المرأة الحديدية، مفهوم عادة ما يمر على مسامعنا عبر شاشات التلفاز، أو نقرأه في الصحف، عندما نتحدث عن سيدة أثبتت قدرتها في جهة أو وزارة ما، كافحت ثم اجتهدت وواصلت الاجتهاد حتى وصلت للحصول على هذا اللقب من الإعلام وايضا العاملين في الجهة التي ترأسها، لكن هل هناك سيدات تجاوزن مرحلة الوصف ب "المرأة الحديدة" إلى ما هو أبعد من ذلك؟. سؤال مثير بعض الشيء، لكن إجابته نجدها في سيدة مصرية عشت معها تجربة شخصية على مدار سنوات، سيدة من طراز تجاوز في متانته الحديد والصلب، إلى مرحلة أبعد وأقوى وأمتن، ربما لما واجهته من تحديات تجاوزتها بقوة وصلابة، وربما لما عايشته من صراعات لم تكن سبب فيها لكن هذا النجاح الذي قدره الله لها خلق الكثير من المتربصين وأيضا المرضى النفسيين الذين يحاربون كل ناجح. لم أجد كلمات تعبر عن تلك السيدة التي أثببت قوة المرأة المصرية في مناطق متفرقة من العالم، بداية من عملها في مصر وأثبتت كفائتها، ثم عملها في قطر في أصعب المراحل السياسية في مصر وأثبتت وطنيتها، ثم انتقالها إلى العمل في آسيا حيث كازخستان كمستشار ثقافي مصري هناك، وأثبتت قوتها وأيضا عزيمتها على رفع راية مصر عالية خفاقة في سماء منطقة وسط آسيا بالكامل، بعد نجاحها في فتح المكتب الثقافي المصري هناك. من هي راندا رزق؟ ربما يسأل الجميع عن هذه السيدة، من هي؟ ولماذا اكتب هذه الكلمات؟ ولماذا الآن؟، هذه السيدة الصعيدية بنت قنا هي الاستاذه الدكتورة راندا رزق استاذة الجامعة المحبوبة بين الطلاب، والمثقفة المميزة في ميدان الثقافة، والمبدعة في فنون الدراما والسيكودراما بكتاباتها الجديدة، والدبلوماسية الوطنية الناجحة. عشرات الوظائف عملت بها راندا رزق، واجهت فيها الكثير من التحديات خاصة تلك الفترة التي عملت خلالها في دولة قطر أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، من بين هذه الوظائف عملها الحالي كملحق ثقافي مصري ورئيس المركز الثقافي المصري بدولة كازخستان، وأمين اللجنة الوطنية لصياغة الاستراتيجية الدولية لمواجهة قضايا الهجرة "الغير منظمة، والتطرف، والأمية"، وعضو المجلس التخصصي الرئاسي لتنمية المجتمع، واستاذ دكتور بقسم الإعلام التربوي بجامعة القاهرة، وأمين عام المجلس العربي للمسئولية المجتمعية، واستشاري المسئولية المجتمعية، والملحق الثقافي المصري. عشرات المناصب والأعمال التي شغلتها راندا رزق على مدار أكثر من 20 عاما، لم تفشل في أحدها، لتكسب ثقة الرئيس في اختيارها من بين آلاف المهتمين والنشطاء في مجال المسئولية المجتمعية لتكون عضو المجلس التخصيي الرئاسي لتنمية المجتمع، ثقة غالية من الرئيس استمرت حتى الآن من عام 2015، على الرغم من الصراعات التي تعرضت فيها راندا رزق للاضطهاد والظلم. لكن لماذا الآن راندا رزق؟ الحقيقة أن هذا محور كتابة هذه الكلمات، وهو الإجابة على هذا السؤال؟ الذي يتبع سؤال آخر وهو لماذا لا تكرم الدولة راندا رزق مع أن استرد لها القانون حقوقها من وزارة التعليم العالي؟. خلال فترة وجيزة من توليها المستشار الثقافي في دولة كازخستان كعقاب لها من أشخاص ما، استطاعت البرهنة على أنها ليست نمطية في تفكير ها، وليست نمطية في أدائها، فرغم عدم إجادتها اللغة الروسية وهي اللغة المستخدمة في كاازخستان، غير أنه استطاعت أن تكون فريق عمل مميزا يكون أداة الربط لحل هذه المشكلة فضلا عن إجادتها اللغة الإنجليزية، وقد حرصت حرصا شديد على الحفاظ علي وضعها الدبلوماسي والبرتوكولي . ليست هذه هي المشكلة الوحيدة، فعندما ذهبت إلى كازخستان لم يكن المكتب الثقافي المصري "مفعلا" ونجحت في إعادة تفعيله وتنشيطه مرة أخرى، بعشرات الأنشطة والفعاليات الهامة والدولية التي ميزت مصر في كازاخستان بصورة أكبر. ربما لا يعرف الكثير أيضا أن الدكتورة راندا رزق تعاني من حساسية الأطراف وأن الجو أكثر برودة في كازاخستان، ولم يُراعى ذلك في توليها هذا المنصب من قبل المسئول الذي أصدر القرار، لكنها أيضا لم تتوقف عن تحقيق نجاحاتها، وواجهت صعاب كثيرة ومعاناة حساسية الأطراف. نشاط كبير في مختلف المجالات ونجاحات أكبر، فلماذا لا تكون د راندا رزق ضمن المرشحين لحقبة التضامن الاجتماعي، خاصة وأنا ترشحت أكثر من مرة في السابق لتولي هذا المنصب، لكن لم يوفقها القدر.