لايمكن أن نتهم الأدوية فحسب بالتسبب فى حدوث الضعف الجنسى الذى قد يؤدى إلى سوء العلاقة الجنسية بين الزوجين مما يشعل جذوة الخلافات بينهما، والتى قد تنتهى بالطلاق، لأن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تحدث مثل هذا القصور أو الضعف الجنسى الذى يجعل الإنسان عصبى المزاج، مفرطا فى الحساسية، يثور لأتفه الأسباب مع شرود دائم، وقد يتجه البعض إلى ممارسة العادة السرية بعيدا عن الزوجة خوفا من الفشل، وقد يصاب ببعض الاضطرابات والأمراض النفسية والسلوكية مثل الاكتئاب أو الانعزال أو التحرش بالفتيات الصغيرات فى السن، ومحاولة الإكثار فى الكلام عن الجنس، خاصة أمام النساء دون حياء محاولا أن يبدو أمامهن فى صورة الرجل الفحل القادر جنسيا، وهذه حالات مرضية وغير مألوفة ولكنها موجودة. وربما كان أبسط تعريف للضعف الجنسى هو عدم استطاعة الذكر إيلاج عضوه التناسلى فى مهبل الأنثى للحصول على أكبر قدر من الاستمتاع عند كل من الزوج والزوجة، وتختلف حالات الضعف الجنسى أحيانا باختلاف الشركاء واختلاف المكان والزمان عند حدوث العلاقة الجنسية.
ومن بين الحالات المتعارف عليها، عدم القدرة الجنسية مع الأنثى، مع وجود انتصاب فى الليل أو فى الصباح الباكر وأحيانا أخرى يفقد الزوج القدرة الجنسية مع زوجته فيما يصبح طبيعا فى علاقته مع أخرى «خارج نطاق الزواج».. ومن بين الحالات الأخرى ضعف جنسى مع أى أنثى رغم وجود انتصاب عند ممارسة العادة السرية أو ملاحظة الضعف فى المكان غير المعتاد، أى أنه إذا كان خارج منزله ولو مع زوجته لايستطيع معاشرتها إلا إذا عادا إلى منزلهما بالإضافة إلى ضعف كلى للقدرة الجنسية مع القدرة على الإنجاب وقد يصل إلى ضعف كلى للقدرة الجنسية مع عدم وجود القدرة على الإنجاب.
وفى حالة وجود انتصاب ولو بنسبة ضئيلة ووقت قصير، فإن علاج مثل هذه الحالات يكون سهلا وميسورا من الطبيب الإخصائى وباستخدام أدوية معينة بعد تحديد السبب فى هذا القصور، وفى حالة وجود ضعف فى الانتصاب مع وجود انتصاب فى الليل أو فى الصباح الباكر عندما تكون المثانة ممتلئة، أو من خلال ممارسة العادة السرية، فهذا معناه أن مبدأ الانتصاب موجود ولكن هناك أسبابا تعرقل ذلك وتمنع عملية الانتصاب فى حالات معينة، وهذه الحالات قابلة للشفاء إذا عالجها الطبيب الإخصائى، وتكون فى الغالب نتيجة نفسية، والحقيقة أن ثورة الفياجرا والسياليس وكذلك ليفيترا قد أحدثت تقدما هائلاً لمثل هؤلاء المرضى، وهناك بعض الأدوية التى يمكن أن تحدث انتصابا إذا تم حقنها فى القضيب مثل «فينوكس بنزامين - بابافارين - فينتولامين - بروستاجلاندين» وغيرها مما يمكن الطبيب من التفرقة بين الأسباب المختلفة للضعف الجنسى من خلال فحص دوبلكس الأوردة والشرايين فى هذه المنطقة.
وقبل أن نتطرق إلى أسباب الضعف الجنسى يجب أن نعرف فسيولوجية الانتصاب والقذف، وبالتالى يمكن أن نتتبع هذه الأسباب ونعالجها بالشكل السليم، وهذا ما سوف نتابعه فى الأسابيع المقبلة.