أتاح الفرصة لأبناء الدعوة للاشتباك مع الإخوان والشيعة وترك الأمور العقائدية للشيوخ الكبار اعتاد الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية، على استخدام الحيل الملتوية للتعامل مع أزماته مع أبناء التيار، والتى كان آخرها الهجوم ضده نتيجة الخطابة بالمذهب الأشعرى. وكانت أحدث حيل برهامى، هى اتباع شعار «مسك العصى من المنتصف » من خلال إعلان الالتزام بشروط وزارة الأوقاف فيما يتعلق بالخطابة، وذلك منعًا لخسارة المساجد الكبرى التى يسيطر عليها قيادات الدعوة السلفية خاصة بمحافظة الإسكندرية ومرسى مطروح، ومن جهة أخرى نشر المنهج السلفى المتشدد عبر شباب الدعوة السلفية بالمساجد والزوايا الصغرى التابعة للدعوة على مستوى محافظات الجمهورية. وكشف مصدر بالدعوة، أن الشيخ برهامى، أكد على التزام شيوخ الدعوة وهو فى مقدمتهم بالمنهج السلفى والأحكام الشرعية المرتبطة به، وذلك بعد أن تعرض لهجوم شديد من أبناء التيار السلفى على خلفية حصوله على موافقة وزارة الأوقاف باعتلاء المنابر وأداء الخُطبة، والالتزام بالمذهب الأشعرى، الذى طالما هاجمه السلفيون ووصفوه بالمذهب الضال. وقال المصدر، أن «برهامى » أكد على عدم التطرق للقضايا الخلافية مع المذهب الأشعرى فى الخطب العامة، ولكن فى الوقت نفسه لن يتم غض البصر على الأخطاء الموجودة به، وسيتم طرحها بصورة لا تثير الضغائن بين أتباع المذهب الأشعرى والسلفيين، وذلك حرصًا على وجود قنوات تواصل بين السلفيين وكل التيارات الدينية. وأشار المصدر، إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد حرص الشيخ برهامى على حث شباب الدعوة وشيوخها للتصدى لأى هجوم يتعرض له التيار السلفى بصفة عامة، والدعوة السلفية بصفة خاصة، مضيفًا، أن «برهامى » ذكر فى تعليماته أن شيوخ الدعوة السلفية لن يسمحوا بانتشار البدع وإباحتها مقابل الحصول على الرضا أو التعاطف من قبل المجتمع، بل سيستمر فى التصدى للسلوكيات المنافية لصحيح الدين، مثل الاستماع للأغانى وإباحة الموالد والحديث عن المساواة بين الرجل والمرأة وإباحة التعاملات البنكية وغيرها من القضايا، وأكد على التركيز على تلك القضايا خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن الشيخ برهامى رفض صمت أبناء الدعوة أمام الهجوم الذى تتعرض له، ووجه بضرورة التصدى لها، من قبل أبناء الدعوة، وطالب بالرد على المهاجمين للدعوة سواء الإخوان أو الشيعة، أو الأشخاص العاديين ممن يرفضون التمسك بأحكام الشريعة، رافضًا التهاون فى طرح الفتاوى للحصول على الدعم أو التأييد. ونوه المصدر إلى أن برهامى أوصى بترك الأمور الجدلية مع مؤسسات الدولة الدينية للشيوخ الكبار، فى حين ترك الساحة لباقى أبناء الدعوة للتطرق لباقى القضايا والتصدى لمحاولات الإخوان تحديدًا تشويه للدعوة السلفية. وحول استقبال أبناء الدعوة لمبررات برهامى، قال المصدر، إن معظم الشباب رحبوا بدعوة الشيخ برهامى، لأنهم كانوا يعانون من رفض المواجهات الذى كان يحدث بتعليمات من مجلس الإدارة، ولكن فى الوقت نفسه لايزال رفض الإخوة لقبول شروط وزارة الأوقاف قائمًا، حيث اعتبر البعض من أبناء الدعوة، خاصة تلاميذ الشيوخ سعيد عبدالعظيم وإسماعيل المقدم، أن هذا يعد نفاقا، ولا يمكن الموافقة عليه، حيث اتباع منهج، والحديث باسم منهج آخر لا يجوز، كذلك رفضوا الدخول فى تصفية حسابات الإخوان والشيخ برهامى، معتبرين أن الأمر لا علاقة له بالنشاط الدعوى، ولا يعنيهم فى شىء، كونه خلافا مع برهامى وتياره بصفة خاصة وليس خا مع التيار السلفى.