دارت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في بلدة معرة النعمان، بعد يوم واحد من سيطرة الجيش الحر عليها، حيث توجهت إليها تعزيزات عسكرية من الجيش النظامي، في ظل تواصل القصف على عدد كبير من المدن سقط على إثرها 145 قتيلًا على الأقل أمس الأربعاء في مناطق البلاد المختلفة. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 200 شخص بينهم 145 مدنيًا قتلوا في أعمال عنف متفرقة بسوريا، وأفاد أن معظم القتلى سقطوا في محافظات ريف دمشق وحلب وإدلب. وأن مالايقل عن 51 من القوات النظامية بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا أيضًا إثر تفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية واشتباكات في عدة محافظات سورية.
وأوقعت الاشتباكات في محافظة إدلب 15 مسلحًا من المعارضة و5 جنود نظاميين، كما قتل 5 مواطنين في القصف الذي استهدف هذه المناطق، بحسب المرصد.
ويعيق مقاتلي الجيش الحر وصول تعزيزات عسكرية عند مشارف خان شيخون أرسلها نظام الأسد إلى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الجيش الحر الثلاثاء، وأرسلت التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة إدلب، وشنت طائرات النظام قصف عنيف على مشارف خان شيخون لتأمين مرور التعزيزات، كما انتشر الجيش على جزء من الطريق الممتدة على 50 كيلومترًا والمؤدية إلى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات.
وحاول عناصر الجيش الحر إعاقة تقدم التعزيزات عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة.
وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما أن المقاتلين المعارضين يسيطرون أيضًا على سراقب، وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكمًا بهذه المدن الثلاث.
وفي حلب قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على الجامع الأموي الكبير في المدينة، وأن معارك عنيفة يشهدها حي الصاخور بين مقاتلي الجيش الحر والجيش النظامي، بعد سيطرة مقاتلي الجيش الحر على حي صلاح الدين بعد أن أجبروا عناصر من الجيش النظامي على الانسحاب خارج الحي.
وفي دمشق سمع صوت انفجار صغير أمس بالقرب من فرع أمن الدولة في منطقة الفحامة. وقال شهود عيان إن الانفجار استهدف سيارة قريبة من الفرع ولم يؤد إلى وقوع خسائر بشرية إنما اقتصرت الأضرار على خسائر مادية .
وتستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية لاستكمال السيطرة على مدينة حمص وبعض المدن الخارجة عن سيطرتها في الريف. وذكرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة إن حمص "قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها".
ويستخدم الإعلام الرسمي السوري عبارة "مناطق آمنة" في كل مرة تكون القوات النظامية في طور القيام بعملية عسكرية كبيرة في منطقة معينة ل"تطهيرها من المسلحين".
وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها عناصر الجيش الحر في مدينة حمص وريفها منذ خمسة أيام إلى هجوم شامل من القوات التي اقتحمت بعض أحياء المدينة وبعض القرى في الريف.
وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو في ريف حمص، وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري الحر والنظامي اندلعت في بلدة الغنطو.
وفيما استمرت الاشتباكات وعمليات القصف الأربعاء في مناطق عدة من ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه تم العثور على 17 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيًا في داريا.