قال آرون ديفيد ميلر، المحلل السياسي الكبير في مركز وودرو ويلسون الدولي، أن عدم لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما مع كلا من الرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وهما اقرب شريكين لواشنطن فى الشرق الاوسط، كان لأسباب سياسية، وكان منطق اوباما فى تلك السياسة الخارجية سليم، خاصة بسبب انشغاله بحملته الانتخابية. ورأى المحلل الامريكي فى مقاله فى صحيفة لوس انجلوس تايمز، انه لقرابة أربعة عقود كانت العلاقات الأمريكية مع إسرائيل ومصر، من الركائز الأساسية لسياساتها في الشرق الأوسط، خاصة في السنوات التي أعقبت اتفاقية كامب ديفيد ، والتي أدت في نهاية المطاف إلى معاهدة السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل، وعلى اثر تلك المعاهدة تلقت هذين البلدين معا 45٪ سنويا من المساعدات الأمريكية الخارجية الإجمالية. وأشار ميلر ان أيام تفوق الولاياتالمتحدة دون منازع في منطقة الشرق الأوسط تقترب من نهايتها، وبدأت فعلا فى التكيف مع تقلص نفوذها، حيث ان دور أمريكا كشريك كبير في العلاقة الثلاثية والتى ولدت في أعقاب اتفاقات كامب ديفيد فى طريقها الى التآكل، ومن المحتمل ان تكون مصر وإسرائيل على خلاف مع بعضها البعض ومع أمريكا حول قضايا متنوعة مثل عملية السلام وإيران، بالاضافة الى ان الرئيس المصري الجديد لم يحقق حتى صورة الصديق، بعد رده البطئ على الاعتداء على السفارة الامريكية فى القاهرة، فلم يشر مرسي لدى الاممالمتحدة ولو مرة واحدة إلى الولاياتالمتحدة، مما يؤكد حقيقة تصريحات أوباما، أن مصر ليست حليفا ولا عدوا ، ولم يكن موقف نتنياهو افضل فى الفترة الاخيرة ، خاصة تحديه العلني لموقف واشنطن بشأن" نووى ايران"، وأوباما يرى نتنياهو رجل غير صادق ومتلاعب ولا يفكر الا فى المصالح الاسرائيلية. وذكر ميلر ان العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر فى عهد أنور السادات وحسني مبارك، كانت تقضى بعدم تدخل امريكا في الشؤون الداخلية الخاصة بمصر فهى فقط تعطى الدعم فى قضايا حقوق الإنسان وتقديم المساعدات، ومصر تدعم مصالح امريكا في مسائل الأمن والحرب والسلام، وعلى العكس فإن صعود رئيس مصري ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين والتى تتصف بسجل مروع في مجال حقوق الإنسان، والتى لا تزال تنفث بمعاداة إسرائيل والآراء عن المساواة بين الرجل والمرأة والأقلية المسيحية في مصر، بالاضافة الى الخلافات السياسية حول كيفية التعامل مع اسرائيل وحماس وعملية السلام كلها أمور تثير القلق الشديد لدى واشنطن.