اهتمت الصحف العالمية الإسرائيلية والإيرانية بما يدور داخل الساحة السياسية من اضطرابات، حيث وصفت صحيفة «إسرائيل اليوم» الواسعة الانتشار مرسى بأن «مصر استبدلت فرعون قديم بفرعون آخر».. وتابعت الصحيفة العبرية: «الاشتباكات التى وقعت داخل شوارع القاهرة بعد أن عاد المواطنون الى ميدان التحرير سببها أن الشعب كان يعتقد أن الرئيس الذى اختاره سوف يجلب لهم الحرية والديمقراطية». ولفتت الصحيفة إلى قيام المتظاهرين بحرق مقرات الإخوان والاشتباكات بين مؤيدى الرئيس مرسى والمتظاهرين بسبب الإعلان الدستورى الجديد. وأضافت الصحيفة العبرية أن الإدارة الأمريكية غير مؤيدة لخطوات مرسى الأخيرة، وذلك لأن مرسى أعطى لنفسه سلطات مطلقة. وعلّق الكاتب الإسرائيلى «بوعز بيسموتى» على قرارات الرئيس المصرى بأنه لا يختلف كثير عن مبارك، وأن الإدارة الأمريكية نجحت فى التخلص من الديكتاتور مبارك وقبلت الديكتاتور مرسى. مشيرًا إلى أن ما حدث هو استبدال ديكتاتور علمانى بديكتاتور إسلامى. وقال تقرير للقناة السابعة من التليفزيون الإسرائيلى إن مصر عادت إلى ميدان التحرير مرة أخرى، ولكن هذه المرة ضد محمد مرسى. ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلى قرارات مرسى بأنها محاولة لتوسيع صلاحياته وإضعاف السلطة القضائية، مشيرة إلى أن ذلك بعد ساعات من استقباله الكثير من رسائل الثناء عليه من جميع أنحاء العالم بعد توسطه لحل الأزمة بين إسرائيل وحماس بعقد اتفاق هدنة، ووصف موقع «جلوبس» الإخبارى الإسرائيلى الوضع السياسى الراهن فى مصر بأنه مثل الزجاجة المتقلبة بين الليبراليين والإسلاميين. وقال تقرير لمحرر الشئون المصرية بصحيفة هاآرتس «تسيفى برائيل» إن الربيع العربى عاد من جديد إلى شوارع القاهرة ولكن من المرجح أن مرسى سوف يضع له حدًا. وكانت قد وصفت صحيفة معاريف الإسرائيلية الإعلان الذى تضمن سلسلة قرارات للرئيس المصرى محمد مرسى منها بالدرامى، مشيرة إلى أن الصلاحيات التى أعطاها الرئيس المصرى محمد مرسى لنفسه تذكر بعصر الرئيس السابق حسنى مبارك. ورأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تلك الاضطرابات التى أنشأها مرسى بقراراته ستستدعى تدخل الجيش المصرى على الساحة السياسية من جديد، وأن ما قام به مرسى يهدد تحول مصر إلى الديمقراطية، ويثير مزيدًا من العنف داخل المجتمع المصرى. وقالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إن القرارات التى وضعها مرسى لتوطيد حكمه خلقت الكثير من الانقسامات داخل المجتمع المصرى، وأوضحت للعالم كله أن المصريين لا يتفقون على شىء إلا بصعوبة بالغة. وأضافت الصحيفة أن مرسى ترك بناء الدولة وتفرغ لإحكام قبضته على البلاد والتخلص ممن سموهم «فلول مبارك»، وأنه سواء ظل على موقفه أو تراجع فيه فالمشلكة الأكبر بالنسبة له هى حكم مرسى، حيث إنه تعوّد على مبدأ الطاعة داخل جماعة الإخوان المسلمين وليس الابتكار، وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن القرارات تنم عن ضعف مرسى وليس قوته وعلى الرغم من تأييد قطاع كبير من الإيرانيين باختلاف توجهاتهم لصعود الإسلاميين لحكم مصر، إلا أن قرارات الرئيس «محمد مرسى» جعلت الكثيرين يشنون هجوما كبيرا ضده حيث قال الموقع الرسمى لحزب «توده» الاشتراكى الإيرانى إن السبيل الوحيد للخروج من هذه القرارات الديكتاتورية هو مقاطعة الاستفتاء وأى انتخابات رئاسية مقبلة، إلى جانب الدعوة إلى ثورة ثالثة تجمع كل التيارات اليسارية والليبرالية وحتى الفلول ليكونوا جبهة واحدة ضد السلطة المطلقة والحكم الديكتاتورى والتيار الرجعى، حيث أصبحت السلطة فى يد الإخوان المسلمين والتيارات الدينية. كما اعتبر موقع «نداى آزادى» الإيرانى قرار عدم مراجعة قرارات الرئيس يعد بداية سقوط وانهيار الربيع العربى الذى يعرف فى إيران باسم «الصحوة الإسلامية» بعد صعود الإسلاميين للحكم فى العالم العربى، وهذا ما جعل المعارضة وعلى رأسها د.محمد البرادعى تعتبر أن الثورة استبدلت الحاكم ب«فرعون» جديد فحسب. من ناحية أخرى صرح المحلل السياسى اللبنانى «حيان حيدر» لقناة «برس تى فى» اللبنانية بأن قطاعًا كبيرًا من الشعب المصرى الذى لا ينتمى إلى أى أحزاب ضد قرارات مرسى، مضيفا أن الشعب المصرى الذى خرج للثورة على الظلم والفساد فى 25 يناير يواجه حاليا نفس النوع من الطغيان وربما أكثر من أى وقت مضى. وأشار إلى أن معارضى مرسى يقدرون بنحو 15 مليونا، وذلك يتضح من خلال حساب الأصوات المؤيدة لخصومه، مما يشير إلى أنهم لن يسمحوا للرئيس بأن يكون ديكتاتورا. أكد أنه وفقا لدساتير العالم فإنه يوجد فصل بين السلطات التفيذية والتشريعية «البرلمانية»، والقضائية،وعلى كل جهة احترام الفصل بين السلطات الثلاث، وقال متستنكرا: كيف يمكن للرئيس أن يستبعد النائب العام ويأتى بآخر ربما لكونه مقربا منه؟ فكيف تستقيم أمور القضاء فيما بعد؟