تواجه آلاف الأفدنة فى صعيد مصر أزمة تصحر وتشقق التربة، الناتج عن نقص مياه الرى، وبالتدريج أصبحت التربة غير قادرة على الإنتاج مما خفض إنتاجية الفدان الواحد مقارنة بالأعوام السابقة. لم تنجح الكثير من القرى والنجوع فى الحصول على حصصهم من مياه الرى مما اضطرهم إلى تبوير الأراضى بسبب الخسائر الفادحة التى تعرضوا لها بموت المحاصيل الصيفية. وعلى الرغم من تعدد الشكاوى من المزارعين وصغار الفلاحين لمكاتب والإدارات الزراعية بهذه القرى لكن دون جدوى. ويرى الكثير من المزارعين أن من أهم أسباب نقص مياه الرى هو بيع الحصص المخصصة لهذه القرى إلى التوسعات الجديدة التى تشهدها المحافظات فى الصحراء وإنشاء المزارع لصالح مواطنين ورجال أعمال. المحاصيل الصيفية والتى تدر ربحًا على الفلاحين لم تتم زراعتها هذا العام فى عدد من محافظات الصعيد. «خراب بيوت»، هكذا بدأ محمد حسب النبى، أحد المزارعين بإحدى قرى مركز أبوتيج، أسيوط حديثه، قائلًا لم نحصل على الحصة المحددة من المياه من قبل وزارة الرى منذ أكثر من عامين، وفى كل موسم نتلقى وعودًا وهمية بإصلاح الأمر لكن لا شىء يحدث، مؤكدًا أنه ضاقت به الحال مما يحدث، وأصبح فى أزمة مالية. أوضحت واطفة عليان، إحدى سكان نجع عرب ميدوم مركز الواسطى، بنى سويف، المرأة التى تقوم بإعالة أسرتها المكونة من 5 أفراد بعد وفاة زوجها، أنها تمتلك 6 قراريط زراعية، تزرعها للإنفاق على أولادها، لكن قل إنتاج الأرض بعد جفافها نتيجة عدم وصول مياه الرى للترع التى تروى الأرض.