اختيار المناطق المتطرفة لتأسيس معاهد دعوية سلفية.. وخبير يحذر من خطورتها استمرار استخدام الجمعيات الأهلية ستارًا لنشر المعاهد المتطرفة أحدثها معهد أم عمار بالسادس من أكتوبر.. والمناهج وفقًا لأفكار المسئولين بدأ نشاط الداعيات السلفيات ينتشر بصورة كبيرة، بعد أن أثبت قدرته على خلق شبكات تواصل بين أبناء التيار السلفى، وبين القواعد الشعبية المستهدفة لهم. ورغم أن الأمر فيما سبق، كان محصورًا على الدروس الدينية، وتقديم الفتاوى الخاصة بالنساء، إلا أن الأمر بدأ يأخذ منحنى آخر، بعد أن دخلت الداعيات السلفيات مجال التدريس، لينضموا إلى أعداد لا حصر لها، من المعاهد الدينية التى تمنح شهادات تجيز العمل الدعوى، فيما يعمل غالبيتها بعيدًا عن أعين المؤسسات الرسمية للدولة، فيما تستخدم حيلة الانتماء لجمعية أهلية مشهرة للابتعاد عن المسألة القانونية.
أحدث تلك المعاهد، معهد العلوم الشرعية، والذى تم افتتاحه فى مدينة السادس من أكتوبر، والذى يختص بتأهيل النساء للعمل الدعوى، وتحفيظهم القرآن الكريم، والعلوم الشرعية لمدة أربعة أعوام، فيما تشرف عليه إحدى السيدات المحسوبات على التيار السلفى، وتدعى «أم عمار»، والتى قامت بالإعلان عن المعهد بالمدينة وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لجمع أكبر عدد من النساء. وبالتواصل مع المعهد، علمت «الصباح»، أن مدة الدراسة فيه، أربعة أعوام، فيما يقبل النساء من سن 18 سنة، دون حد أقصى، ويتخصص فى العلوم الشرعية، من قرآن وسنة وفقه وحديث وعقيدة. ووفقًا لما كشفت عنه إدارة المعهد فإن الشهادة الممنوحة منه معتمدة من جمعية أهل القرآن والسنة، وهى جمعية تقع تحت إشراف وزارة التضامن، مايجعل المعهد تابعًا لها. ويتم وضع المناهج الدراسية، وفقًا لرؤية «أم عمار» التى تشرف على المعهد، وتقوم بالتدريس فيه، حيث إن المناهج وضعت وفقًا للمنهج السلفى، وأحكامه الشرعية التى يوجد فيها الكثير من التأويلات التى تعارضها وزارة الأوقاف. فى تصريحات ل«الصباح»، حذر ياسر فراويلة الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، من تلك المعاهد بصورة عامة، ومن هذا المعهد بصورة خاصة، مؤكدًا أنه يمثل ناقوس خطر لما يتم طرحه من أفكار خلال فترات الدراسة، وحشو عقول النساء بها، دون دراية من مؤسسات الدولة التى تعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة. وكشف فراويلة عن أن صاحبة المعهد المزعوم، معروف عنها أفكارها السلفية المتشددة، والتى يتم نقلها خلال فترات الدراسة للمنتميات لها المعهد المثير للجدل. كما حذر من انتشار تلك النوعية من المعاهد، مع دون إشراف من وزارة الأوقاف المنوط لها الملف الدينى، بخلاف تعمد إقامتها بالمناطق البعيدة عن الأنظار مثل السادس من أكتوبر والعاشر وغيرهما من المناطق المتطرفة، التى باتت تشهد زحفًا من أبناء التيارات المتطرفة. وقال فراويلة أن هناك إقبالًا على تلك المعاهد، من النساء، الباحثات على متنفس دينى ودعوى، وهو ما يجب أن تنتبه إليه وزارة الأوقاف سريعًا، وتعمل على توفيره منعًا لاستقطابهن من التيارات المتطرفة. وعن مناهج المعهد، قال فراويلة، إنها جميعها -وإن كان يبدو عليها العكس- ولكنها تعتمد على نشر الفكر السلفى المتشدد والأحكام المتشددة، التى اختلف فيها العلماء، وتوصيفها وكأنها أحكام شرعية نهائية، هذب بخلاف أنها توضع بالكامل وفقًا لرؤية الإدارة، ويتم استخدام الشهادة الممنوحة للدارسة بعد ذلك، للعمل بمجال الدعوة بالمساجد والجمعيات الأهلية، ما يمثل خطورة كبيرة على استمرار نشر الأفكار المتشددة، التى تدعم وجود الإرهارب على المدى البعيد.