استطاع مسلسل «الآنسة فرح» الذى يُعرض حاليا على عدد من القنوات الفضائية، أن يسيطر على اندهاش الجمهور والنقاد، من خلال قصته التى تدور حول أنثى تكتشف أنها حامل بدون زواج وبدون الدخول بأى علاقة، وذلك من خلال عدوى تلقيح وتفاصيل أخرى يكشف عنها أحداث المسلسل. وأثار المسلسل لدى البعض موجة من الغضب الذين اعترضوا على النقل من المسلسلات والأعمال الأجنبية أفكار وأعمال لا تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع الشرقى والعربى عامة والمصرى بشكل خاص. والبعض الآخر يرى أن الكوميديا بالمسلسل تم تقديمها بشكل ممل وغير مُضحك للشعب المصرى، فيما يرى آخرون أن صناع الأعمال الدرامية أصبحوا يلجأون الفورمات الأجنبية والنقل منها بدون تعديل مناسب أو إبداع يصل للمشاهد بل التركيز الأهم نسبة المشاهدة والإعلانات. ومن جانبه، أكد الناقد الفنى محمد عدلى أن موضوع الفورمات الأجنبية أو التمصير موجود من قديم الأزل، والمسرح بدأه، مضيفًا: وفى الأدب كان هناك شعر مترجم، وشعر ممصر، وكان من أبرزهم أمير الشعراء أحمد شوقى كتب ذلك، وأيضا على سالم الذى كتب مسرحية مدرسة المشاغبين قام بذلك بالمسرحية إلى جانب أعمال أخرى له. وأضاف محمد عدلى: إن هناك نصوصًا كثيرة جدا ليست أصلية أو خاصة بمصر ولكنها ممصرة، مشيرًا إلى أنه مع تلك الأنواع، ولكن الأهم مراعاة كيفية تقديمها ومعالجتها، فتلك الفورمات كانت موجودة لدى الفن المصرى من 60 و70 نأخذ منهم فلا توجد أزمة ولكن كيفية التمصير هى الأساس. وأكد أن الفورمات الأجنبية إذا تم تقديمها ومعالجتها بشكل صحيح بما يتناسب مع المجتمع المصرى وظروفه وعاداته وثقافته وما نؤمن به سيكون جيد جدًا. أما عن مسلسل (الأنسة فرح)، قال الناقد محمد عدلى: إن المسلسل إذا كان كوميديًا أو لايت كوميدى، يحتاج أن يتم تقديمه بطريقة مناسبة للمجتمع المصرى، فذوق المجتمع المصرى مختلف عن ذوق الأجانب فى الكوميديا والضحك. ولفت إلى أنه لابد للكاتب أن يراعى تلك الاختلافات جدا خلال الكتابة من الفورمات، موضحًا أن يأخذ الفورمات الأجنبية ويتعامل معها بشكل مصرى صرف لا ينقل فقط، لأن النقل غير التمصير أو التعامل مع الفورمات الأجنبية. جدير بالذكر أن مسلسل (الأنسة فرح) يٌعد أول بطولة مطلقة الممثلة الشابة أسماء أبو اليزيد، ويشارك معها الفنان محمد كيلانى وكوكبة من ألمع النجوم فى مصر.