المراهق ذبح الأسرة بأكلمها وألقى بالرضيع من السطوح لم يكن انتقامًا عاديًا مثل ما نشهده فيما سبق من جرائم عديدة، بل كان شيطانيًا لا تفعله «الحيوانات» مع بعضها، «مراهق وزوجة عم وطفلة ورضيع» ما بين ليلة وضحاها أصبح حديث الكبير والصغير بشوارع مركز أبو النمرس، إحدى المدن التابعة لمحافظة الجيزة، عندما استيقظ الجميع على ما لا تصدقه العين ولا يخطر على قلب بشر، إنها اللا إنسانية فى أبشع صورها، تجرد خلالها شاب من كل مشاعر الإنسانية والرحمة وقتل زوجة عمه وذبح طفلتها، وألقى بالرضيع من أعلى المنزل. الجريمة ليست قصة فى فيلم سينمائى وإنما حدثت بالفعل بإحدى قرى مدينة أبوالنمرس، الآن لا حديث سوى عن تلك الجريمة بعدما قطع صراخ النساء سكون الليل لينتشر الخبر فى تلك المدينة الصغيرة بسرعة البرق، لتبدأ المباحث فى التحرى حول ظروف وملابسات القضية. قال المتهم فى اعترافاته عقب لحظات من القبض عليه: «تحولت إلى إنسان سيئ السمعة فى القرية وبين أفراد عائلتى بعد أن اتهمتنى زوجة عمى بسرقة مبلغ مالى كبير، لذلك قررت أن أنهى هذا الكابوس الذى كان يلاحقنى فى كل مكان فكرت فى طريقة للانتقام منها، ولم أر أمامى سوى نظرات الاستحقار التى كنت أشاهدها فى أعين الناس والتى تسببت فيها تلك الشيطانة وهنا كانت نار الانتقام تشتعل فى قلبى الثائر، فاختمرت فى ذهنى فكرة القتل». أضاف: «تربصت أمام المنزل وانتظرت متخفيًا، فى يوم الحادث خرج عمى تاجر الماشية من المنزل، وتسللت خلسة إلى الداخل وعندما شاهدت زوجة عمى أمام عينى لم أشعر بنفسى إلا وأنا أسدد لها عدة طعنات من الخلف حتى سقطت غارقة فى دمائها، ولكن فى تلك اللحظات دخلت ابنتها «دنيا» فخشيت أن تفضح أمرى فذبحتها ثم ألقيت بالطفل «عامر» من أعلى السطح وهربت، قبل أن يكتشف أحد الجريمة، هنا شعرت أننى ارتحت نفسيًا بعد أن انتقمت لنفسى ولسمعتى». أنهى المتهم اعترافاته، قائلًا: «لحظات وصلت الشرطة وبدأت تنتشر فى القرية وفوجئت بهم يتمكنون من ضبطى فى أحد الأكمنة». تلقى اللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، إخطارًا بالعثور على جثتى سيدة وابنتها ونجلها الآخر مصاب بقرية زاوية أبو مسلم بأبوالنمرس. وأفادت التحريات الأولية، بقيادة العقيد علاء فتحى، رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة، بأن أهالى القرية عثروا على الطفل ملقى من أعلى السطح بجوار المنزل، فحاولوا استدعاء والدته لإخبارها بإصابته، لكن لم يجبهم أحد، ولما دخلوا المنزل عثروا على جثتى الأم وابنتها غارقتين فى دمائهما. تم إبلاغ قسم الشرطة، ونقلت الجثتان إلى المشرحة، والطفل المصاب إلى المستشفى، فى غيبوبة تامة، وشكل اللواء محمود السبيلى، مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، وتحديد هوية القاتل. كشفت تحريات المباحث أن وراء الواقعة «صابر. م»، 17 سنة، وأنه وراء مقتل زوجة عمه وابنتها وإلقاء طفلها من أعلى المنزل. جهود البحث والتحرى لضباط فرقة جنوبالجيزة بقيادة العقيد أحمد نجم ووحدة مباحث مركز أبوالنمرس برئاسة المقدم إكرامى البطران حملت إجابة ذلك السؤال، حيث كشفت التحريات أن المجنى عليها «ش» 27 سنة، اتهمت «صابر.م.ج» 17 سنة، فى وقت سابق بالسرقة، فاستشاط الأخير غضبًا بسبب انتشار الخبر بين أفراد العائلة. وأكدت التحريات التى أشرف عليها العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أن المتهم قرر الانتقام من زوجة عمه، فتوجه إلى منزلها مساء يوم الحادث، وسدد لها 7 طعنات بالظهر ثم أجهز على ابنتها «دينا» محدثًا إصابتها بجرح ذبحى بالرقبة، وألقى طفلها من الأعلى، ولاذ بالفرار. وعقب تقنين الإجراءات استهدفت مأمورية المتهم وتمكن النقيبان أحمد ماهر وأحمد عبدالصمد معاونا مباحث أبوالنمرس من ضبطه، واقتياده إلى ديوان القسم، وأقر بجريمته بدافع الانتقام.