تعددت الأنظمة الغذائية الخاصة بمرضى السكر خلال السنوات القليلة الماضية، وخصوصا لمرضى السكر من النوع الثانى أى الذين اكتسبوا السكر نتيجة نظام غذائى خاطئ أو بسبب عوامل وراثية أو التعرض لمشاكل نفسية سيئة أثرت على البنكرياس وبالتالى توقف عن إنتاج الأنسولين أو حدثت مقاومة الأنسولين. وفى السطور التالية تفجر «الصباح» مفاجأة من العيار الثقيل؛ حيث إنه انتشر خلال الفترة الماضية قنوات كثيرة على اليوتيوب يقدمها أطباء تغذية ويكشفون عن أن هناك نظامًا غذائيًا جديدًا «كيتو دايت» يقضى على مرض السكر من النوع الثانى وهذه القنوات استقبلت ملايين المشاهدات إلا أنه بعد الرجوع إلى المتخصصين فى دراسات مرض السكر اكتشفنا مفاجأة وهى أن هذا النظام من الممكن أن ينقذ مرضى السكر أو يدمر حياتهم خصوصًا وأن هناك فئات ممنوعة منه. ونظام «كيتو دايت» يعتمد على إنتاج الكيتونات للحصول عل الطاقة فهو نظام يعتمد على قليل من الكربوهيدرات واستبدالها بالدهون والبروتينات، وبذلك يتحول الجسم لحرق الدهون للحصول على الطاقة اللازمة لحرقها و«الكيتونات» عبارة عن مواد يقوم الكبد بتصنيعها حينما لا يتوفر الجلوكوز اللازم لتكون مصدر الطاقة للجسم وتنتج هذه المادة من الدهون وبذلك ينتج عنها انقاص الوزن حيث إن إنقاص الوزن يكون عن طريق زيادة الحرق فى جسم الإنسان وذلك عن طريق زيادة نشاط الجهاز السمبثاوى وزيادة الحرق بعد الأكل عن طريق استخدام 20-30 %من الطاقة من البروتينات مقابل 5 %من الكربوهيدرات وهو ما يعطى الإحساس بالشبع وإغلاق الشهية للطعام كما أن البرويتينات من أهم المواد التى تعطى إحساس الشبع مع وقف الشهية للطعام وعدم إفراز هرمون جريلين Ghrelin وهو مسئول عن الإحساس بالجوع وزيادة GLP-1 وهو يساعد على الإحساس بالشبع وتقليل حركة المعدة وزيادة بعض الهرمونات من الأمعاء التى تعطى إحساسًا بالشبع. من جانبه كشف الدكتور أحمد السبعاوى أخصائى السكر والغدد الصماء بالمعهد القومى للسكر ل«الصباح» أن هذا النظام حتى الآن غير معروف نتائجه، ولكنه يعتمد على الدهون كمصدر أساسى للطاقة، كما أن تأثير هرمون جريلين مباشر من بعض الكيتونات وزيادة شرب المياه والإحساس بالعطش يؤدى إلى تغيرات فى حرق الدهون لإنتاج الكيتونات وتأثيره على «جزر لانجرهانز» للتاثير على الأنسولين والجلوكاجون. وأضاف السبعاوى أن نظام كيتو يعتمد على غذاء عالى الدهون والبروتينات بمعنى 95 %من بروتينات ودهون وأقل من 5 % من الكربوهيدرات والإنسان يختار أطعمة قليلة الكربوهيدرات مثل اللحوم الأسماك والبيض والخضار والدهون المفيدة مثل الزبد الطبيعى وزيت الزيتون والحار وجوز الهند مع العلم أن الألياف غير الممتصة وبعض أنواع المحليات غير الممتصة قليلة السعرات لا تدخل فى حساب الكربوهيدرات وفؤائد من الناحية النفسية الاجتماعية يعتبر من نظم الحياة ويشجع على الرضى النفسى والعناية بشخصية الإنسان، ويحد من استخدام العقارات الطبية للتخسيس فى بعض الناس كما أنه من الناحية الحيوية الطبية يعمل على تقليل مشاكل ومضاعفات العقارات الطبية المستخدمة فى التقليل من مضاعفات السمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض المفاصل وغيرها. وأوضح السبعاوى أن أضرار نظام «الكيتو دايت» من الناحية النفسية والاجتماعية هى صعوبة ارتباط الإنسان بالطبيب ويحتاج إلى دعم عائلى اجتماعى كبير ومن الناحية الحيوية الطبية لا يناسب جميع الناس، ومضاعفاته وتأثيره الطويل على الإنسان غير معلومة، كما أنه ليس طعامًا متوازنًا ويحتاج إلى فريق طبى متعاون من طبيب غدد صماء وطب نفسى ومشرف تغذية ومشرف رياضى، ويجب أن يعامل معاملة من يستخدم العقارات الطبية فى التخسيس ويجب استشارة الفريق الطبى دائما وللأسف يفقد الجسم الكثير من المعادن الهامة فيجب أن تأخذ بعض الفيتامينات وهناك فئات لا يجب أن تستخدم هذا النظام الغذائى وهم كبار السن والأطفال والمراهقين والحوامل والأم المرضعة والأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة مثل نقص الأنسولين والسكر من النوع الأول ومرضى السكر من النوع الثانى الذين يأخذون أنسولين بجرعات كبيرة والجفاف وعدم شرب مياه كثيرة ومن لديهم تاريخ سابق لزيارة الكيتونات بالدم ومن يعانون من مضاعفات السكرى الكلوى.