أحمد بدير وماجد الكدواني ومحمد عادل إمام يحصدون جائزة أفضل ممثل.. والفخراني وليلى علوي أفضل ممثلين عن الأعمال التليفزيونية إلهام شاهين: التكريم رد على دعاة الظلام الذين لا يعرفون قيمة الفن.. والأب بطرس دانيال: المهرجان يثبت أن الشعب المصري نسيج واحد رغم الظروف العصيبة التى تمر بها مصر، فإن المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، برئاسة الأب بطرس دانيال، أقام حفل توزيع جوائز المهرجان فى دورته الحادية والستين التى تم فيها تكريم عدد كبير من النجوم. بدأ الحفل بفيلم عن المركز، ثم افتتاحية تعبّر عن نسيج مصر الواحد، أعقبها كلمة للأب بطرس دانيال رئيس المهرجان، وقام أمير الغناء العربى هانى شاكر بغناء أغنيتين وطنيتين أشعل بهما حماس الجمهور. وألقى وزير الثقافة محمد صابر عرب، كلمته التى قال فيها: «إن الوطن دائما ما يصاب بقدر من المشكلات الاجتماعية ويمرض أحيانا، لكن الأمم الكبيرة لا تموت أبدا موجها الشكر إلى هذه المؤسسة العريقة بإقامة هذا المهرجان لستة عقود بهذه القوة والوعى، ذلك يدل على أن هذا الوطن لا ينكسر أبدا». وأشار «عرب» إلى أن «هذا المركز يهتم دائما بالفن، فهو زينة تاريخ الوطن الطويل، فأى أمة لو تجردت من فنها لتصحرت لأنه وعى الشعوب»، مؤكدا «أن هذه التجربة هى نتاج شراكة بين أبناء الوطن دون التفرقة بين عقيدتهم الدينية، والأكثر أهمية أنهم مصريون حتى النخاع، يحبون هذا الوطن». وشهد الحفل تكريم الفنانة نادية لطفى التى تغيبت عن الحفل لظروف صحية، ومحمود ياسين، وإلهام شاهين، وحمدى أحمد، وأحمد راتب الذى تغيب هو الآخر لمروره بأزمة صحية، وتواجده فى أحد المستشفيات، بالإضافة إلى الفنان يوسف فوزى، والإعلامية آمال فهمى، والمخرج داوود عبد السيد، والمخرج هاشم النحاس، والناقد السينمائى فوزى سليمان، والناقد السينمائى سمير فريد، والموسيقار هانى مهنى، والموسيقار ميشيل المصرى. وحصل الفنان يحيى الفخرانى على جائزة أفضل ممثل عن مسلسل الخواجة عبد القادر، وليلى علوى أفضل ممثلة عن مسلسل «نابليون والمحروسة»، ونضال الشافعى على جائزة المركز التشجيعية. شارك فى المهرجان هذا العام 5 أفلام هى «جدو حبيبى»، و«تيته رهيبة» و«بعد الموقعة»، و«ساعة ونص»، الذى سيطر على معظم جوائز المهرجان، إذ حصل على جائزة أفضل فيلم وأحسن ممثل التى فاز بها كل من: أحمد بدير وماجد الكدوانى ومحمد عادل إمام، وأفضل مخرج لوائل إحسان، وأفضل سيناريو للسيناريست أحمد عبدالله، فضلا عن جوائز أفضل تصوير ومونتاج وتصميم ملابس. بينما حصل فيلم «مصور قتيل» على أفضل موسيقى تصويرية لهانى عادل، وأفضل ديكور، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج كريم العدل، بينما حصل فيلم «جدو حبيبى» على جائزة أفضل ممثلة للفنانة بشرى. وكانت لجنة التحكيم برئاسة الإعلامية درية شرف الدين، قد ضمت كلا من الدكتور رمسيس مرزوق والمخرج عمرو عرفة والفنانة غادة عادل والفنانة ندى بسيونى والفنان محمود قابيل والموسيقار مجدى الحسينى والناقد مجدى الطيب. «الصباح» التقت بعدد كبير من المكرمين للحديث معهم عن الجوائز فى ظل هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد. فى البداية قالت الفنانة إلهام شاهين، إنها تقدر المركز الكاثوليكى دائما خاصة الأب بطرس دانيال، مشيرة إلى أن هذا التكريم له تقدير خاص لديها ولدى كل السينمائيين، ويكفى أن هذا المركز يقدر الفنانين وقيمة الفن ويعترف بأنه يقدم قيما إنسانية وأخلاقية نبيلة. وأضافت «إلهام» «أن التكريم ذلك يعد ردا مهما على دعاة الظلام الذين لا يعرفون قيمة الفن ومدى تأثيره على الجمهور ورسالته السامية، فالمركز يقف دائما بجانب السينما ويدافع عنها، لافتة إلى أنه جهة دينية ويهتم بالسينما، ما يعكس مدى تحضره ومدى تحضر الشعب المصرى أيضا. بينما أعربت الفنانة ليلى علوى عن سعادتها بهذا التكريم وبهذه الجائزة بالذات، على الدور الذى قامت به فى مسلسل «نابليون والمحروسة» لأنها كنت مؤمنة به، لافتة إلى أنها شعرت بأنها لا تمتع نفسها فقط فى عمل أو بدور، وإنما كانت تشارك فى تاريخ مصر خلال مرحلة تاريخية مهمة. وأضافت أن هذا التكريم ليس الأول فى ذلك المكان، ولكن له مذاقا خاصا فى ظل الهموم التى يعانى منها الوطن، وأكدت: «أنا واحدة من ضمن المهمومين بهذا البلد، ومستقبله الغامض فنحن نعيش وقتا صعبا اختفت منه السعادة أو الاستمتاع، وإنما دائما هناك توتر وقلق، فأنا شخصيا أعيش فترة لست سعيدة فيها، ولكن لحظة التكريم هى التى أسعدتنى». من جانبه، قال الفنان يحيى الفخرانى إنه عندما جاء إلى المركز الكاثوليكى وحصل على الجائزة لم يكن هو المهم بالنسبة له، ولكن كان هناك الأهم من ذلك بكثير، وهو لقاء هذه المجموعة من الفنانين، لافتا إلى أنه فى وقت المحن يجب أن يلتقى الإنسان بأهله وأحبابه، وهو ما شعرت به فى هذا التوقيت. فيما أهدى الفنان أحمد بدير جائزة أفضل ممثل عن فيلم «ساعة ونص»، إلى كل من شارك فى الفيلم من فنانين ومخرج ومؤلف ومنتج، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن تكون أول جائزة يحصل عليها فى هذا المركز، مؤكدا: «نحن نعيش فى دولة مدنية، وليس فى دولة يكون فيها سحل المواطنين وقتل الشباب فهى ليست مدنية على الإطلاق». أما الفنان نضال الشافعى، فقال إن هذا التكريم له طابع خاص بالنسبة له، خصوصا أنه الأول من المركز الكاثوليكى للسينما، مؤكدا: «شرف لأى فنان أن يحصل عل جائزة، وأتمنى ألا تكون هذه الجائزة الأخيرة، وأن يكون هناك اتصال دائم بالمركز». وأبدى الفنان محمد عادل إمام سعادته بالتكريم عن فيلم «ساعة ونص»، الذى اعتبره علامة فى مشواره الفنى، مشيرا إلى أن هذا التكريم لكل الفنانين الذين شاركوا فى الفيلم وليس له فقط. أما الأب بطرس دانيال، رئيس المهرجان، فقال: «إن الهدف من هذا الحدث هو إثبات للجميع أن الشعب المصرى كله نسيج واحد وليس نسيجين باختلاف الأديان، والفن يوصل رسالة أخلاقية للمجتمع». وعن معايير اختيار الأفلام فى المهرجان أكد أن الأفلام التى تم اختيارها جاءت وفق معايير أخلاقية والتى يتم تغييرها مع مضمون الموضوع، وتابع: إذا افترضنا أن هناك فيلما يناقش قضية الخيانة بين الزوجين دون التطرق إلى مشاهد الخيانة، وإنما يلقى الضوء على كيفية الحلول لهذه القضية فليس هناك مانع من هذا الفيلم، إذ شارك سابقا فيلم «سهر الليالى» وكانت تدور أحداثه عن الخيانة بين الأزواج وكيف كانت تتم معالجتها، وندم كل شخص على ذلك واعترف بخطئه. وأشار «دانيال» إلى أن المركز دائما ما يرفض الأفلام التى تتطرق إلى إهانة الأديان، بالإضافة إلى الأفلام التى تناقش العملية السياسية بطريقة فجة، وما تم اختياره فى هذه الدورة أفلام كلها تناقش قضايا عنف أو اغتصاب أو قضايا شرف لكنها تطرقت إلى كيفية معالجتها. واختتم حديثه عما قيل عن مقاطعة المجتمع المسيحى انتخابات مجلس النواب المقبلة، قائلا: «أنا ضد كلمة مجتمع مسيحى أو أشخاص أقباط، أنا مصرى وعندما يتم سؤالى عن وضع الأقباط فى الدستور أقول إن الدستور لكل المصريين».