تسلمت المحافظات راية العصيان والتصعيد ضد حكم الإخوان، فيما بدأت قوات الأمن رحلة الانتقام من المواطنين والمتظاهرين، بعد مرور عامين على الثورة. سيناريو الثورة الذى شهدته مدينة السويس، بدأ يتكرر بتفاصيله فى المنصورة، وبورسعيد، وقنا، سواء من خلال إطلاق طلقات الخرطوش، وقنابل الغاز بكثافة شديدة، مرورًا بسحل المواطنين، وحتى مشاهد الدهس بالمدرعات. فى المنصورة، تحولت شوارع ميدان الثورة إلى ساحة حرب بين قوات الأمن والمتظاهرين، مما أسفر عن سقوط عشرات المصابين، ولم تتوان فى استخدام العنف المفرط لتفريق المتظاهرين، وأطلقت القنابلالمسيلة للدموع والخرطوش، التى تصاعدت حدتها بعد قدوم اللواء سامى الميهى، مدير الأمن الجديد. وتناقلت وسائل الإعلام عملية «سحل» لأحد المواطنين، أعقبه مشهد قيام مدرعة تابعة للشرطة بدهس شاب، تم نقله على الفور للمستشفى الدولى وسط هتافات «الشهيد حبيب الله». وتبين أنه يدعى «حسام الدين عبدالله عبدالعظيم»، خراط، ومقيم بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا، وأكدت أسرته أنه ليس له علاقة بالتظاهرات، وأنه كان متوجهًا لشراء فاكهة من منطقة السوق القريبة من الأحداث، وحدث ما جرى، وأكد والده أنه متزوج ولديه طفلة تدعى «ملك» تبلغ من العمر عاما ونصف العام، تواجدت بالمستشفى غير مدركة ما يحدث. وفى بورسعيد، تكرر المشهد، صباح أمس، إذ دهست سيارة شرطة «5» مواطنين، فى تقاطع شارع الثلاثينى مع شارع محمد على، أثناء توجههم إلى إحدى المناطق لبدء العصيان المدنى، ولم ينته المشهد عند عملية الدهس، بل تخطاها إلى إطلاق نار عشوائى فى الهواء لتفريق تجمعات المسيرة. وعلى الفور انتقلت قوات من الشرطة العسكرية، للسيطرة على الموقف، وتم نقل المصابين إلى مستشفى بورسعيد العام، وهم «محمد علاء»، 17 سنة، عضو أولتراس المصرى، مصاب باشتباه كسر فى الحوض وكدمات وسحجات فى الوجه، الذى أوضح زملاؤه أن سيارة الشرطة مرت على جسده، هو والمصاب الثانى «محمد أبوغازى»، 42 سنة، ومصاب بكدمات وسحجات شديدة فى الوجه، وتم نقله لعمل أشعة مقطعية على المخ. أما فى قنا، فشهدت المنطقة المحيطة بديوان عام محافظة قنا اشتباكات بين العشرات من المدرسين المؤقتين المتظاهرين للمطالبة بالتثبيت، وعدد من أفراد الشرطة المختصين بتأمين المحافظة، مما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق عدد من القنابلالمسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين. من ناحية أخرى، أعلن نشطاء وقوى ثورية عن تنظيم تظاهرات غاضبة، بالقاهرة والإسكندرية تضامنًا مع ثوار المنصورة، ضد ما اعتبروه «حربًا» أعلنتها وزارة الداخلية على الشعب المصرى، وضد نظام الرئيس محمد مرسى، الذى وصفوه بأنه «قاتل للشعب» على حد قولهم.