شهدت الساحة الدرامية والفنية مؤخرًا مجموعة من المسلسلات الجذابة التى لفتت أنظار الجمهور حولها، وكان من أبرزها مسلسل ( عروس بيروت) الذى يلعب بطولته النجم التونسى ظافر العابدين، والنجمة اللبنانية كارمن بصيص ومجموعة من فنانى الوطن العربى، و لاقى المسلسل إقبالًا جماهيريًا واسعًا، حيث أعاد الى الجمهور فكرة المسلسل الرومانسى الطويل الجذاب فى شكله ومضمونه وشبيهًا بالمسلسلات التركية. ولفت انتباه البعض اسم المسلسل الذى يُشبه كثيرًا مسلسلًا تركيًا يحمل هذا الاسم، وكان قد تم عرضه منذ سنوات، وهو المسلسل الدرامى التركى ( عروس إسطنبول)، وربط النقاد والمُتابعون بين العملين الدراميين ودارت التساؤلات حول تقليد المسلسل العربى الجديد (عروس بيروت) الذى يتمتع حاليًا بجاذبية جماهيرية كبيرة منذ عرضه على الشاشات العربية، أم أنها مجرد تشابهات فى القصة والاسم والمضمون أم نوع جديد من الدراما الفنية تطل علينا من خلال الأعمال الغربية ؟! قالت الناقدة الفنية حنان شومان: إنه ليس تقليدًا، ولكن هو من أنواع الفورمات التى يتم شراؤها، فهناك مسلسل (عروس إسطنبول)، ولكن تكمن المشكلة من فكرة الفورمات، مضيفة أن الأمر ليس مرفوضًا برمته، ولكن عندما يتحول إلى ظاهرة أو يتكرر تكمن المشكلة. وأشارت إلى أن أخذ الفورمات سيتم اعتبارها مسألة سهلة، وهذا ما حدث فى البرامج، وبالتالى أصبح هناك فراغ فى الإعداد، قائلة: حدث ذلك مع الدراما المصرية فكرة الفورمات مثل مسلسل (طريقى) ومسلسل (جراند أوتيل )، ثم أصبحت مسلسلات كثيرة رغم عدم تحول الأمر حتى الآن إلى كارثة ولكنها ظاهرة متكررة. وتابعت شومان: أنه بقراءة التاريخ حدث ذلك فى مسلسلات الست كوم فهو ستايل معين لتصنيع الدراما، وتم إنتاج (راجل و6 ستات) و ( تامر وشوقية) وبعد نجاحهم انفجرت ماسورة للسيت كوم بمفاهيم خاطئة من هذا النوع من الدراما، حيث التكلفة الرخيصة مع انتشار الإفيهات وأى أبطال، إلى أن فسد وانفض الجمهور من حوله، رغم أنه بدأ جيدًا فأصبح عملًا فنيًا سيئ السمعة. وأضافت الناقدة حنان شومان: أن الخوف بأن يتكرر هذا الموقف مع الدراما، أن نبدأ بشكل جيد ثم يفسد الأمر، مشيرة إلى أن القنوات العربية أعلنت أنها لن تعرض الأعمال التركية هذا جيد، ولكنهم ذهبوا لأخذ التركى فبدلًا من عروس إسطنبول أصبح عروس بيروت، وهذا شىء مخيف جدًا على الدراما العربية. وبالنسبة لإقبال الجمهور على تلك النوعية من الدراما الجديدة، قالت الناقدة الفنية حنان شومان: إن الجمهور يُقبل على العمل الجيد فقط بغض النظر عن مواصفاته سواء «تركى، هندى، عربى»، فالجمهور يُقبل على الأعمال الذى يفتقدها قد تكون الرومانسية مُفتقدة من الدراما العربية وليس المصرية فقط، فأغلب الأعمال بها كمية عنف وحروب وضباط، فالجمهور أصبح متشوقًا للرومانسية والهدوء. وختمت الناقدة حنان شومان قائلة: إن صناعة الدراما للأسف تستسهل بالأخذ من الفورمات، لأنها بذلك تجعل أجيالًا كاملة من الكُتاب والموهوبين كسالى، فالأسهل أن يأخذ فورمة بدلًا من التأليف، وأتمنى أن يتوقف الأمر عند هذا المسلسل، لأن الخوف أن يُصبح كل الدراما فورمات ولا يوجد مسلسل مصرى أو عربى بعد ذلك.