قال وزير الثقافة صابر عرب أنه لا تواجد بما يُطلق عليه "تخويف المُبدعين والمثقفين والفنانين"، موضحاً أن مصر أكبر بكثير من أن تتراجع بها الفنون، مشيراً إلى إكتسابها كدولة مخضرمة بهذا المجال إحترام وتقدير العالم أجمع، لما حققته عبر تاريخ حافل بالفن والثقافة. وطالب "عرب" خلال جولته مساء أمس لإفتتاح معرض "365 صورة" بمركز الحرية للإبداع، ومعرض مكتبة البلدية بمجمع حسين صبحي للمتاحف، بحضور محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا عباس، المواطنين بضرورة الحد من التظاهرات والإحتجاجات المتوالية للعمل على إستقرار الأوضاع، والتي من شأنها عرقلة المهام الخاصة بالحكومة الجديدة، موضحاً أنه في ظل الدستور الجديد والعمل على تقنين الإحتجاجات، الأمر الذي يؤدي إلى النهوض بالإقتصاد المصري. وفي هذا الصدد تم إفتتاح متحف الفنون الجميلة ومكتبة البلدية وقاعة حامد عويس للعروض المتغيرة كمرحلة أولى، على أن تشمل مرحلة لاحقة متحف روائع الخط العربي، وهو الأول من نوعه في مصر، بالإضافة إلى مبنى التبادل الثقافي والورش الفنية، في محاولة لعودة هذا الكيان لمباشرة لدوره المهام في الارتقاء بالذائقة الفنية والبصرية، وإعلاء قيمة الإبداع والمبدعين، بعد أن ظل مغلقاً لما يربو على 22 عاماً، حيث إنه مُغلق منذ عام 1981. وفي غضون ذلك صرح الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن هذا الصرح الثقافي والفني - مجمع حسين صبحي - حظي باهتمام كبير، وتم توفير كافة الإمكانات المتاحة في خدمة تطويره وصيانته، ليتواءم مع قيمته التي تُعد مرآة حقيقية تعكس أسباب تبوء مصر لمكانتها العالمية المرموقة. وأوضح "مليجي" ، أن المجمع يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات الفنية من مختلف العصور لمشاهير الفنانين العالميين والمصريين في بانوراما عرض متحفي لا يوازيه في ثرائها وتنوعها إلا كبرى المتاحف العالمية العريقة، قائلاً "و كم تمثل مقتنياته مجالاً فريداً لمحبي فنون وروائع الفن التشكيلي وطلابه وباحثيه، حيث يحتوى أعمالاً فنية تُعد دُررًا نادرة تعود إلى بدايةً عصر النهضة بفن التصوير في أوروبا في القرن السادس عشر، وصولاً إلى أشهر مدارس التصوير الزيتي الواقعية والرومانسية في أوروبا في القرن التاسع عشر، إضافة إلى روائع الرواد والمستشرقين وكبار الفنانين المصريين". تجدر الإشارة إلى أن مكتبة البلدية تُمثل بإعتبارها أقدم المكتبات بمدينة الإسكندرية، وما تحتويه من أمهات الكتب والمصادر والنُسخ الأصلية النادرة، ثروة لا تُقدر بثمن، وكنزاً رائعاً للمعرفة والثقافة في جميع المجالات. كما يُعد معرض " 365 صورة "، الذي افتتحه وزير الثقافة مشروع فني بإشراف الفنان علاء الباش،ا وهو فكره عالمية تم تطبقها في دول كثيرة، و يقوم على تجربه مجموعه من الفنانين على مدار عام كامل، حيث كانت بداية المشروع مع بداية عام 2012، وتم عرض نتاج التجربة مع بداية عام 2013 . ويهدف المشروع إلى إتاحة الفرصة اليومية للفنانين لتجربة تقنيات مختلفة، وإتجاهات فنية تساعد على إثراء إتجاهاتهم الفنية وتطويرها، في ظل طرح التجارب للنقاش، والذي يضم أعمال ورشة التصوير الفوتوغرافي التي تمت خلال العام المنصرم بالمركز ، بالتعاون مع نادي "عدسة" للتصوير الفوتوغرافي وشباب الإسكندرية التشكيليين. وفي ذات السياق قال الفنان علاء الباشا ، المشرف علي المعرض، إن عام 2011 كان عاماً حافلاً بالأحداث التي كان من الضروري توثيقها، الأمر الذي دفعنا لإطلاق هذه المبادرة، نظراً لأهمية ما نشهده من أحداث الآن وفى المستقبل، إلى جانب إضافة أفكار مبتكرة يتم العمل بها من خلال الفن.