أكد هانس سوبودا رئيس كتلة التحالف التقدمى للاشتراكيين الديمقراطيين لدى البرلمان الأوروبى ضرورة توثيق التعاون بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى ال 27 من أجل دعم السلام والتنمية فى الدول العربية بوصفها دولة محورية رائدة فى المنطقة. وقال سوبودا، خلال لقائه صحفيين فى بروكسل "من الأهمية بمكان ان تلعب مصر دورا استراتيجيا وعلى نطاق أوسع فى المستقبل، خاصة أن لديها كل المقومات التى تؤهلها للاضطلاع بمثل هذا الدور".
وأعلن عن اعتزامه زيارة القاهرة الأسبوع القادم من أجل المشاركة فى مؤتمر بعنوان "رؤية مشتركة من أجل عالم عربى تقدمى" ينظمه التحالف على مدى يومى 19 و20 يناير الجارى فى العاصمة المصرية.
وأشار الى أن الثورات التى حدثت فى كل من تونس وليبيا ومصر تمثل تطورا مهما بالنسبة لأوروبا. وقال "نحن نريد تطوير علاقاتنا مع جيراننا من الدول العربية" لكنه فى الوقت نفسه أعرب عن أسفه ازاء عدم نجاح هذه الدول حتى الآن فى تحقيق أى تقدم ملموس سواء على الصعيد الاجتماعى أوالاقتصادى.
ولفت الى أن أكثر الشرائح تضررا من تردى الأوضاع الاجتماعية فى هذه البلدان هي النساء و الأطفال، مؤكدا استعداد التحالف لمساعدة مصر على تطوير نظم اجتماعية ملائمة من شأنها توفير مقومات الحياة الكريمة للمواطن المصرى.
وأعرب عن تأييده لتوقيع اتفاقيات تجارية بين مصر والاتحاد الأوروبى ودعم الصناعات فى مصر بما يسمح للمنتجات المصرية بغزو الاسواق الأوروبية.
وأشار الى حرص الكتلة البرلمانية التى ينتمى اليها والتى تعد الأكبر فى البرلمان الأوروبى، على استعادة مصر للأموال المهربة الى الخارج بوصفها أموال مملوكة للشعب المصرى.
وقال "لقد قامت عائلات النظم البائدة والحكام المستبدين بنهب أموال الشعب المصرى وأودعوها فى البنوك الأوروبية. ونحن نناشد الحكومات الأوروبية من أجل اعادة هذه الأموال الى مستحقيها".
أضاف ان من بين الأهداف الأخرى المدرجة فى برنامج زيارته الى مصر مناقشة برنامج يسمح للطلبة المصريين بالدراسة فى الجامعات الأوروبية والتعرف على المجتمعات الغربية، معتبرا أن أوروبا لم تعمل بما يكفى من اجل مساعدة الدولة العربية على النهوض اقتصاديا.
من جانبها، أكدت فيرونيك دو كايزر نائب رئيس كتلة التحالف التقدمى رغبة الكتلة في التعاون مع مصر فى أطر من الانفتاح والثقة المتبادلة.
وقالت دو كايزر إن "الثورات التى قامت فى الدول العربية من أجل الكرامة الانسانية والحرية أثارت الاعجاب فى بداياتها.. ولكننا كنا على ثقة بأن الوضع سيكون أكثر صعوبة فى وقت لاحق لأن المرحلة الانتقالية تستوجب اتخاذ قرارت صعبة وجريئة فى مواجهة التحديات على أرض الواقع".
وأكدت أن أوروبا لا تريد بأي حال من الأحوال تلقين دروس لأية دولة كانت ولكنها تريد فقط الاشارة الى أن ما يحدث فى العالم العربى يتسم بالأهمية لكلا الطرفين العربى والأوروبى، لافتة الى أن مجموعة العمل الأوروبية تاسك فورس خلال زيارتها لمصر فى ديسمبر الماضى كانت قد وعدت برصد خمسة ملايين يورو فى شكل قروض ومنح من أجل مساعدتها على انعاش الاقتصاد ولكن هذا الأمر كان مشروطا باحترام حقوق الانسان وتوفير المعايير الديمقراطية السليمة.
وشددت دو كايزر المتخصصة فى الشئون العربية على أن أوروبا حينما تتوجه الى البلدان العربية لا تأتى بروح المحتل وانما انطلاقا من روح التضامن مع هذه الدول.
وقالت "نحن انطلاقا من روح الصداقة والقلق، نريد مساعدة مصر على تصحيح مسارها الاقتصادى ونحن نتطلع الى ابرام اتفاقيات تجارية على غرار الاتفاقيات التى سبق أن وقعها الاتحاد الأوروبى مع كل من دولتى كولومبيا وبيرو".