اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين بتطورات الأوضاع السياسية في مصر بعد صدور إعلان دستوري جديد من جانب الرئيس محمد مرسي عقب مناقشات طاولة الحوار. وأكدت الصحف أهمية تحقيق الاستقرار السياسي في مصر لكونها بوصلة العرب وأن استقرارها مؤشر حقيقي للوضع العربي وعكس ذلك فإن مصر تدخل مرحلة الخيارات الصعبة وتزداد الأزمة عمقا، وطالبت بوضع مصلحة مصر فوق كل المصالح والاعتبارات السياسية. فمن جانبها، رأت صحيفة (السفير) أن الإعلان الدستوري الجديد يعمق الأزمة حيث لا أحد في مصر بارح مكانه، فلم يفلح الإعلان الجديد في كسب أنصار جدد في صف الرئيس مرسي والاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، ولا المعارضة اقتنعت وتراجعت عن موقفها، ولا شيء في مصر غير موازين المعادلة السياسية، ويعني ذلك عمليا أن الإعلان الدستوري الجديد عقد الأمور أكثر مما هى معقدة، ودفع بالأزمة السياسية إلى صدام يلوح في الأفق، بعد تمسك كل طرف بموقفه. وبدورها، شددت صحيفة (الشرق) على أن مصلحة مصر فوق كل اعتبار بغض النظر عن أن الرئيس مرسي تراجع أو لم يتراجع، مؤكدة أن بقاء مصلحة مصر هى الأساس، وأنه إذا كان التراجع لمصلحة مصر لا يكون تراجعا؟ ذلك أنه في حال الأزمة المصرية، ليس المهم من يربح، ليس مهما أن يربح مرسي أو أن تربح المعارضة، المهم أن تتحقق مصلحة مصر العليا، ومن المفترض أن الرئيس مرسي ومعارضيه أيضا يسعون إلى تحقيقها ويعملون في سبيلها، وأنه في اليقين أنه لم يفت الأوان بعد على انقاذ مصر من هذه الأزمة المتمادية، إذا أقدم الرئيس مرسي على خطوة جريئة لا تشكل تراجعا بقدر ما تشكل مدخلا لحل ينقذ مصر من هذه الدوامة التي تتخبط فيها ويتعذر تقدير أبعادها وتداعياتها.