سبب وفاة شابة بقرية الطويرات التابعة لمركز قنا، إثر تناولها صبغة شعر بعد أن صدر تقرير عن مستشفى قنا العام الذى استقبل «فاطمة أحمد»، جثة هامدة. وبحسب تقرير الطب الشرعى تبين أنها تناولت صبغة شعر، ما أدى إلى وفاتها، وذعر بين العديد من الفتيات والسيدات اللاتى يواكبن موضة الصبغة الموسمية وغيرها من الصبغات المؤقتة متساءلين عن أخطارها بفحص رئتهن وبخاصة تلك الفئة التى تسكن الأحياء الشعبية ويستخدمن الصبغات ذات الأسعار المنخفضة. «الصباح» تواصلت مع بعض من هؤلاء الفتيات اللاتى ارتدن الذهاب يوميًا إلى «محال التجميل» وقد أجمع البعض منهم على الإصابة بأمراض الجلد وبخاصة اللاتى استخدمن صبغة «الأهداب والحواجب». تقول «شرين.ا» تسكن بحى «بولاق الدكرور»: اعتدت الذهاب إلى «الكوافير» لصبغ «الحواجب» وفى بعض المرات كنت أقوم بصبغ شعر الرأس مع كل مناسبة، فالمتعارف عليه فى الأحياء الشعبية الميل للألوان الفاتحة فى الحواجب والشعر، وتستكمل أدى صبغ حواجبى إلى الإصابة بسرطان الجلد الذى اكتشفته بعد ظهور طفح جلدى وإحمرار فى منطقة الجبهة وأيضا انتفاخ العينين، بالتوجه إلى المستشفى والفحوصات تبين الإصابة بسرطان الجلد. لم تكن أيضا حالة «شيرين» هى الحالة الأولى فمن «بولاق الدكرور» إلى حى المعادى حيث اشتكت طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة عين شمس، من فقدها تماما لشعرها واصفة شغفها وجنانها بتغيير لون شعرها بصبغات مؤقتة تواكب ألوان الملابس، لتتفاجئ بتساقط شعرها تماما وإصابة جلدها بالتشقق. لم تكن تعلم «أمل» هذه الفتاة العشرينية أن هذه الصبغة ستحرم رضيعها الثالث من تناول لبن الأم، بعد أن شعرت بألم فى منطقة الصدر جعلها تترد على العيادات الصدرية، كانت تكذب نفسها فيما تشعر به من آلم حينما ترضع صغيرها، لتتفاجئ بوجود شبهة الخلايا السرطانية. قال الدكتور «محمد لبيب»، أستاذ الأمراض الجلدية والعقم جامعة بنى سويف، صبغات الشعر تسبب حساسية والتهابات فى الجلد، مما يضطر البعض لاستخدام أدوية «كورتيزون» للتغلب على الأنواع الخطيرة من الحساسية الجلدية، الأمر الذى يؤثر سلبا ويؤدى أضرار خطيرة على الكلى والكبد، ويضيف «لبيب» أن الصبغة تسبب تشققات وهرش مستمر ينتهى بإسمرار الجلد، محذرا من خطورة استخدامها على الأهداب والحواجب مما يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد. وأكد «لبيب» أن درجة استقبال الجسد للمادة تختلف من شخص لآخر ودرجة حساسية الجسم لهذه المواد، خاصة أن الصبغات تحتوى على مواد كيماوية سامة لا يستطيع بعض الأشخاص تحملها وتؤدى فى الغالب إلى الوفاة. مضيفا أن هناك طرقًا خاطئة لاستعمال الصبغات ومنها استنشاقها أثناء عملية التصبغ مؤكدًا أن حالة الشابة المتوفاة بالصعيد متأثرة باختناق ناتج عن استنشاق المواد السامة وأن تقرير الحالة أثبت وفاتها بسبب استنشاق مادة «الفورمالديهايد» السامة. وقال محمود فؤاد، رئيس مركز الحق فى الدواء، إن مستحضرات التجميل واحدة من أخطر المواد المتداولة إذ إن البعض منها يتداول عبر محال التجميل والكوافير وتظل رقابة الصحة على هذه المواد غير موجودة سوى فى الصيدليات فقط، واستكمل أنه لا توجد رقابة على الأسعار التى تفوق الآلاف أو الأضرار التى تسببه مثل هذه الأنواع الرديئة وأيضا باهظة السعر والتى يستخدم فيها مواد خطيرة ومحظرة دوليا، مؤكدا أن شركات تصنيع مواد التجميل تحظر مستخدميها فى البلدن التى تصنع بها، عبر مؤتمرات كبيرة تعدها خصيصا لتناشد مستخدميها من الرجال والإناث الشغوفين على الإقبال.