«سيدة البحر» لا يشبه «حورية وعين».. وصورناه خارج السعودية نظرة المجتمع السعودى للمرأة تنحصر فى جسدها الفيلم يدعم حرية المرأة فى جميع البلدان العربية ضمن مسابقة آفاق السينما العربية فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الحادى والأربعين، شاركت المخرجة شهد أمين بفيلمها «سيدة البحر»، وأثارت العديد من التساؤلات حول وضع المرأة فى المجتمع السعودى، فى إطار من الفانتازيا التى خطفت الأنظار فى حدود دار الأوبرا المصرية، ومن المنتظر عرض الفيلم بدور العرض السينمائى، وعن كواليس التجربة، حاورت «الصباح» مخرجة الفيلم، فإلى نص الحوار:-
* فى البداية عندما قررت إخراج «سيدة البحر» هل توقعت مشاركته فى العديد من المهرجانات كما حدث بالقاهرة السينمائى؟ - فيلم «سيدة البحر» يعتبر أول تجربة فيلم روائى بالنسبة لى، ولذلك كان فى مخيلتى أثناء العمل عليه أن أقدم عملًا جديدًا يناقش قضية هامة، تستطيع الوصول إلى الجمهور دون عناء، وهذا ما شغل تفكيرى وبدا واضحًا على منذ اللحظات الأولى، وفى الحقيقة لم أهتم بالشكل الكبير بما إذا كان العمل سوف يشارك فى مهرجانات أم لا، بل يجب أن نصنع الأعمال من أجل الجمهور وليس من أجل العرض فى المهرجانات الكبرى، وبالتالى لم يشغل تفكيرى إذا كان العرض هيكون للجمهور فقط أم للمهرجانات فقط. * وهل سيعرض الفيلم فى دور العرض السعودية فى الفترة القادمة؟ - لم نستقر على قرار عرض الفيلم على الجمهور السعودى حتى الآن، ولكن بدأنا فى النقاش مع الجهات المعنية وتتولى ذلك الشركة المنتجة للفيلم، ومن داخلى أتمنى عرض الفيلم بالسينمات السعودية لأنه عمل سعودى وجمهوره أولى به. * بدأت العمل فى «سيدة البحر» منذ 6 سنوات.. لماذا تأخرت كل هذه المدة ؟ - سيناريو الفيلم احتاج وقتًا طويلًا حتى يكتمل، واستغرقنا وقتًا أطول فى المفاوضات على دعم الفيلم وتوقفنا عامًا كاملًا عن العمل به بسبب ذلك. * وماذا عن القضية التى يطرحها الفيلم؟ - العمل يناقش وضع المرأة السعودية من ناحية حريتها أو تمردها على القيود التى كبلت بها، وهذا قد ينطبق أيضاً على المرأة فى العديد من البلدان المجاورة، والفيصل فى الغالب هو الجسد الذى يكبدها الكثير من المعاناة، ونظرة الكل للمرأة تنحصر فى الجسد وهذا يدفع الكثيرون إلى توبيخها، والقول إن جسدك العارى حرام، لذلك كان على البطلة أن تحاول الخروج من هذا الأمر حتى لو تجاهلت كل ما تربت ونشأت عليه منذ الصغر، وأن تقوم بتقبل هيئتها وجسدها حتى وإن قالوا لها حرام وهذا الأمر منتشر فى العديد من البلدان العربية، وأنا أستعجب من الشعوب أو الثقافات التى لا ترضى للشعب السعودى الانفتاح أو الترفيه بالصورة الصحيحة مع أنهم يقومون بهذا الأمر فى بلدانهم. * وماذا عن الهدف الحقيقى التى سعت له شهد أمين من خلال الفيلم ؟ - أكثر ما شغلنى فى بداية التحضير هو كيفية تقديم الرسالة التى أرغب فى توضيحها من خلال العمل، وهى كيفية الدمج بين العربى والدولى وكيف نستطيع الانتشار على المستويين، ومن هنا كانت الخطوة الأولى حيث العمل على جمع العديد من الجنسيات المختلفة من جميع الدول، هذا فى البداية كان أمر فى غاية الصعوبة لكنى وضعته نصب أعينى وبدأت العمل عليه بشكل تدريجى حتى خرج إلينا بالشكل الأمثل الذى أحببناه. * وكيف رأت شهد أمين مشاركة فيلمها سيدة البحر فى مهرجان القاهرة الدولى؟ - الكل على علم تام بحجم مهرجان القاهرة الدولى فهو مهرجان عريق وله باع طويل، خاصة أن فيلم «سيدة البحر» يتم عرضه بشكل فانتازيا خيالى من خلال عالم غير واقعى لجزيرة منفصلة عن العالم، ويتم فيها التضحية بالمرأة كقربان للبحر كنوع من الإسقاط على حال ووضع المرأة السعودية والقيود التى تتعرض لها داخل المجتمع السعودى. * قدمت فيلمك القصير «حورية وعين» ثم «سيدة البحر» ألا ترين أن فكرة الفيلمين قريبتين؟ - رأيت أن القضية التى ناقشتها من قبل لم تنته ومازالت مستمرة على الرغم من مرور الزمن عليها، وبالتالى قررت خوض التجربة من خلال فيلم «سيدة البحر» وعملت على نفس الفكرة، ولكن عرضت لانتقادات فى بادئ الأمر وواجهت رفضًا كبيرًا من قبل المنتجين على خوفهم من المشاركة فى هذا العمل، لكننى صممت على استكمالها دون تردد. * وماذا عن الأماكن التى تم فيها تصوير العمل؟ - حاولنا فى البداية الحصول على تصريحات بالتصوير داخل المملكة العربية السعودية، بما أن «سيدة البحر» يناقش قضايا متعلقة بالمرأة السعودية، ولكن واجهنا صعوبات كثيرة، فكانت وجهتنا بعد فترة من التفكير هى سلطنة عمان واستمتعنا بالتواجد هناك خلال فترة التصوير. * الفيلم فى مجمله يعتمد على العالم البصرى لماذا اخترت هذه الطريقة لعرضه؟ - لغة الفيلم شبه صامتة وساعدنى فى ذلك الممثلة الطفلة بسيمة حجار، التى أدهشتنى بطريقتها المحنكة والعالية على إتقان مشاهدها دون عناء، فلدى معرفة سابقة لها منذ أكثر من عشر سنوات وانطباع جيد عن إمكانياتها العالية، التى أردت أن استغلها من خلال شخصيتها فى العمل، وعندما بدأت فى العمل كان الهدف الأساسى هو الاعتماد على العالم البصرى لأنه أكثر ما يجذب المشاهد خاصة إذا كان العمل يعتمد على ذلك فى غالبية أحداثه. * كيف ترى شهد أمين التغيرات التى طرأت على المجتمع السعودى خلال الفترة القليلة الماضية ؟ - فى اعتقادى أن المجتمع السعودى يتقدم إلى الأمام، حيث يمكن للسيدة السعودية فى الوقت الحالى السفر وقيادة السيارة والتصويت أو حتى الترشح للمناصب المختلفة، ولكن هل يصوت الناس لها كيف يفكر الجمهور كيف سيرى الناس فى الشارع هذه أسئلة مهمة جدًا علينا أن نضعها نصب أعيننا، ومنذ رفع الحظر المفروض على السينما لمدة 35 عامًا فى عام 2017 الماضى فيجب أن يسود الفن دائماً وأن يمنح الأولوية القصوى لأنه ما يدفع للحضارة لتنمو ويشكل عقول الناس وقلوبهم.