على خطى الدراما التركية، تتحرك الآن الموسيقى التركية وتتأهب لغزو عالم الغناء المصري والعربي، ليس هذا بالنسبة للألحان والموسيقى فقط، بل اندفع بعض المطربين للغناء باللغة التركية فى محاولة منهم لكسب جمهور جديد، وإن كانت سيطرة الموسيقى التركية قد بدأت من منذ سنوات باستخدام الإيقاعات والألحان والتوزيعات التركية، ذلك بعد أن نجح موسيقار الشعب سيد درويش من صناعة الموسيقى المصرية والتحرر من الطقاطيق التركية التى سيطرت على مسامع المصريين، إلا أن جيل المطربين الحاليين أفسدوا ما صنعه درويش وعادوا إلى أحضان الموسيقى التركية على طريقة «يا لاللي أمان». المطربة غادة رجب، صاحبة التجربة الأولى فى الغناء باللغة التركية بمصر، قالت: «أنا خارج الحسابات، فموضوع الغناء بالتركية الخاص بى مختلف كليا عن الآخرين، لأننى أول مطربة عربية تعلمت اللغة التركية وقمت بالغناء أمام رئيس الوزراء التركى، رجب أردوغان، كما حصلت على التكريم 3 مرات من السفير التركى، فما أقوم به جسر تواصل ثقافى وفنى بين البلدين، فتجربتى مختلفة لأننى ذهبت لتركيا وتعاونت مع ملحنين وموزعين أتراك وحصلت على التنازل، فما المشكلة، فمنذ قديم الأزل ونحن نأخذ من ألحانهم وهم يقومون بالمثل، ومن يقوم بتقليدى هو حر لأننى حالة مختلفة». وقال الملحن خالد البكرى: «من يقوم من الملحنين باقتباس ألحان من تركيا يكون فارغ موسيقيا وليس لديه الجديد ليقدمه، لأن المطربين الأتراك يلجأون للملحنين والموزعين المصريين للتعاون معهم، فالموضوع مختلف نوعيا خاصة للمطرب، فلا توجد مشكلة تعاون بأغنية أو أكثر، ولكن الشعب المصرى ليس معتادا على الموسيقى التركية لاختلاف الثقافة وإن كانت متقاربة، لأن الأغانى والألحان المصرية هى الأصل، فأغنية لأم كلثوم أو عبدالحليم تفصل 150 أغنية تركية». كما أعرب الموزع أنور عمرو عن رفضه، قائلا: إنه ليس صحيحا التعاون مع الملحنين أو الموزعين الأتراك لأنهم بلا نكهة أو طعم، فاللحن والتوزيع المصرى على قدر كبير من الاحترافية، ويلجأ المطرب للتعاون التركى من أجل التغيير، ولكن إذا تم من خلال عدد من الأغانى، فلا توجد مشاكل بذلك وإنما التعامل يتم بالمثل مع الملحنين والموزعين المصريين من قبل المطربين الأتراك، لكن بالنهاية يعد نوعا من التبادل الثقافى». وأشارت نسمة محجوب، الحاصلة على لقب ستار أكاديمى، إلى أنه لا مشكلة فى التعاون مع أى مبدع موجود بأى مكان بالعالم، فى تركيا يوجد ملحنون وموزعون موهوبون، أتمنى التعاون معهم، فأمنيتى الغناء بلغات مختلفة منها اللغة التركية، فمن الرائع أن تكون عالميا وقادرا على التواصل مع شعوب وثقافات مختلفة. أما الملحن أحمد محيى، فكان له رأى مختلف، قائلا: «من الرائع أن يكون هناك تبادل فى المزيكا بين الثقافات لكن لا يوجد كثيرا، فموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كان يقتبس جملا لحنية من الخارج ويعيد توزيعها بالنكهة المصرية، فالملحن من حقه اقتباس 4 مزورات موسيقية ليس أكثر». وأكد الموزع رفيق عاكف أن الغزو التركى فى المزيكا بدأ بالفعل قبل الدراما فأول من بدأ ذلك خالد سليم، الذى تعاون مع العازفين الأتراك إسماعيل وأى تاتش وبما أن العالم أصبح قرية صغيرة، فلا توجد مشكلة بالتواصل، لأننى قمت بالتعاون بتوزيع أغنية عالمية ل «حكيم» على أنغام الموسيقى الأمريكية، فلا توجد مشكلة فى التعاون مع الموسيقى التركية، لكن الموسيقى المصرية طعمها مختلف، فعندما يفشل المطرب يعود ليتعاون مع الموزع المصرى من جديد لضمان نجاحه. وأضافت المطربة ساندى، إن الموسيقى المصرية هى الأصل وأنها تعد أما للموسيقى الشرقية، لأننى أرفض الغزو التركى، لكن لا يوجد مانع فى التعامل مع ملحن أو موزع تركى بأغنية بالألبوم وليس بالألبوم كاملا، لأنه يوجد ملحنون موهوبون، وكما يوجد اقتباس من المصريين للأتراك، فالأتراك يقتبسون كثيرا من الموسيقى والأغانى المصرية. و اختتم الملحن سعيد فارس، قائلا: « لابد من التغيير، فلا توجد مشكلة فى التعاون مع الملحنين والموزعين الأتراك، فهو موضة كالمسلسلات والملابس، فالغزو التركى فى الدراما وبكل شىء ولم ينقصه غير الألحان والتوزيع، لكن أعتقد أنها فترة وتقرب على الانتهاء».