أعلن مسئول بمحلية (السريف) بولاية شمال دارفور أن النزاع القبلي الأخير بمحليته خلف أكثر من 100 ألف نازح ، فيما لاتزال لجان حصر النازحين تباشر عملها لليوم الثالث على التوالي. ودعا هارون الحسين معتمد (السريف) كافة الجهات بضرورة التدخل الفوري لاحتواء الأثار الإنسانية السيئة التي خلفها النزاع الذي شهدته المحلية الأسبوع الماضي.
وأضاف هارون في تصريحات صحفية أن النازحين توزعوا بالمدارس والمرافق الحكومية المختلفة برئاسة المحلية وبمنازل المواطنين والشوارع وتحت الأشجار دون غذاء او كساء أو مأوى مع اشتداد موجة البرد هذه الأيام.
وقال المعتمد إن ذلك العدد من النازحين لا يشمل الذين نزحوا إلى محليتى (كبكابية وسرف عمرة) أو الذين مازالوا يهيمون على وجوههم بالعراء.
ووصف الوضع بأنه مأساوي ويفوق طاقة المحلية والولاية معا ، مشددا على أن الأمر لا يحتمل الانتظار ، وأن محليته لم يعد لديها ما تقدمه لتلك الأسر.
وحول الوضع الأمني بمحلية (السريف)،أشار هارون الحسين معتمد المحلية إلى توقف القتال وعودة الهدوء ، لكنه أشار إلى أن عصابات النهب المسلح وقطاع الطرق لازالت تمارس عمليات نهب ممتلكات المواطنين.
وعبر هارون عن أمله في توقف كافة مظاهر ذلك الاقتتال حتى تتهيأ الظروف للاجتماع يوم الخميس المقبل ليتم التحاور بين الأطراف حول الكيفية المثلى لتحقيق الصلح المستدام ، قائلا (إن أولويتنا الآن هي إغاثة النازحين).
وحول القرار الخاص بإغلاق منجم (جبل عامر) للتعدين الأهلي عن الذهب ، أكد المعتمد أن القرار ما يزال ساريا ، مشيرا إلى أن اجراءات فتح المنجم لن تتم إلا وفق وشروط واجراءات جديدة.
وأكد في هذا الخصوص أن المنجم بات تحت حماية القوات المسلحة بالكامل ، ولكنه استدرك بالقول "إذا كان بعض الأفراد قد عادوا إلى هناك فهم يسعون للاطمئنان على ممتلكاتهم من المتاجر والماكينات والورش وغيرها).
يذكر أن الأحداث بدأت بشجار بين أفراد في منجم (جبل عامر) وتطور الشجار إلى صراع أخذ شكلا قبليا وانتشر من الجبل إلى القرى حول مدينة ومحلية (السريف) ، ثم امتد إلى محلية (سرف عمرة) وخلق بيئة مساعدة لتوافد عدد كبير من قطاع الطرق من كل أنحاء دارفور إلى هذه المناطق وبدأوا في حرق القرى ونهب ممتلكات المواطنين.
وعقب هذه الأحداث قررت السلطات إغلاق المنجم الغني جدا بالذهب ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى هناك للسيطرة على الأوضاع.