انتشار الأعمال السوداء.. وغطاسون كشفوا أحد الأعمال بعبارات غريبة وخيط أسود وعروسة لعبة لغز فتاة حيرت أهالى عروس المتوسط بمحاولاتها الانتحار فى الموعد نفسه كارثة.. 200 مليار جنيه حجم إنفاق المصريين على الدجالين أساليب كثيرة يلجأ الدجالون لاستخدامها فى السحر والشعوذة، إما من أجل خداع من يصدقون هذه الخرافات ويسيرون وراءها أملًا فى الشفاء أو إخراج الجن، أو من أجل كسب المال. فى محافظة الإسكندرية وجد أحد الغطاسين أشياء غريبة مكتوب عليها: «بحق الإله بحق عاقد السموات والأرض ألا تتزوج فلانة بنت فلانة من فلان ابن فلان»، عروسة فى البحر معقد عليها بدم طير خطوط لا يمكن قراءتها، وصور مربوطة بقفل وزنه كيلو جرام، وجماجم وعظام طيور وغيرها مما لا يمكن أن يتنبأ بها أحد. استخدام مياه البحر فى أعمال السحر والشعوذة زاد فى محافظة الإسكندرية، وهو ما صادف الغطاسين والسباحين الذين يتولون عملية حراسة الشواطئ والسواحل فى المدينة العريقة، بالإضافة إلى عمليات انتحار مفاجئة لنفس الأشخاص دون وضوح أى أسباب لإقدامه على هذه الأعمال. فى ديسمبر من عام 2018، أقدمت إحدى الفتيات على القفز من أعلى كوبرى «ستانلى» أشهر كوبرى فى محافظة الإسكندرية للانتحار بشكل مفاجئ، بينما فوجئ المواطنون بإلقائها نفسها فى الساعات الأولى من الصباح، وبمجرد وقوعها فى مياه البحر، بدأت الصراخ بأعلى صوتها طالبة النجدة خوفًا من الموت. مريم «21» عامًا، ظهرت خلال صورة كانت تلتقطها بالصدفة إحدى الفتيات مع أخيها بنظام «السيلفى» بينما تقوم بإلقاء نفسها فى البحر بكامل إرادتها ما يوحى أنها أقدمت على الانتحار، حاول المواطنون اللحاق بمريم بأقصى قدراتهم فى أكثر وقت يعانى فيه البحر من حركة المد والجزر والمياه المرتفعة بفعل الأمواج، وبعد فترة، وصل إليها أحد الغطاسين والذى أنقذها بمساعدة المواطنين الموجودين على الشاطئ. حسب صاحبة الصورة «السيلفى» والذى تصادف وجودها على الشاطئ فى هذا التوقيت، فإنها كانت تلتقط الصورة بشكل عادى جدًا، وتفاجئت بمريم التى لا تعرفها بالطبع، وهى تقوم بالتجهز لإلقاء نفسها من أعلى الكوبرى، حاولت الفتاة منعها من خلال دوى صوت هائل طالبة الاستغاثة، لكن الأخيرة كانت وقعت فى البحر بالفعل. «عمرو العتيبى» أحد أشهر غطاسى مدينة الإسكندرية، والمشترك فى عملية استخراج جثمان «الشاب» الذى انزلق جسده بين صخرتين فى البحر قبلها بنحو شهرين، أكد ل«الصباح» أن الفتاة نفسها حاولت الانتحار أكثر من مرة فى وقت سابق، بالشكل الذى اعتادوه منها كل عام، والأغرب أن الأمر يتم سنويًا فى نفس الموعد وفى المكان نفسه، ما تأكد لنا أنه جزء من «الأعمال السوداء» التى تتم فى مياه بحر الإسكندرية لمنع الوصول إليها والتأكد من فعاليتها فى الإضرار بالمقصودين منها. 200 مليار على السحر والشعوذة فى دراسة صادمة لمركز الدراسات الاقتصادية المصرية، توصلت إلى أن الإنفاق على أعمال الشعوذة فى مصر يمثل المرتبة الخامسة فى حياة المواطن المصرى، وذلك بعد الإنفاق على التعليم للأبناء والذى يمثل 45فى المائة من إجمالى الدخل الأسرة، و12فى المائة على المحمول و15فى المائة على الغذاء و10فى المائة من إجمالى دخل الأسرة، وباقى النسبة يتم إنفاقها على السحر والشعوذة والدجل ومعرفة الغيب. الدراسة توصلت أيضًا إلى أن هناك علاقة عكسية بين الإنفاق على السحر والشعوذة والدجل ومعرفة الغيب، ومتوسط دخل الفرد ومدى حضرية محل إقامته، بمعنى أن الإنفاق على هذه الأمور يزداد نسبته كلما كان مستوى الدخل أقل، وكلما ابتعدت الأماكن من الحضر أى أن هذه النسب تزيد فى الريف والصعيد، حيث ينتشر الجهل والفقر وهما العنصران الأساسيان لتغذية هذا النوع من الإنفاق، كما سيتم ذكره لاحقًا. فى محطة الرمل حيث أحد العطارين المعروفين، فى هذه المنطقة، يدعى عطار «الأمانة» تبدأ رحلة «الصباح» التى تتبعت موطن بيع الأدوات التى يتم استخدامها فى عمليات عمل الطلاسم والسحر الأسود وإلقائه فى مياه الإسكندرية، مياه طير، وزعفران وبعض الأسماء التى يمكنك أن تحصل عليها بمجرد أن تمنح الرجل 50 جنيهًا زيادة عن المطلوب، مع الحديث بصوت منخفض بجملة تخبره فيها أنك تريد أدوات «عمل». الخلطة التى يمكنك أن تشتريها وتنفذها عند أحد العطارين، بالكاد لا تكلفك أكثر من 50 جنيهًا، إلا أن التكلفة تصل إلى 4 أضعاف بمجرد علم أحدهم أنك تريد الأشياء نفسها التى تستخدم فى السحر والشعوذة، وبالتالى يتم استغلال الأمر، مع العلم أن كثيرًا من الزبائن من خارج الإسكندرية من الأساس.
النصب حسب المركز القومى المصرى للبحوث الاجتماعية والجنائية فإن هناك دجالًا لكل 120 مصريًا، هذا ما توصلت إليه الإحصائيات التى أعدها بعض الخبراء حول العاملين فى سوق السحر والشعوذة فى مصر، حيث وصل العدد إلى 350 ألف مشعوذ ومشعوذة، موزعين على أنحاء مختلفة من مصر، فضلاً عن عدد كبير من المستفيدين منهم مثل «العطّارين» وغيرهم، وفى أكثر من دراسة له، رصد أن هناك ما يقرب من 274 خرافة تتحكم فى سلوك المصريين، تتصدرها قضايا تأخر سن الزواج أو عدم الإنجاب والعقم أو فك السحر والأعمال.
فى السادسة صباحًا، وبالاتفاق مع بعض الغطاسين الذين يحرسون منطقة كوبرى ستانلى، كان الموعد الذى يتعارف عليه بينهم، ويظهر فيه بعض المواطنين الذين يقومون بإلقاء أعمال سحر أسود فى مياه البحر، أملًا فى إيذاء شخص بعينه وبالفعل ظهر الشخص المأمول، ففى هيئة لا يظهر فيها أى شىء وبقبضة على كيس أسود لا يعرف ما داخله، يلتفت يمينًا ويسارًا حتى لا يراه أحد، فيعرف الأمر فيتتبع الكيس الأسود وقت سقوطه فى البحر. دقائق وكان متأكدًا أن العمل الأسود بدأت فعاليته وأنه لا أمل فى الوصل إليه، وخطا مسرعًا بعيدًا عن المكان نفسه الذى رمى منه الكيس الأسود، بينما تحرك الغطاسون بسرعة نحو الكيس نفسه، وكان هناك «جوانتى» مبطن معتادين استخدامه فى هذه الظروف مع قراءة بعض آيات القرآن الكريم وأهمها آيات سورة «الناس» قبل أن يحلوا العقدة التى كان قد تم عملها بشكل يصعب معه فكه بالطرق العادية. كيس وزنه لا يتعدى كيلو جرام ولكنه يبدو أثقل من ذلك، بينما تنطلق الاستعاذات بالله من قبل الموجودين، يظهر أول الأشياء داخل نفس الكيس، والذى امتلأ بصور لأناس لا يعرفهم أحد مدون عليها مصطلحات «الفقر، المرض، الموت» بينما تعقد بخيط أسود مربوطة فيما بينها، ولا يعرف السبب، بينما فى أوسطهم عروسة لعبة، مكتوب عليها نفس الطلاسم ومفتوحة فى قطعة منها يدخل فيها قفل ثقيل، وما كان من الحاضرين سوى حرق الأدوات جميعها، لتتطاير فى الهواء.
رأى الدين حسب الدكتور أحمد المالكى، الباحث فى الأزهر الشريف، فإن أعمال السحر والشعوذة هى حرام بفعل الشرع والدين الإسلامى، ولا يمكن تشريعها أو السماح بها بأى حال من الأحوال، خاصة أنها تحمل كفرًا صريحًا بالله والقضاء والقدر وهو الأمر الذى حرمه الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم، مشيرًا إلى أن الشخص الذى يقوم بهذا الأمر يؤثم بأثمين أولهما الكفر بالله والضرر بشخص آخر وهو ما حرمه الله ورسوله الكريم. وأضاف المالكى ل«الصباح» أن الأمر أشبه بعبادة شىء أو التسليم بشىء غير الله سبحانه وتعالى، وحاول الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية فى مصر بشتى الصور عبر آلاف المنشورات التأكيد على حرمانية هذه الأفعال، مع الإشارة إلى أنه على الشخص الذى يعتقد فيه هذه الأمور من الأساس حرام، وعليه التوبة إلى الله ورسوله الكريم والتسليم بقدر الله.