قال المُفكر السياسي وعضو مجلس الشعب السابق عمرو الشوبكي، إن جماعة الإخوان المسلمين لم تنجح ب "الزيت والسكر"، قائلاً "فقد نجحت لأنها الأكثر تنظيماً"، لافتاً إلى أنهم قد عملوا بمبدأ "إمسك زمام المنظومة القديمة على وضعها ولا تستهلك نفسك بالمعارك الفردية"، موضحاً بأن سياسيتهم لم تغير ما نشأنا عليه قديما وما عاصرناه مع النظام البائد. وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية خلال الندوة التي حملت عنوان "مستقبل التحول الديمقراطي بمصر" التي نظمها نادي أعضاء هيئة التدريس بالإسكندرية مساء الثُلاثاء، بأن عملية التحول الديمقراطي في مصر قد أصيب ب "الخلل"، الذي تتحمله مختلف القوى السياسية جراء عدم توحدها لحظة إعلان إسقاط النظام، مردداً بأن نجاح "الإخوان" إرتبط بإبقائهم للوضع كما هو عليه، دون الإهتمام بإصلاح مؤسسات الدولة. ورأى "الشوبكي" أن الدكتور محمد البرادعي – مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً – كان الأنسب لإدارة المرحلة الانتقالية أو شريكاً للمجلس العسكري لحين إقصائه، وذلك وفقاً لمعرفته السياسية الجيدة لمعنى إصلاح المؤسسات، موضحاً بأن التغيرات التي شهدتها البلاد تمثلت في انتخاب رئيس جمهورية وكذلك إعطاء مساحة خصبة للحركة السياسية، الأمر الذي ترتب عليه بناء نموذج سياسي فاشل وكذلك دولة لا تشهد غير مساحة نخبة سياسية في حالة إستقطاب وتشابك. وفيما يتعلق بالجدل الراهن حول مسودة الدستور، نوه "الشوبكي" إلى المسودة تحتاج إلى مراجعة حقيقية لتصحيح مسار الدولة، مطالباً بألا تكتفي التيارات السياسية بخطاب الإحتجاج، منوهاً بان الدولة أمام خيارين، يتمثلا في وضع دستور جديد قبل إنتخابات مجلس الشعب أو الرئاسة –الإقتراح المُفضل لديه – او الإستمرار على دستور 71 لعدة سنوات، لتجنب الأزمات الحالية، بالإضافة إلى بعض التعديلات التي تضمن نزاهة الإنتخابات. وأرجع الاقتراح الثاني بديلاً عن "سلق" الدستور الجديد في أربعة أشهر، يتم من خلالهم كتابة عدة مسودات دستورية لا علاقة لها بالدساتير الحديثة.