شهدت اللجان المقترحة للاستفتاء على التعديلات الدستورية ، توافد كبير من قبل الكثيرين من أبناء مصر، حيث أن جموع المواطنين من الرجال والنساء، توافدوا أمام اللجان الانتخابية، قبل أن تُفتح أبوابها في تمام التاسعة صباحًا حتي مساء اليوم السبت على مستوى محافظات الجمهورية، للإدلاء بأصواتهم في استفتاء التعديلات الدستورية، وسط تواجد أمني مكثف لعناصر القوات المسلحة والشرطة لتأمين اللجان. كما شهدت اللجان في ربوع مصر، احتشادًا مكثفًا من قبل كبار السن الذين يعانون من تقدم أعمارهم وآلام اجسادهم، وذلك من أجل الإدلاء بأصواتهم، ليكونوا ضمن الذين شاركوا وأظهروا حبهم للوطن وانتمائهم الشديد لمصر. كما ظهر في إحدى اللجان مشاهد تُظهر حب المواطنين لبلدهم مصر، والتي تُعد من أفضل الصور التي من خلالها تُوضح الرؤية عند الأخرين الذين يُريدون هدم مصر، وبث الروح والطمأنينة في قلوب الشعب المصري الأصيل. ففي مشهد إنساني قرر أحد سكان منطقة إمبابة، ويدعى فريد مفيد، في أواخر الثلاثينيات من عمره، الخروج للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ملبيًا نداء وطنه، فكان المشهد كافيًا لإدخال السعادة والسرور، وحث جميع الشباب على المشاركة في الاستحقاق الدستوري. لم يستسلم للألم، والوضع الذي كان عليه داخل "الجبيرة والجبس"، فدفعته رغبته في تقدم بلاده للنزول والمشاركة برغم ما أصيبت به قدماه قائلًا: "عاوز البلد تتقدم، وتكون أحسن بلد في العالم، وصوتك أمانة والمفروض الكل يشارك، والناس تنزل عشان ال4 سنيين قليلين على الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمفروض يكمل نجاحات". بينما هناك جندي يساعد كبار السن في العملية الانتخابية، ورغم القيام بواجبة وحرصة علي تأمين اللجنة المقيد لتأمينها خلال عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، إلا أنه لم يسهو عن مساعدة الكبار، خاصة السيدات التي لا تقوي علي تحمل المشي وحدهن، ليصطحب الذين لا يستطعون السير أو الرقود حتي الإدلاء بأصواتهن داخل اللجان المقترحة. فالجندي الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عامًا تقريبًا، حرص علي اصطحاب سيدة مسنة، من أجل اللإدلاء بصوتها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بمدرسة الشهيد محمد علي المسيري، بمنطقة البيطاش غرب الإسكندرية، وهي تحمل عكازا. لم يكتفِ جندي القوات المسلحة بتوصيلها للجنة فقط، بل أصر علي مساندتها وتوصيلها الي خارج لجنة حتي استقلت ركبتها المعتادة. وبدأ التصويت من التاسعة صباحًا ويستمر حتى التاسعة مساء في جميع أيام الاقتراع تتخللها ساعة راحة بما لا يخل بسلامة عملية الاستفتاء، فضلًا عن إجراء عملية الاقتراع والفرز في حضور ممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الصادر لها تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات. وتستمر عملية التصويت على مدى 3 أيام متتالية وسط متابعة من مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والدولية ويحق التصويت في الاستفتاء ل 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين، موزعين على 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابيا، و13919 لجنة فرعية، حيث إن كل من بلغ 18 عاما ويتمتع بحقوقه السياسية مقيد بقاعدة الناخبين. وكان مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبدالعال، وافق بأغلبية الأعضاء على التعديلات الدستورية، وذلك يوم 16 أبريل الجاري، وصوَّت على التعديلات الدستورية 554 عضوًا، ووافق عليها 531 نائبا، ورفضها 22 نائبًا، فيما امتنع عضو عن التصويت. وتشمل عملية الاستفتاء على تعديل 12 مادة من مواد الدستور (والتي تضم في صياغته الحالية 247 مادة مقسمة إلى ستة أبواب رئيسية)، فضلًا عن إضافة باب جديد عن "مجلس الشيوخ" ويضم في طياته 7 مواد جديدة، وكذلك حذف فصلين من الباب السادس (الفصل الأول والثاني). ويتزامن أول أيام الاستفتاء للمصريين بالداخل مع ثاني أيام تصويت المصريين بالخارج عبر البعثات الدبلوماسية المصرية بمختلف دول العالم. ويجرى الاستفتاء على الدستور تحت إشراف قضائي كامل بمشاركة 19 ألفا و339 قاضيا (أساسي واحتياطي) منهم 15 ألفا و324 قاضيا فعليا على صناديق الاقتراع والباقي احتياطي.