دعا الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الخميس الحركات الإسلامية إلى إعادة بناء المجتمع وتغذية أفراده بقيم التدين في مواجهة الاختراق الهدام ، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب الدعاة لتوسيع نطاق التوعية. جاء ذلك في كلمة ألقاها البشير بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية بالخرطوم اليوم الخميس ، والتي حضر جانبا منها رغم عودته أمس الأربعاء من العلاج بالمملكة العربية السعودية.
وقال البشير إن الشعب العربي المسلم يتطلع لنتائج التغيرات التي طالت المنطقة بما يحقق التكامل في التنمية الاقتصادية والتعاون الثنائي على المستويات الرسمية والشعبية ..داعيا الحركة الإسلامية والجماعات الدينية للعمل علي تقوية نسيج المجتمع بتعميق قيم الدين وتحصين الشباب ضد الثقافات الغربية ومواجهة الصراع الهدام الذي يسعى إلى زرع القبلية والجهوية. وأوضح أن الحركة الإسلامية بالسودان طرحت البديل المرتكز على الشريعة وغيرت ثقافة أهل السودان من التبعية والاندفاع نحو الغرب..مشيرا إلى تجربة الحركة في الحكم واستلهام مبادىء الإسلام والشريعة السمحاء وبسط الحريات وبناء نظام للحكم أساسه كرامة الإنسان في العدل ومبادىء الشورى ، وأنها تميزت بمبادراتها القوية في الحياة العامة ومقاومة التيارات العلمانية والشيوعية. ولفت إلى أن الحركة انتهجت في السودان ولأكثر من عقدين من الزمان تهيئة البيئة الصالحة لترسيخ قيم المبادىء إصلاحا للمجتمع وتشريعا قانونيا وانفتاحا نحو المجتمع بكامل فئاته.
وأكد الرئيس السوداني عمر أن السودان استطاع رغم الاستهداف الغربي لانتهاجه الإسلام ، مواجهة التحديات وتجاوز العوائق بجسارة وبصيرة ، وتمكن من تحقيق مبادىء الشورى وتطبيق نموذج الاقتصاد الإسلامي والتعايش الديني مع الأقباط والمسيحيين..مطالبا بضرورة تكثيف التعاون بين السودان ودول وشعوب المنطقة.
وعلى صعيد متصل..التقى البشير عددا من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر..حيث شملت هذه اللقاءات كلا من الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ، وراشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي، والشيخ بشير الكبتي رئيس الوفد الليبي، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس".
وتناولت اللقاءات العلاقات بين السودان والدول الأربع ومجالات العمل المشترك في إطار العمل الدعوي وتوسيع نطاقه، وأكد البشير دعم السودان وثبات موقفه تجاه القضايا المشتركة مع كافة دول العالم الإسلامي.