصور اجتماعي في شخصه فلابد أن يحذر منه الناخب. كذلك ينبغي على الناخب أن يقرأ برامج الأحزاب السياسية جديا وأن يتناقش فيها مع من هو أكثر منه علما ودراية وألا يفتتن بالشعارات التي تخاطب عاطفته الدينية أو مشاعره الروحية بل يركز على البرامج العملية التي تكفل له ولأولاده حياة كريمة. بينما قال الباحث السياسي "همام عبد المعبود" لكي يكون لدينا مجلس نوابٍ قوي معبر عن ثورة 25 يناير التي غيرت الحياة في مصر، يجب أن يكون لدينا نوابًا على قدر المستوى من الخبرة والثقافة والدراية والاطلاع، وهذا لن يتحقق إلا إذا وضعت الأحزاب والقوى السياسية شروط واضحة ومحددة فيمن يتم ترشيحه لهذه المهمة الصعبة. اشار" عبد المعبود" إلى أبرز الشروط الواجب توافرها فى عضو مجلس الشعب القام وهى طهارة اليد، بحيث تكون صحيفته خالية مما الملوثات، صاحب تاريخ مشرف من العمل الوطني بالاضافة إلى لديه حد أدنى من الثقافة السياسية والبرلمانية والقانونية. و حسن السيرة والسلوك السوي واكمل فى نفس الصدد ان عليه أن يقدم مصلحة الوطن على انتمائه الحزبي ومصالحه الشخصية وان يكون لديه خبرة معتبرة في أحد المجالات او الملفات السياسية او الاقتصادية او الدستورية أو وأن يكون متفرغًا للعمل البرلماني طوال الدورة، بحيث لا ينشغل بأي عمل وظيفي آخر، ليتمكن من الإنتاج والإفادة. واكد " عبد المعبود "على ضرورة ان يخضع لبرنامج تأهيلي مكثف قبلي أو بعدي، يتم من خلاله إعداده للقيام بمهام العمل البرلماني. يفهم من خلالها مهمته الأساسية هي رقابة الحكومة والدفاع عن حق ومصلحة الشعب وختم " عبد المعبود كلامه بضرورة أن يعرف المرشح أن وظيفة النائب ذات أبعاد ثلاثة: شق تشريعي، وآخر رقابي، وثالث خدمي. وأن يوازن بين المهام الثلاثة فلا تطغى واحدة على الأخرى