«الحق فى الدواء»: مصر الأقل فى نسبة عدد أسرة الرعاية عالميًا باتت أزمة نقص أسرة الرعاية المركزة فى المستشفيات الحكومية، بمثابة شبح يهدد حياة آلاف المرضى، خاصة أنه يتردد على المستشفيات العامة مئات المرضى يوميًا يبحثون عن سرير رعاية مركزة، وقد أطلت بارقة أمل لهؤلاء المرضى وذويهم، عندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنى المبادرات التاريخية ل 100 مليون صحة لفحص أكباد المصريين والأمراض غير السارية، أملًا للتخفيف عن آلام المواطنين، وتوفير الرعاية الطبية الجيدة لهم. بينما يطمع 100 مليون مصرى فى تبنى الرئيس لمبادرة جديدة وتاريخية أيضًا لإنهاء طوابير الانتظار لأسرة الرعاية والحضانات، إما بتوفيرها من خلال ميزانية الدولة المخصصة للوزارة وإما بمساعدة رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، لتزول تلك الكلمات المؤلمات التى تصيب أهل المريض بالإحباط. فى الوقت الذى تسعى فيه وزارة الصحة من أجل حل أزمة نقص أسرة الرعاية المركزة، بحملة جديدة تستعد لوضعها قريبًا على مكتب رئيس الوزراء، حيث إن السبب الرئيسى فى الأزمة هو نقص أطقم التمريض المدربين على هذه الأسرة، فضلًا عن أن أطباء الرعاية المركزة يحصلون على 1000 جنيه فى الليلة بالمستشفيات الخاصة، أما فى المستشفيات العامة فلا يتجاوز المقابل 100 جنيه، وهذا ما يدفع الكثير من الأطباء إلى ترك المستشفيات العامة واللجوء إلى الخاصة. سيدة فتحى، تعانى من مشاكل صحية، وتقيم بقرية «سينرو» محافظة الفيوم، قالت: «توفى زوجى منذ ثلاثة أعوام نتيجة تعرضه لحادث بالدراجة البخارية أثناء عودته من العمل، وبعد تحويله إلى مستشفى الفيوم المركزى ظل فى الاستقبال لأكثر من ساعة بحجة عدم توافر سرير عناية مركزة، وعمل أطباء الاستقبال على إيقاف النزيف، ونصحونا بضرورة توفير سرير رعاية فى أحد المستشفيات المركزية بالمحافظة، ولم نجد، فقمنا بنقله على حسابنا إلى وحدة رعاية بأحد المستشفيات الخاصة التى أبلغتنا أن سعر الليلة 2500 جنيه، وظل زوجى بالرعاية لمدة 10 أيام، وقد قمت ببيع أثاث المنزل، وأيضا الماشية التى كانت مصدر الدخل للأسرة، إلا أنه فارق الحياة متأثر بهبوط حاد للدورة الدموية ما ترتب على كمية النزيف التى نزفتها الرئة فى استقبال مستشفى الفيوم العام». أما «عائشة عبدالرحمن»، التى تقيم بمركز الواسطى فى بنى سويف، فأكدت أن ابنها يعانى من مشاكل فى قلبه منذ عدة شهور، وهو يعمل فى إحدى الشركات الخاصة التى قامت بتحويله إلى مستشفى إحدى الجامعات الخاصة، ويتحمل العمل جزءًا من التكلفة ويتحمل المريض جزءًا، إلا أنهم مع طول فترة العلاج وارتفاع مصروفات العلاج 6 آلاف جنيه لليوم الواحد، ذهبوا إلى المستشفى العام، فى محاولة لنقله إليه، ففوجئنا بعدم وجود أى مكان داخل الرعاية المركزة، رغم أن حالته حرجة. فيما أكد محمود فؤاد، مدير مركز الحق فى الدواء، أن مصر تسجل أقل من المتوسط فى العدد العالمى لعدد الأسرة بالنسبة لعدد السكان، موضحًا أنه فى الخارج يخصص سرير لكل 4 آلاف نسمة، إلا أن مصر لا توفر سوى 1،7 سرير لكل 14 ألف نسمة. وناشد «فؤاد» الوزارة بضرورة توفير تمويل مناسب حتى ننتهى من الأزمة، لأن تكلفة إنشاء سرير الرعاية المركزة المزود بجهاز تنفس صناعى من 350 إلى 500 ألف جنيه، وضرورة إعداد برامج تدريب للأطقم الفنية.