زيارة وزير الخارجية الألمانية غيدو فيستر فيله إلى الشرق الأوسط كانت محل اهتمام الصحف الالمانيه اليوم الثلاثاء والتى تأتي في سياق مساعي ألمانيا الدائمة لتفعيل دورها في تسوية الصراع، لكن الزيارة تبقى مرتبطة بحدود المناورة المتاحة لأوروبا والتي تصنّف حماس كمنظمة إرهابية. اعتبر وزير الخارجية الألمانية غيدو فيستر فيله أن وقف هجمات حماس بالصواريخ على إسرائيل "مسألة محورية" في التوصل لهدنة محتملة. وفى هذا الإطار استبعد الصحفي الألماني المتخصص في الشرق الأوسط من تلفزيون "إيه آر دى " شتيفان بوخن -في حديث إلى الدويتش فيلا - أن تسهم زيارة وزير الخارجية الألمانية بشكل حاسم في تسوية النزاع المتفجر، لأن طرفي النزاع يصران على مزيد من القتال. وانتقد بوخن انتخاب فيستر فيله لمحطات جولته التي لم تشمل غزة مشيرا إلى " أن سياسة اجتناب أي احتكاك مع حماس هي سياسة راسخة في الاتحاد الأوروبي وفي العالم الغربي منذ فوز حماس في انتخابات غزة قبل أعوام"، مفسرا ذلك بأن الغربيين يتخوفون من أن أي احتكاك بحماس قد يشكل اعترافا بمشروعيتها وفيما تستمر المعارك بين الجانبين ، هناك أنباء عن مشاورات إسرائيلية مصرية في القاهرة للتهدئة، و يرى كثير من المحللين أن دور مصر- التي يقودها الإخوان المسلمون- في هذه المرحلة أهم بكثير من دور أوروبا في أية تسوية، والى ذلك ذهب يورام ميثال ، رئيس مركز هيرتسوج لدراسات الشرق الأوسط في جامعة بن جوريونبإسرائيل في حديثه من مكتبه في بئر السبع. وبين ميثال أن الدور الأوروبي الذي تمثل ألمانيا مركز ثقل فيه، مهم بلا شك ، إلا أنه عاد ليؤكد أن دور مصر هو الأهم "لأن لمصر علاقات قوية ومتواصلة مع كلا الجانبين، حماس وإسرائيل ، كما أن لها دورا تاريخيا في العلاقات مع جميع الأطراف". وقد تفسر مساعي الدبلوماسية الألمانية لوقف التصعيد والعودة إلى التهدئة بأنها تأتي لتجنب قيام إسرائيل بهجوم بري يستهدف مواقع حماس في غزة، وهو ما أشار إليه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني روبرشت بولنتس في حوار مع إذاعة ألمانيا مبينا أن الحصار الإسرائيلي لغزة يلعب أيضا دورا في هذا النزاع كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.