من أجل هدف مادي ، كما الحال عام 2009، عندما قيل أن السعودية تحتوى على مكائن خياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر، مما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرد إلى مئات الآلاف من الريالات، أو من أجل هدف سياسي كما الحال في الحروب أو الحالات الأمنية غير المستقرة، أو من أجل إحداث ربكة وبلبلة كما الحال في الثورة الليبية للقذافي عندما قيل أنه هرب من ليبيا، أو بهدف اللهو واللعب، لكل هذه الأسباب تنتشر الشائعات التي أصبحت حاليا بمثابة روتين يومي لحياة المصريين كالمأكل والمشرب. خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء نحو 53 ألف شائعة، وفي يوم واحد تم بث 118 شائعة مجهولة المصدر، بينما تم خلال هذه الفترة بث أكثر من 700 شائعة تتعلق بالجانب الحكومي، الأمر الذي يعمل على بث نوع ونشر حالة من الكآبة والإحباط بين الناس، فيما يعرف بأشد سلاح تم استخدامه في حروب الجيل الرابع التي تشهدها مصر. أكد الدكتور حسن علي، عميد إعلام بني سويف الأسبق ورئيس جمعية حماية المشاهدين، ل الصباح، أن الشائعات تنتشر في غياب حرية الإعلام وضعف تداول المعلومات، فالشفافية وحرية تدفق المعلومات وسرعة الاستجابة مع الأحداث هي الحل الأمثل في ظل انتشار الشائعات حاليًا، أما عن الجمهور فعليه أن يثق في الجيش، كما يجب على الحكومة ان تتوقف عن الجباية التي خلقت حالة من العداء مع الناس.
نفس الأمر شرحه الدكتور سيد أبو شعيشع، دكتور بقسم الإذاعة والتلفزيون بإعلام القاهرة، ل الصباح، فمواجهة الشائعات تكون بإتاحة المعلومات، لأن غياب المعلومة يجعل الناس تبحث عنها مما يتيح فرصة كبيرة لرواج الشائعات، فكلما كان هناك مصداقية وشفافية في عرض المعلومة كلما أصبح من الصعب تحقيق أهداف الشائعات. ويتابع أبو شعيشع، الشائعة جزء منها صحيح، فهي تبنى على بعض المعطيات السليمة المحشوة بأكاذيب حتى يصدقها الجمهور، فهي أشبه ببث السم في العسل، مدللا على أن دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتاريخها مع الديمقراطية والتقدم، لم تستطع أن تسيطر على الشائعات إلا بعمل قانون إتاحة المعلومات، بل وبموجب هذا القانون يستطيع الفرد أن يرفع قضية على الحكومة الأمريكية بشأن غياب المعلومات في قضية ما، وتمثل الحكومة أمام القضاء وما على الأخير إلا أن يقرر مدى إتاحة المعلومات للجمهور، لأنها من الوارد أن تكون معلومات عسكرية حربية يُحرم تداولها.
وبحسب دكتور الإذاعة والتلفزيون، فإن الجمهور من جانبه لابد أن يتعلم جيدا حتى يزداد وعيه بالمدركات المحيطة حوله، وبالتالي فإن المسئول أيضا عن علامه هي الدولة، وهو الشق الأخر المعنية به لمواجهة الشائعات.