اختتمت الليلة بالخرطوم أعمال المؤتمر العلمي العربي الحادى عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية الذي استمر 5 أيام بمشاركة أكثر من مائة وخمسين من العلماء والباحثين العرب. وأكدت توصيات المؤتمر على أهمية امتلاك الدول العربية لمفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه وتطوير وتحسين وزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والاستفادة من التقانات في المجال الصحي للانسان والحيوان.
وشدد المؤتمر على ضرورة إدخال العلوم النووية في المناهج والمقررات الدراسية، بالتنسيق مع الدول العربية ، ودعا للتعاون العربي في مجال التطبيقات المختلفة في مجال النظائر المشعة ، وبناء مفاعلات القوة والمفاعلات البحثية وأن تكون الهيئة العربية هي المنسق الرئيسي لهذا التعاون.
وفي محور علوم المواد ، أكد المؤتمر على ضرورة تبادل الخبرات العربية فى مجال تحاليل واستغلال اليورانيوم من خامات الفوسفات وتنفيذ برامج تدريبية فى عمليات استكشاف اليورانيوم عن بعد وطرق تكوينه.
وفيما يتعلق بمحور التحاليل وتحسين المواد ، أوصى المؤتمر بأهمية توسيع وفتح المجال للباحثين العرب للمشاركة في المؤتمرات الدولية في مجالات تطبيقات مفاعلات البحوث والتقنيات المساعدة وتطبيقاتها الطبية والهندسية والتعليمية وغيرها.
وفي محور الدراسات البيئية ، أوصى بتشجيع استخدام التطبيقات الحيوية في معالجة النفايات المشعة ومواءمة القوانين لحظر تداول المصادر المشعة بصورة غير مشروعة.
وفي محور الأمان والأمن النوويين، أكدت توصيات المؤتمر العلمي العربي الحادي عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ، على ضرورة تفعيل اجراءات الحراسة على الانشاءات والمواد النووية وإقامة أجهزة كشف في المنافذ الحدودية وتدريب رجال الامن.
كما أوصى المؤتمر بقيام الهيئة العربية للطاقة الذرية بتنفيذ دورات مستمرة في مجال الأمن النووي وضرورة الاستفادة من التجربة العراقية الغنية في تفكيك وتصفية المنشات النووية وتوثيق التجربة للاستفادة منها.
وفي محور تطبيقات النظائر المشعة ، أكد المؤتمر على استخدام الطرق الحيوية بالإضافة إلى استخدام تقنية الحشرة العقيمة لإعطاء نتائج أفضل في مكافحة الحشرات.
وفيما يتعلق بمحور خصوبة التربة ، أوضح المشاركون في المؤتمر أن الطرق النووية من أكثر الطرق دقة في قياسات العناصر المغذية في التربة والنباتات مقارنة بالطرق التقليدية ، واستخدام المسبار الالكتروني لتحسين كفاءة الري.
وفي محور الطب النووي وإنتاج النظائر المشعة ، أوصى المؤتمر بالاهتمام بمعايير الجودة في إنتاج الأدوية المشعة لضمان الكفاءة والأمان والتأثير والعمل على تنفيذ بحوث لتقليل تكلفة إنتاج هذه الأدوية لرفع العبء عن المرضى في الدول العربية.
وبشأن تطبيقات الطب النووى ، دعا المؤتمر في توصياته إلى العمل على التوعية بالأضرار البيئية الخطرة التي تساعد على حدوث السرطان ووضع خطة لتقليل الاصابة بالسرطان وتنفيذ خطط وقائية وعمل أبحاث سريرية للتأكد من كفاءة المركبات الصيدلانية المشعة.
وفي محور معالجة الأغذية بالاشعاع ، أوصى المؤتمر بضرورة استخدام المعالجة الاشعاعية للحفاظ على المواد الغذائية وإطالة عمر التخزين واستخدام الأشعة السينية والمسرعات الالكترونية في عمليات تشعيع الأغذية.
وقال وزير العلوم والاتصالات السوداني رئيس المكتب الوزاري للوزراء العرب المعنيين بالطاقة الذرية الدكتور عيسى بشرى - في كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر - إن تنفيذ ما خرج به من توصيات يمثل خطوة عملية لتنفيذ قرارات جامعة الدول العربية الداعية لزيادة الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
وتعهد الوزير بأن السودان سيقوم بتنفيذ ما يليه من توصيات لتحسين حياة المواطنين .. داعيا الحكومات العربية لرفع قيمة العلم والعلماء ورعاية جهودهم وتوفير البيئة المناسبة لنهضة البحث العلمي.
من جهته ، اعتبر المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية الدكتور عبد المجيد محجوب ، في كلمته اليوم ، مؤتمر الخرطوم خطوة فارقة على طريق تنفيذ الاستراتيجية العربية في مجال الطاقة النووية التي بدأت بالخرطوم باجازتها فى اجتماع القمة العربية الذي استضافته العاصمة السودانية عام 2006 وتم إقرارها في قمة الدوحة 2009.
وأكد أن تنفيذ هذه الاستراتيجية يهم كل البلدان العربية التي يجب أن تقوم بالتعاون والتنسيق عبر الهيئة العربية على تنفيذها لتحقيق أهدافها المرجوة في شتى المجالات.
وأشار محجوب إلى أهمية التدريب لتمكين العلماء والباحثين العرب من التحكم في هذه التكنولوجيا للاستفادة من مردودها الايجابي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلدان العربية.