القوافل العلاجية جابت محافظات الوجه القبلى.. ثم غاب الإعلان عن فعاليات الحملة أعلنت مؤخرًا وزارة الصحة عن اعتزامها تنظيم حملة كبيرة للقضاء على سرطان الثدى فى مصر، بعد الانتهاء من حملة 100 مليون صحة، التى قطعت الوزارة شوطًا كبيرًا فيها، إلا أن هناك مفاجأة مدوية تتمثل فى أن هذه الحملة تم إطلاقها منذ عدة سنوات، وتحديدًا خلال تولى د. عادل العدوى منصب الوزير، وتم وقتها تنظيم قوافل علاجية على بعض المحافظات فى الوجه القبلى، ثم غاب الإعلان عن فعاليات هذه الحملة منذ فترة ثم عادت من جديد بإعلان وزيرة الصحة الدكتور هالة زايد عنها مؤخرًا وسط حالة من التعتيم على تفاصيلها. ومن المستفيدين بالحملة فى الوقت السابق، أكدت سعدية حسن مقيمة بمركز «إهناسيا» فى بنى سويف، أنه منذ 4 سنوات كانت هناك حملة تجوب القرى لفحص سرطان ثدى السيدات، ووقتها امتنعت الكثيرات من السيدات عن الفحص بدافع الخجل، إلا أنها ذهبت إلى الحملة سرًا، حيث كانت تعانى من ألم فى الثدى اليمين أثناء الرضاعة حتى امتنعت عن رضاعة وليدها من شدة الألم، وبعد الفحص طلبت إحدى الطبيبات اللآتى يعملن داخل الحملة بضرورة عمل فحص شامل وتحاليل ثم قامت بتحويلى إلى معهد الأورام بالقاهرة. أما سهير سعيد، مقيمة بإحدى قرى مركز ملوى فى المنيا، فأكدت أنه لم يكن الإعلان عن حملة اكتشاف سرطان الثدى المبكر بجديدة على أهل الصعيد، فقد أعلنت هذه الحملة قبل 10 أعوام، ونادوا فى المساجد بضرورة فحص ثدى النساء، وقد واجهت النساء مشكلات كبيرة خاصة أن هذا الأمر فى الصعيد مرفوض من قبل الرجال ولا يسمحون بفحص نسائهم أو بناتهم بسهولة إلا بعد شكوى كبيرة. وقالت سامية توفيق، ربة منزل، مقيمة بسنورس محافظة الفيوم: «قمت بفحص الثدى من خلال حملة كانت قد نظمتها وزارة الصحة بالاشتراك مع وزارة التضامن للاكتشاف المبكر لسرطان الثدى منذ 5 أعوام، وتأكدت من سلامة الثدى بصحبة بعض السيدات من القرية اللاتى اكتشفت إصابة بعضهن بمشاكل، وتم تحويلهن إلى مستشفى «بهية» وغيرها من مستشفيات الأورام بالقاهرة. بينما أكدت د. رقية مبروك، أستاذ أمراض الثدى بكلية الطب جامعة بنى سويف، أن نسبة الإصابة بسرطان الثدى بين السيدات عبارة عن 1 من بين كل 8 سيدات، والاكتشاف المبكر يؤدى إلى نسبة شفاء تصل من 98 إلى 100فى المائة، ويكون عن طريق عمل «الماموجرام» مرة واحدة كل عام بعد سن الأربعين. وأضافت أن سرطان الثدى مرض مثل كل الأمراض المزمنة التى يجب أن تسود ثقافة التعود عليه فى المجتمع، معبرة عن استيائها من الشائعات التى تلازم المريضة خاصة فى مناطق الصعيد، ما يؤدى إلى إحجام المرأة عن الإعلان عن مرضها أو البوح به أمام أسرتها.