الكاتب : ربيع السعدنى وفاطمة سعيد بدار "أنا آسف ياحمادة سامحني ماكنتش أعرف.. أتاري الذل عادة بس ابقى اشرب يا صاحبي مهانة وقهوة سادة على النخوة والرجولة والمجدعة والبطولة.. وبمنتهى السعادة هتاخد بالقديمة وتتلسوع بالبيادة، سوري إننا اتحشرنا، حبة فراغ زيادة، ملعون أبو ده على ده وآنا آسف يا حمادة" .. قصيدة جديدة ساخرة للشاعر أيمن بهجت قمر، بعد واقعة إنكار المواطن المسحول "حمادة صابر" الذي تعرض للتعذيب أول أمس علي يد قوات الأمن وانكاره ذلك بالأمس بعد التحفظ عليه وعلاجه في إدي مستشفيات الشرطة بمدينة نصر ثم المفاجأة الكبري بتغيير أقواله مساء اليوم أمام النيابة العامة بعد أن تحولت قضيته إلي قضية رأي عام. ذلك الرجل الصنايعي، مبيض محارة، صاحب ال47 عاما والذى تم سحله أول أمس امام قصر الاتحادية بمصر الجديدة من جانب قوات الأمن المركزى على مرأى ومسمع من العالم كله، بعد الاشتباكات التي جرت بين الأمن والمتظاهرين خلال مليونية "الخلاص والرحيل". في المقابل اعترفت ابنته الصغيرة "راندا" عليه فقالت "أبويا أتهدد وأمي أتهددت وقيادات الداخلية كانت واقفه جنبه وبتقول له هنسجنك وهنديلك حقنه هوا". وعلي صعيد أخر تحولت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى إلي منابر للسخرية ومسارح سياسية بنكهة ساخرة، منددةبإنكار "حمادة" لإهانته وكشف عورته أمام العالم، وتصريحاته للتلفزيون المصري، المتناقضة الصدامية للكثيرين بقوله "إن الشرطة انقذتنى من المتظاهرين"، أو عبر صراحته علي قناة الحياة2 حينما قال "المعاملة اللي لقيتها في المستشفى حلوة فقلت أبرأ الشرطة عشان البلد تهدى، وعندي استعداد أبوس راس المتظاهرين واحد واحد" واعترافه الاخير فى لقاء تليفزيونى بالجزيرة مباشرة مصر عقب انتهاء تحقيقات النيابة معه مساء اليوم:"أن رجال الشرطة هم من أعتدوا عليه وقاموا بسحله وتعذيبه داخل سيارة تابعة لهم "مؤكداً على أن أقواله السابق بشأن المتظاهرين كانت محاولة منه لإحتواء القضية وليست ضغوطاً ممن أحد. في البداية قال المحامي الحقوقي محمد عبدالعزيز إنه في قضايا التعذيب عادة ضغوط الداخلية تكون أكثر مما يتصور البعض، هذا في حالة جريمة لم يتم فضحها لكن جريمة تعذيب مفضوحة عالمية فلتتخيلوا مدي الضغوط الرهيبة، علي أي الأحوال الحقيقة واضحة وشهادة شقيقه ستكشف فضيحة نظام يمارس التعذيب والقهر لضحية لا تملك إلا تعاطفكم التعذيب جريمة منهجية". وعلق الكاتب الساخر عمر طاهر عبر حسابه على "تويتر" بتويته: حمادة هو ملخص الشعب الذى أبهر العالم وتهكم احد النشطاء على الفيس بوك علي كلام حمادة صابر وتكذيبه لما حدث له قائلا"الشرطة حسستني أنني مواطن مصري"، موجها كلامه لحمادة: زادت منك أوي يا حمادة. وكتب آخر على حسابه الشخصى عبر موقع "الفيس بوك" أن حمادة جعل الشعب المصرى بأكمله يصاب بالغضب امس ، واليوم بعد إنكار حمادة لاهانته جعل الشعب المصرى يشعر بالذهول وإذا كان حماده نجح في اصابة نصف المصريين بالغضب ضد الداخلية فاليوم نجح ببراعة في اصابة النصف الباقي بالشلل. وأضاف أحدهم قائلا "رغم سحل المواطن حمادة صابر بهذه الطريقة الهمجية على مرأى من العالم أجمع الا أن هناك مغزى كبير من ذلك وهو محاولة الشرطة استرداد كرامتها المفقودة". ووجه البعض منهم رسائل شديدة اللهجة للرئيس الحاكم لمصر منها "العسكر عروا وسحلوا البنات وأنت ساكت والشرطة عرو وسحلوا الرجال وأنت حاكم.. بس الصراحة أنت اللي اتعريت مش هما يا مرسي، إلى غير راجعة حاجز الخوف انكسر مهما حاول النظام الفاشي الحالي إثبات عكس ذلك، الثورة ليست إسقاط مبارك أو مرسي، الثورة أن يجبر المجتمع وأهل حمادة صابر على أن يخرج الخوف والذل من داخله، اليوم نجاح جديد للثورة". واستنكرت احدى الناشطات عبر الفيس بوك ما يولي به الاعلام من أهمية للمواطن حمادة والحديث عنه وماحدث له وانكاره لاهانته وأسباب انكاره وكأنها قضية رأي عام، فهو مواطن مخادع ويحاول تضليل الشعب رغم انه يخدع نفسه على حد وصفها. واتفق كثير من النشطاء عبر موقع تويتر والفيس بوك على أن إنكار حمادة صابر لأهانته من جانب قوات الأمن المركزى قد حدث بصفقة بين الطرفين، قائلين : حمادة شرب شاى بالياسمين وشبهوه بأحد الممثلين في فيلم "جاءنا البيان التالى " للفنان محمد هنيدى عندما دفع رشوة للمسجون كى يغير كلامه عن رأيه في العام الجديد. وعلى جانب أخر قام بعض النشطاء عبر حساباتهم الشخصية على موقعى تويتر وفيس بوك بتبرير إنكار حمادة بالفقر والخوف من الداخلية وان حمادة صابر يشبه اغلبية المسحوقين والخائفين من الثورة والتغيير . وسخر بعضهم من موقف الداخلية ووصفوها ب"الغباء"، وأن إنكار حمادة يدين الداخلية أكثر ويدل على أنها لم تتغير بعد، هو مصري من بين أربعين مليون تسلحوهم يوميا بالطبقية، يبيعون أعضائهم علشان يأكلوا أولادهم بالفلوس ممكن يعمل أي حاجه.. ناس ضايعة. وأصبح حمادة صابر على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر وفيس بوك محل سخرية من نشطاء كثيرون و قاموا بتاليف المثال والنكات عليه مثل : "قلبي على حمادة انفطر وقلب حمادة عليا حجر، الشرطة ضربوني بالخرطوش في رجلي وكانوا بيقولولي اقف اقف، وأنا مضروب رجلي مش قادر لغاية ماهدومي اتقلعت خالص.. مارحمونيش". وفي النهاية لا يصح الا الصحيح فقد ظهرت أصالة ومصرية حمادة صابر في اللحظات الأخيرة غير أقواله قدام النيابة وقال الحقيقة اللي العالم كله شافها؛وبيعتذر للثوار وبيتمنى يكون بطل قدام أهله وصحابه ومحدش يزعل منه". مشهد أخر في نفس الكادر الذي التقط منه فيديو السحل الذي شاهده الملايين ويختص بسحل فتاه وجرها من شعرها أمام قصر الاتحاديه، في نفس وقت سحل حمادة صابر ، بس الداخلية برضه كانت بتحميها من المتظاهرين حسبما علق أحد النشطاء السياسيين". وفي النهاية كتب الناشط السياسي محمد صابر في تعليقه علي الواقعة قائلا"الجهل عجز والفقر عجز والجبن عجز ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح ، ثقوا في أنفسكم، ثقوا في ثورتكم وفي شعبكم، ثورة الكرامة تشق طريقها للفقراء والمهمشين".