بأحد ميادين الإسكندرية، يقف أمام بضاعته المتراصة على الرصيف، مستقبلً زبائنه، على فرشة الأحذية التى يقف أمامها لمساعدة والده. حسن محمود، طالب بالصف السادس الابتدائى، لم تمنعه مشقة الصيام، ودرجة الحرارة المرتفعة، أن يقوم بواجبه تجاه والده، ويساعده فى العمل خلال شهر رمضان، فقد اعتاد العمل معه منذ عدة سنوات. وقال : «الشغل مش عيب »، فأنا أعمل مع والدى منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائى، حيث اعتادت على ذلك مساندة لوالدى وتوفيرًا فى يوميات العمالة، بالإضافة أننى أحصل على راتب بسيط أستطيع أن أشترى به ما يلزمنى دون إضافة عبء على والدى. برغم أنه كان لديه امتحانات نهاية العام، إلا أنه كان يساعد والده بضع ساعات، وبعد انتهاء الامتحانات داوم على العمل لساعات طويلة، فيخرج من منزله كل يوم مع والده متجهًا إلى ميدان المنشية ليبدأ العمل. وتابع: أعمل فى شهر رمضان بداية من الساعة الواحدة ظهرًا حتى الثانية عشرة من منتصف الليل، حيث إن شهر رمضان موسم للبيع والشراء، ولابد من تكثيف العمل. وعن مشقة العمل فى الصيام، قال: « لا اشعر بأى تعب، فالحمد لله أنا أصوم وأعمل، والأمر هو تعود على الصيام، والحمد لله والدى علمنى الصيام من صغرى .» وأشار إلى أنه رغم مساعدته لوالده لم ينتظر منه مقابلً، إلا أن والده يعطيه 100 جنيه أسبوعيًا كراتب.