ربما كان حلم السوبر مان عند معظم الرجال، وإظهار الرجل لنفسه أو أمام المرأة التى يحب معاشرتها على أنه رجل فحل وكامل الرجولة، وقوى جنسيا، هو الذى جعل الرجال منذ فجر التاريخ يبحثون عن الأغذية والمنشطات التى تؤدى هذا الغرض وتساعدهم فى هذا الشأن. وكما سبق أن ذكرنا، ربما تكون هناك أسباب كثيرة وراء الضعف الجنسى عند كل من الرجل والمرأة، تؤدى إلى هذه النتيجة، وتختلف هذه الأسباب فى كل مرحلة من مراحل ممارسة العملية الجنسية، فهناك أسباب تؤدى إلى ضعف الرغبة، وأخرى تؤدى إلى ضعف مستوى الاستثارة، وثالثة تؤدى إلى عدم الوصول إلى قمة اللذة أو الرعشة الجنسية التى تنتهى بها العملية الجنسية، ومع ذلك فالبحث عن المنشطات الجنسية التى تؤدى لإثارة الشهوة، أو تحسن من مستوى الاستجابة الجنسية عند كل من الطرفين، كان دائما محور الانجذاب عند كل من الرجل والمرأة من أجل أداء جنسى أفضل. ولقد عرف المصريون القدماء علاقة الكثير من الأغذية والمشروبات التى يمكن أن تعد فى قائمة المنشطات الجنسية مثل الخضراوات الورقية، كالجرجير والكرفس والبقدونس والكرات والجزر والفجل وحبوب القمح غير المقشرة، وخميرة البيرة والتمر والحلبة وزيت السمك وغيرها، وتناقلت الأمثال الشعبية فوائد بعضها مثل؛ «لو عرفت المرأة فوائد الجرجير لزرعته لزوجها تحت السرير» وثبت بالفعل طبيا جدوى هذه الأغذية وفائدتها فى تنشيط الرغبة وتحسين القدرة الجنسية إذا لم يكن هناك سبب مرضى لضعف الأداء الجنسى. وتناقلت التذاكر والوصفات الطبية عبر العصور المختلفة الكثير من الأعشاب والتوابل التى تخدم هذا الغرض مثل؛ الحبهان أو الهيل، والزنجبيل وجوزة الطيب والفلفل الأسود والزعفران والكمون والزعتر والفانيليا والحصلبان والحمص. ولقد كان الرومان يأكلون كل الأعضاء التناسلية للحيوانات بدءا من الديوك وحتى القرود والخنازير من أجل الخصوبة والقدرة الجنسية، وفى القرن الثامن عشر كان العضو التناسلى لذكر الغزال وخصيتيه من أهم الأطباق التى توصف فى أوروبا من أجل هذا الغرض، واستمر هذا الاعتقاد حتى الآن فى بلاد كثيرة حتى أن هناك مطاعم متخصصة فى الصين وجنوب شرق آسيا مثل فيتنام واليابان تستخدم العضو الذكرى للكلاب، وتقدمه على شكل طبق شهى يتراوح ثمنه بين خمسين ومائة دولار، وربما لو انتقل هذا الاعتقاد إلى مصر والمنطقة العربية لتخلصنا نهائيا من كل الكلاب الضالة التى تعيش فى الشوارع . وفى بعض مطاعم الصين تستخدم كلاب البحر من أجل هذا الغرض، وفى عام 2005 صدرت شركة كندية 50 ألف جثة لكلب البحر للصين، وكانت تبيع عضوه الذكرى فقط بمائة دولار، أما الجلد واللحم والزيت الباقى منه فتباع بعشرين دولارا فقط. وقد عرفت أنواع أخرى من المنشطات الجنسية لا تؤخذ من أجل أى قيمة غذائية باستثناء الهدف منها كمنشط جنسى مثل «السحالى» التى تجفف وتطحن لتصبح بودرة تؤخذ مع النبيذ الأبيض أو شراب الجنزبيل، وقد أخذت هذه الوصفة من الصحارى العربية ونقلت إلى أوروبا، حيث تطهى هذه السحالى وتقدم على شكل وجبات وأطباق شهية! وهناك أيضا دم الثعابين، وخاصة السام منها مثل الكوبرا التى تقدمها بعض المطاعم فى سايجون بفيتنام، التى تقدم أيضا دم الخفاش، حيث يأتون بالخفاش حيا على منضدة الزبون، ويقتلونه ثم يفرغون دمه فى أباريق لكى يشربه الزبون طازجا، ثم بعد ذلك يطهى الخفاش على فرن موجود بوسط المنضدة أمامه. وهناك أيضا النمل السود الذى يجفف ويخلط بزيت الزيتون قبل استخدامه مباشرة، وبعض أنواع الخنافس التى يطلقون عليها الذباب الهندى أو الأخيضر، والتى تسمى بالإنجليزية Spanish Fly وتنتشر فى جنوب أوروبا، التى عرف أنها تؤدى إلى انتصاب القضيب منذ قديم الزمان، حيث كانوا يجففونها ويطحنونها ويضيفونها إلى غذائهم، وكانت الأمبراطورة الرومانية «ليفيا» زوجة الأمبراطور «نيرو»، الذى تنازل عنها بعد ذلك للأمبراطور «أغسطس» كجزء من صفقة بينهما، تضع هذه الخلطة من الخنافس فى طعام الرجال الذين تريد أن تغويهم بممارسة الجنس معها، لتشى بهم بعد ذلك عند الأمبراطور، وتوقع بهم، وتدعى أنهم اعتدوا عليها جنسيا. والحقيقة أن هذا النوع من الخنافس به مادة سامة جدا تسمى «كانثاردين» وهذه المادة عندما يتم إفرازها وإخراجها من قناة مجرى البول فإنها تسبب نوعا من الحرقان الذى يوسع شرايين الدم، ويجعل القضيب ينتصب دون حدوث أى هياج أو رغبة جنسية فيما يعرف باسم «بريابيزم»، الذى قد يؤدى إلى ضمور فى أنسجة القضيب، بالإضافة إلى التسمم الذى قد يحدث فى الجهاز الهضمى والفشل الكلوى الذى يؤدى إلى الوفاة، ومازالت حتى الآن منشطات جنسية تنتج بهذا الاسم لما له من سمعة مدوية على مر العصور. وهكذا نرى أن الإنسان على استعداد لأن يفعل أى شىء، ويتناول أى شىء لكى يبدو فى قمة لياقته وفحولته الجنسية، حتى لو أدى ذلك إلى وفاته، وأيها الجنس.. كم من الجرائم ترتكب باسمك.