1 ملى جرام من سمها يقتل 4 أشخاص تشبه السمك الفيليه وقلة السعر وراء انتشارها تحذيرات طبية تكشف خطورتها وأعراض التسمم تنميل فى اللسان والشفتين «وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا..»، تشير الآية الكريمة إلى احتواء البحر على أنواع عديدة من الأسماك، جعلها الله طعامًا للإنسان، ودرج الناس فى مختلف العصور على تناول من لذ وطاب من الأسماك، إلا أن الإنسان لم يحط بعد بكل أسرار البحار التى تتكشف يومًا بعد يوم، كان آخرها «سمكة الأرنب»، أو «السمكة القاتلة» لتسببها فى وفاة من يتناولها على الفور. تغزو الأسواق المصرية سمكة الأرنب أثارت ضجة بين المواطنين، خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لخطورتها، وتسببها فى وفاة من يتناولها. تعتبر سمكة الأرنب من أخطر أنواع الأسماك على الإطلاق؛ بسبب السموم الموجودة بها والتى تعد من أخطر أنواع السموم، وقد انتشر بيعها فى الأسواق المصرية مختلطة بأنواع أخرى من الأسماك لقلة ثمنها، كما أصدرت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية نشرة تحذيرية بشأن خطورة سمكة الأرنب على الصحة العامة للمواطنين. أعراض التسمم مركز السموم فى كلية الطب جامعة الإسكندرية، نشر تقريرًا جاء فيه أن أعراض التسمم من قبل سمكة الأرنب تختلف طبقًا للكمية التى يتناولها الإنسان، وغالبًا ما تبدأ بالرغبة فى النوم أو حدوث تنميل فى الشفتين واللسان، بجانب الإسهال والإغماء والقىء، وإذا كانت الجرعة كبيرة فإن الجهاز التنفسى سيتوقف ما يؤدى إلى الموت. ومن ضمن أعراض التسمم، حدوث هبوط فى ضغط الدم وآلام فى العضلات وحكة، وقد يصل الأمر إلى الدخول فى غيبوبة كاملة. تشبه «سمك الفيليه» وفى جولة لمحرر «الصباح» مع عدد من تجار الأسماك فى أكثر من مكان، أجمعوا على خطورة سمكة الأرنب لما تحويه من سموم ضارة، حيث أوضحوا أنها تؤدى إلى إعياء شديد قد يصل فى بعض الأحيان إلى الوفاة، مشددين على ضرورة عدم تناولها والتوعية بمخاطرها وتعريف المواطنين بشكلها. وقال أحمد حسين «بائع سمك»: إن سمكة الأرنب بدأت تظهر مرة أخرى فى كثير من أسواق السمك على مستوى الجمهورية، والسبب وراء انتشارها بهذا الشكل هو قلة ثمنها مقارنة بالأنواع الأخرى من السمك كالبلطى والبورى وغيره، لافتًا إلى أن هذه السمكة يتم استخراجها من البحر الأحمر والبحر المتوسط وخليج السويس. وأضاف: «يتم بيع سمكة الأرنب على أساس أنها سمك فيليه بعد تقطيعها وإخفاء ملامحها عن المواطنين، نظرًا للتشابه الكبير فى لحمها مع الفيليه». وقال بائع سمك آخر: «إن السم يتواجد فى عدة أماكن بالسمكة، خاصة قرب الأحشاء والنخاع وتحت الجلد والكبد، مضيفًا أن الأجزاء السامة تمثل 13% من جسمها، منوهًا بأن جلدها يكون رصاصيًا وتوجد عليه نقاط كثيرة، كما أنها تعتمد فى تغذيتها على فضلات الأسماك، وهذا يزيد من سميتها، لأنها تتناول أحيانًا نوعًا من الطحالب الخضراء السامة. وتابع: «تم تسميتها بسمكة الأرنب، نظرًا لأن أسنانها الأمامية تشبه الأرنب». وقال بائع ثالث: «يجب شراء أنواع السمك المعروفة والابتعاد عن أى أنواع مجهولة والتأكد من سلامة السمكة بشكل عام من خلال لحمها». خلطها بالأسماك الأخرى جنيًا للأرباح من جانبه قال الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين: إن سمكة الأرنب السامة تمثل خطرًا كبيرًا على المواطنين، وذلك لارتفاع نسبة السم داخل أجزاء مختلفة من جسمها تلك، سواء فى عضلاتها أو تحت الجلد وغيرها من الأجزاء، مما يسبب تناولها حالات تسمم فورى، كما أنها قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى الموت المباشر. وأكد «العبد»، أن هذا النوع من السمك موجود بكثرة فى البحر الأحمر، وكذا البحر المتوسط، لافتًا إلى قيام بعض الصيادين ببيع تلك النوعية من السمك وسط نوعيات أخرى لكسب المال دون النظر لأضرارها. وأضاف عضو نقابة البيطريين، أن سمكة الأرنب تختلف فى شكلها عن بقية الأسماك من حيث لون الجلد وملمسها الناعم، بالإضافة إلى البطن المنتفخة. وحذر المواطنين من شراء أو تناول هذه النوعية من الأسماك سواء كانت مخزنة أو طازجة لما لها من مخاطر، لافتًا إلى ضرورة تفريق المواطنين بين سمك الأرنب والأسماك الأخرى عند الشراء. مهاجرة من المحيط الهندى قال الدكتور علاء الدين عيسى، رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، إن سمكة الأرنب أو سمكة القراض هى نوع من الأسماك المهاجرة التى جاءت من المحيط الهندى للبحر الأحمر، ومن ثم إلى البحر المتوسط نتيجة للتيارات المناخية المختلفة وزيادة التلوث البيئى. وأشار «عيسى»، إلى مدى خطورة سمكة الأرنب، حيث تعد من أشد الأسماك سمية من خلال تراكم سمها أسفل الجلد وحول الأسنان والأحشاء وبشكل كبير فى الكبد الذى يمثل جزءًا كبيرًا من وزنها، منوها بأن سمها يعود بسبب تغذى هذا النوع من الأسماك على الطحالب والأعشاب السامة. 1 ملى جرام من سمها يقتل 4 أشخاص وأكد، أن «1 ملى» من المادة السامة لهذه السمكة كافٍ لقتل 4 أشخاص، مؤكدًا عدم توافر مصل مضاد لسم تلك السمكة بالمراكز الطبية لذلك يصعب السيطرة عليه ومعالجته. وتابع: «تكون هذه السموم مقاومة للحرارة مما يصعب تكسيرها ومعالجتها وتبلغ نسبة الأجزاء السامة الموجود بسمكة الأرنب من 12 إلى 13% من إجمالى وزن السمكة». واستكمل: «أعراض تناول سمكة الأرنب تتمثل فى البداية بإصابة المريض بالرغبة الشديدة فى النوم وحدوث تنميل فى الوجه واللسان والشفتين مع ارتفاع درجة الحرارة ومن الممكن أيضًا حدوث شلل كما قد تؤثر على توقف الجهاز التنفسى مما يسبب الوفاة». وكشف مستشار المشروع القومى للاستزراع السمكى، وقوع الكثير من الحوادث خلال السنوات الأخيرة نتيجة تناول هذا النوع من الأسماك بسبب اختلاط الأمر على بعض الناس بين هذا النوع من الأسماك والأنواع الأخرى.