اختتمت القوى السياسية والشعبية بمدينة الإسكندرية فعاليات ذكري تنحي "المخلوع" بالعاشرة من مساء أمس الاثنين أمام محطة ترام الوزارة، بعدما قامت بتغيير مسارها بمنطقة جليم واتخذت شارع "الترام" بدلاً من شارع أبو قير، تجنباً للمرور أمام قسم شرطة الرمل أول، وحدوث اشتباكات على غرار مسيرة "حق الدم" بالجمعة الماضية أمام قسم شرطة سيدي جابر والتي أسفر عن وقوع عشرات الإصابات وحرق سيارتين، وعلق المتظاهرون لافتات كان أبرزها: "لا لخرفنة الدولة"، "مافيناش من الخوف"، يسقط دستور المرشد". شهدت التظاهرة عدة مناوشات خلال اشتباك أحد مُستقلي السيارات بسب المُتظاهرين خلال مرورهم بمنطقة جليم، اعتراضاً على حالة الشلل المروري التي تسببوا بها خلال مسيرتهم، مما أسفر عن استفزاز بعض عناصر التظاهرة بعد قيامه بمحاولة اختراق المسيرة والسير بداخلها، مما أدى إلى اعتداء عدد من المتظاهرين عليه وعلى سيارته بالضرب، إلى ان تدخل العُقلاء منهم لتفادي المشكلات بالمسيرة "السلمية". فيما رصدت إنشقاق العشرات من المتظاهرين عقب إنتهاء الفعاليات، وقرروا التوجه إلى محيط سيدي جابر لإستكمال الفعالية بشكل أخر، والتنديد بإنتهاكات الداخلية وتسليط الضوء على مُمارستها، وانهوها بالساعات الأولى من صباح الثلاثاء، دون أن تُسفر عن شئ مُستجد. كما رصدت غياب واضح لقوات أمن الإسكندرية بكافة الطرق التي مر بها متظاهري مسيرة ذكرى تنحي "المخلوع"، مما أسفر عند عدم حدوث اشتباكات، بعدما فوت المتظاهرين الفرصة على المُندسين بإشعال الفتنة مرة أخري مع الداخلية عبر قيامهم بإلقاء "الحجارة" على أقسام الشرطة. فيما اعتلت اللافتات مسيرة الإسكندرية السلمية وكانت أبرزها "لا لخرفنة الدولة"، " مافيناش من الخوف"، يسقط دستور المرشد"، "أكمل ثورتك لا لليأس"، "أبو درع وشومة اللي مسمي نفسه حكومة"، "الداخلية بلطجية كل نظام"، يا عمال مصر إتحدوا"، ورفعوا أعلام مصر والحركات السياسية والأحزاب المشاركة بالمسيرة، فضلاً عن رفع صور الشهيدين "محمد الجندي وكريستي". كانت المسيرة قد تداركت تفاعل الأهالي بجمعة "حق الدم" بعد مرورهم بالمناطق الشعبية، فاتخذوا نفس النهج وساور بأكثر من أربعة مناطق شعبية لتقريب وجهات النظر مع تلك الطبقة التي كانت دائما ما تحبط عزيمتهم بدعوى عدم الاستقرار، وكانت أبرزها منطقة "دربالة، غبريال، شدس". وهتف المتظاهرين خلال مرورهم بالمناطق الشعبية قائلين "عيش وظيفة لقمة عيش نظيفة"، الأمر الذي أسفر عن تفاعل أهالي المناطق الشعبية مع التظاهرة وظلوا يصفقون لهم طوال المسيرة. كان المتظاهرين قد انطلقوا بتلك التظاهرة من أجل رفع عدة مطالب من أبرزها استمرار عمليات القمع للحريات والانتهاكات والتجاوزات في حق الشعب من قبل الدولة، بالرغم من مرور عامين على الثورة المصرية التي قضت على نظام طغي قرابة الثلاثون عام. جاء ذلك في ظل عدم سعى النظام الحاكم برئاسة الدكتور محمد مرسي ل "القصاص" للشهداء أو تحسين المستوى المعيشي للمواطن، بل وضع مصر بأسوء حال، حيث كان الهدف من التظاهرة هو التأكيد على الاستمرار بمسار السلمية ضد الفقر، القمع، القتل والاستبداد.