بردية عنخ آمون فى متحف نيويورك.. وخبراء آثار يطالبون بتتبعها باحثون يعودون للبرديات المصرية لعلاج الأمراض المستعصية تمثل البرديات وكتب الموتى أحد أهم الأدوات التى تتضمن الكثير من الأسرار عن حياة القدماء المصريين، وعلى خلاف عمليات سرقة الآثار تعد سرقة البرديات الأثرية هى الأخطر، رغم عدم فتح تلك الملفات على مدار السنوات الماضية. الحديث عن البرديات المسروقة أو المختفية عاد للواجهة مرة أخرى، خاصة بعد ظهور مجموعة برديات محفوظة فى جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، سيفصح عما فيها من كشوف طبية وعلمية عرفها قدماء المصريين قبل آلاف السنين. وتعد برديات «كارلسبرج» أكثر مجموعة وثائق طبية وعلمية ثراء من بين ما خلفته الحضارة الفرعونية فى مصر، ويعمل حاليًا فريق من الباحثين الدوليين فى مجال المصريات على ترجمة جزء من نصوص البرديات، المحفوظة بمعهد المصريات بالجامعة، ولم يسبق ترجمتها من قبل. أما مقبرة الملك توت عنخ آمون المكتشفة عام 1922، فهى من أهم المقابر الأثرية التى اكتشفت، خاصة مع العثور عليها كاملة رغم أن المقبرة سرقت مرتين بعد وفاته بفترة قصيرة فى عهد حورمحب. ويشير إلى أن بعض المعلومات تتردد عن وجود بردية طبية فى متحف نيويورك بها كل الأسرار الطبية التى يمكن أن تعالج كل الأمراض. مجدى شاكر، الخبير الأثرى، أكد أن السرقة الأولى تأكدت من خلال الخاتم الذى وجد ملفوفًا بقماش الكتان، ويرجح أن اللصوص تركوه عندما أكتشف أمرهم من فتحتين متعاقبتين أعيد طلاؤهما. وأضاف أن مقبرة توت أكتشفت سليمة بكامل أثاثها الجنائزى ومجوهراته والمقاصير المغلفة بالذهب والتوابيت الحجرية والذهبية والقناع الشهير، وحتى المومياء الخاصة به، ومومياء لطفلين ماتا مبكرًا، والعربات الحربية والتماثيل الخشبية الحارسة وكرسى العرش، حيث بلغ عدد القطع أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة قطعة. أوضح إنه لم يعثر فى المقبرة على البردية أو بقاياها، كما أنه لم يعلن ولم يكتب أى نشر علمى، وهو ما طرح العديد من الأسئلة بشأن سرقة البرديات، لافتًا إلى أنه عثر على بعض القطع من مقبرة توت، بيعت لمتحف المتروبوليتان فى أمريكا، كما وجدت بعض القطع، كذلك فى قلعة خاصة للورد «كارنافون» الممول لاكتشاف المقبرة، كما عثر على قطع فى بيت كارتر تمت سرقتها. وأشار إلى أن كل المقابر التى يعثر عليها كانت تتضمن البردية الخاصة بصاحب المقبرة، وكذلك كتاب الموتى، خاصة أن هذا الكتاب يحوى مجموعة تعاويذ تساعده فى العالم الآخر حسب اعتقادهم. بينما قدم عالم المصريات الأمريكى توماس هوفبنج دراسة وافية فى كتابه «توت عنخ آمون القصة الخفية»، كما تضمن كتاب البريطانيين «أندرو كولينز» و«كريس أوجيلفى» وهو « توت عنخ آمون مؤامرة الخروج»، حقيقة أعظم لغز أثرى. وأوضح الدكتور عبدالفتاح البنا، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أن أوروبا بنيت على البرديات المصرية، وأن البرديات الموجودة فى المتحف الملكى ببريطانيا من أهم البرديات التى تحدثت عن بناء الدولة وحدودها. وأضاف أن البرديات المصرية العلمية استثمرت فى الخارج بشكل أكبر مما هى عليه فى الداخل، وأن أعظم البرديات المصرية تضمن الكثير من النظريات الكونية، وكذلك علم الطب الذى برع فيه القدماء. وتعد بردية إدوين سميث أكثر البرديات الطبية أهمية، حيث تعرض معلومات عن التصرف الطبى الجراحى مع 48 حالة من إصابات حوادث، وكيفية العلاج أربع فقرات منفصلة، حيث إنها من أقدم البرديات الطبية عام 3000 قبل الميلاد، ويصل طولها إلى 20 مترًا وعرضها يبلغ 30 سنتيمترًا تقريبًا، وذكرت ما يقرب من 400 دواء و877 طريقة لعلاج أمراض العيون والنساء والجراحات والتشريح والباطنة والجلد. وعثر على برديات كاهون عام 1889 بالفيوم، وهى محفوظة منذ ذلك الحين فى جامعة لندن، وتتضمن شرح وعلاج أمراض النساء، ويعود تاريخ تلك البردية إلى العام التاسع والعشرين من حكم أمنمحات الثالث (1825 ق.م.).