إتهم وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس النظام السوري باستخدام القنابل العنقودية وبراميل المتفجرات من نوع "تى أن تى". جاء ذلك في الكلمة التي القاها فابيوس صباح اليوم الأربعاء خلال إفتتاح الاجتماع الدولى لدعم المجالس الثورية المدنية السورية بباريس بمشاركة 20 دولة من بينها مصر إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وممثلين عن المجالس السورية. وقال وزير الخارجية الفرنسي أن النظام السورى تجاوز خلال الأشهر الماضية مرحلة جديدة في العنف من خلال لجوئه الى المقاتلات من طراز "ميج" ثم الى القاء براميل متفجرات "تي أن تي" واخيرا والاكثر خطورة الى "القنابل العنقودية". وشدد فابيوس على ضرورة حشد كافة الجهود من أجل سقوط نظام (الرئيس السورى) بشار الأسد للبدء في عملية الانتقال الديمقراطية في سوريا. وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن اجتماع اليوم المنعقد بمقر وزارة الخارجية الفرنسية يهدف إلى "استعراض سبل تقديم الدعم للشعب السوري" لا سيما في المناطق السورية المحررة والتي لم يعد للنظام سيطرة عليها. وأضاففابيوس أن هذه المناطق تشكل الآن "نصف الاراضي السورية" وهي موزعة في مختلف انحاء البلاد..مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد بشار الأسد قد بدأت بالفعل في تلك المناطق التي نجحت في التخلص من النظام الذي لم يعد يسيطر عليها سوى من خلال العنف. وأكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن بلاده تدعم وتساند منذ البداية المعارضة السورية والشعب السورى من خلال المساعدات الاساسية خاصة الطبية والانسانية منها. وقال إن باريس قامت بذلك بدمشق من خلال السفير الفرنسى بالعاصمة السورية ايريك شوفالييه قبل اغلاق مقر السفارة..مشيرا الى أن فرنسا تواصل هذه الجهود الآن من خلال الشبكات السورية المحلية للتضامن ومن خلال الالتزام الشجاع الذي يقوم به اطباء سوريون بمساعدة اتحاد المنظمات السورية للاغاثة الطبية والذين يشاركون في اجتماع اليوم بباريس. وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أنه خلال الأشهر الأخيرة وبينما يفقد النظام السورى السيطرة على الاراضى بعد "تحرير" أجزاء منها فإنه (النظام) شرع في مرحلة جديدة من العنف من خلال استخدام المقاتلات "ميج" وبالتالى تدهورت الأوضاع الانسانية بشكل أكبر وهو الأمر الذي "دفعنى في شهر أغسطس الماضى إلى القيام بجولة إقليمية في مخيمات اللاجئين السوريين قبل ترأسى للاجتماع الوزراي لمجلس الأمن الدولى بشأن سوريا". وأشار فابيوس الى أن باريس قررت منذ اجتماع "أصدقاء الشعب السورى" الذي عقد بفرنسا في السادس من يوليو الماضى أن تبدأ في خطوة جديدة في دعم الشعب السورى.. مضيفا انه وفى إنتظار تشكيل الحكومة الانتقالية التي تمثل كافة الطوائف السورية والتي تدعو إليها فرنسا "فإننا أطلقنا برنامجا للدعم المباشر للمجالس الثورية المحلية سواء في المناطق المحررة أو في الماطق التي لا يزال يسيطر عليها النظام". واستعرض وزير خارجية فرنسا أهداف البرنامج القائم على تحقيق أربعة أهداف تتضمن تقديم المساعدة لجزء من السكان الذين لم تصل إليهم قنوات المساعدات الكلاسيكية (الاعتيادية) كالأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولى والمنظمات غير الحكومية الدولية..تقديم الدعم المباشر للإدارات المحلية التي تمثل دينايكية وقطب الاستقرار (فى سوريا)..ودعم مصداقية المحليات (المجالس المحلية) من أجل إدارة سوريا الغد.
وأوضح فابيوس انه ومنذ نهاية شهر أغسطس الماضى قامت فرنسا بتخصيص نحو مليون ونصف مليون يورو ل15 لجنة محلية في محافظات حلب وإدلب وحمص ودير الزور وحماه ودمشق واللاذقية وهو ما ساعد على الاستجابة للاحتياجات الانسانية العاجلة لاسيما فى المجال الطبى.
وتابع "هناك عدة الاف من الأسر في هذه المناطق يعيشون بلا دخل قد استفادوا من المساعدات الغذائية التي قدمتها لهم اللجان المسئولة عن الاحياء والتي تعمل لصالح المجالس الثورية".
وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن المساعدات الفرنسية إلى المناطق السورية المحررة أتاحت إعادة بناء عدد من الخدمات العامة في المناطق المحررة كشبكات المياه والكهرباء إضافة إلى إعادة تشغيل عدد من المخابز الالية التي توفر يوميا الخبز لنحو 300 ألف مواطن وكذلك إقامة مراكز للشرطة المحلية التي تخدم أيضا السكان بعيدا عن أن تكون أداة للقمع بالنسبة إلى هم.
وأعرب رئيس الدبلوماسية الفرنسية عن سعادته لوصول رسائل شكر من جانب هؤلاء السوريين "الذين يعيشون الجحيم الذي يفرضه النظام القاتل".
وأكد أن دعم ومساعدة المناطق المحررة في سوريا "لا يمكن ولا ينبغى أن يكون المحور الوحيد لتحرك المجتمع الدولى"..داعيا إلى ضرورة مواصلة حشد الجهود من أجل إسقاط نظام بشار الأسد ليترك مكانه للانتقال الديمقراطى في البلاد.
وتشارك في أعمال الاجتماع الذي يستمر على مدار اليوم بمقر الخارجية الفرنسية بباريس 20 دولة هى: مصر، ألمانيا، أستراليا، المملكة العربية السعودية، كندا، كرواتيا، الدانمارك، الامارات العربية المتحدة، الولاياتالمتحدة، فنلندا، المملكة المتحدة، إيطاليا، الأردن، اليابان، المغرب، النرويج، هولندا، قطر، السويد، سويسرا، وتركيا بوفود على مستوى كبار المسئولين والسفراء فضلا عن عدد من المنظمات الدولية ومن بينها الاتحاد الأوروبى بينما تشارك الجامعة العربية بصفة مراقب وكذلك عدد من منظمات المجتمع الدولى.
كما يحضر الاجتماع ممثلون عن المجالس الثورية المحلية بسوريا من مدينة مهارة النعمان، حمص، حماه، جبل الزاوية، تل رفعت والاتارب من حلب الذين قدموا جميعهم إلى باريس من داخل الاراضى السورية التي سيعودون إليها خلال الأيام القادمة.