أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن السوريين يواصلون عبور الحدود إلى البلدان المجاورة ، حيث بلغ عدد المسجلين لدى المفوضية السامية لشئون اللاجئين أو الذين ينتظرون التسجيل نحو 465 ألف شخص في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق. وأوضح المكتب الإقليمي لبرنامج الاغذية العالمي بالقاهرة - في بيان له اليوم الثلاثاء - أن نتائج عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة في هذه البلدان بينت إلى أن الحاجة إلى الغذاء هى إحدى أولويات احتياجات اللاجئين ، حيث قدم البرنامج المساعدات الغذائية لما يقارب 160 ألف لاجئ سوري في هذه البلدان خلال شهر أكتوبر الماضى . وذكر البيان أن الأزمة السورية تركت آثارا سلبية على حالة الأمن الغذائي في البلدان المجاورة التي تعتمد على الورادات الغذائية من سوريا والتجارة عبر الحدود ، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية في الأردن على سبيل المثال جراء انخفاض استيراد المواد الغذائية بنحو 50 \% تقريبا وزيادة الطلب من الوافدين الجدد القادمين من سوريا. وحذر البيان من أن التصعيد الأخير في أعمال العنف في سوريا يزيد من صعوبة الوصول إلى أكثر المناطق تضررا في البلاد وأن الأمن الغذائي في تراجع بسبب نقص الخبز وارتفاع أسعار المواد الغذائية في أجزاء كثيرة من البلاد ، موضحا أن إرتفاع الأسعار يؤثر كذلك على البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين. وذكر البيان أن التنقل من وإلى دمشق بات أكثر خطورة، مما يزيد من صعوبة إرسال المواد الغذائية من مخازن برنامج الأغذية العالمي إلى بعض المناطق لا سيما الشمالية منها. وأضاف البيان أن برنامج شهد خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزايدا في عدد حوادث الهجمات العشوائية على شاحناته في أجزاء مختلفة من البلاد. وكشف برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة - في بيانه - عن أنه تماشيا مع قرار الأممالمتحدة بخفض عدد الموظفين الدوليين العاملين في سوريا، ونتيجة لتصاعد وتيرة العنف في البلاد، سوف يقوم برنامج الأغذية العالمي بنقل سبعة من موظفيه الدوليين إلى عمان، الأردن ، مشيرا إلى أنه سيواصل حوالي 20 موظفا دوليا و100 موظف سوري تابعين للبرنامج عملهم من داخل البلاد لتنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة بتوزيع المساعدات الغذائية على نحو 5ر1 مليون سوري. وأوضح البيان أن برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم أن وكالات الأممالمتحدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، وجميع البعثات الميدانية خارج دمشق، قد علقت مؤقتا مما سوف يؤثر سلبا على قدرة البرنامج على مراقبة توزيع المواد الغذائية من قبل شركائنا ويحد من حركة الموظفين لإجراء تقييم الاحتياجات الإنسانية وحالة الأسواق. وشدد البيان على أن الأمن الغذائي للعديد من السوريين يتدهور بشكل سريع مع ارتفاع حدة النزاع واتساع نطاقه ليشمل المزيد من المناطق ، وأصبح نقص الخبز أمرا مألوفا مع وجود طوابير طويلة أمام المخابز، ناتج عن نقص الوقود والدمار الذي لحق ببعض المخابز فضلا عن زيادة الطلب جراء موجات الوصول الجديدة للأشخاص النازحين داخليا. وفي حلب، باتت غالبية السكان تعتمد على المخابز الخاصة ، حيث ارتفعت أسعار الخبز بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50 % مقارنة بالمحافظات الأخرى. وأشار الى أن معظم المواد الغذائية لا تزال متوفرة في الأسواق وإن كانت بأسعار مرتفعة ، حيث تشهد المناطق التي تشهد معارك نقصا في بعض المواد الغذائية في حين تضاعفت تقريبا أسعار بعض السلع ، موضحا أنه في هذه المناطق تقلصت في الغالب إمكانية الوصول إلى الأسواق.