حى «المشعوذين» بعزبة الغجر موطن السحر «الأسود» بالشرقية تحول إلى إمبراطورية علاج المرايا والبشعة وضرب الودع والكف وإخراج الجن جعل محافظة الشرقية تحتل مرتبة عالية فى عالم السحر والشعوذة بالعالم العربى، ويأتى إليها كبار سحرة المغرب لاكتساب علم وخبرة سحرة ومشعوذى الشرقية وتحديداً «بلحة» كبير المشعوذين هناك. كفر الغجر» إحدى القرى التابعة لدائرة قسم شرطة ثان الزقازيق.. أهل الكفر يعيشون فى عزلة عن كل من حولهم ولا يختلطون بأحد، لا يتزوجون من خارجهم ولا يشاركون الآخرين أفراحهم أو أحزانهم ولايقبلون التهانى أو التعازى من الغرباء، كما أنهم يستخدمون بعض الصبغات للشعر وبعض الأوشام للتمييز بينهم والآخرين من حيث الشكل، ويوجد بكفر الغجر مكان معزول يسمى «حى الجان» يسكنه السحرة والمشعوذون وهؤلاء السحرة يتوارثون تلك الأعمال عن آبائهم وأجدادهم. «من بينهم من يستخدم السحر الأسود وهو يعد أهم المشعوذين فى الكفر وصاحب الدخل الأكبرفى المال والأكثر خبرة فى عالم الجن، فضلاً عمن يقومون بضرب الودع وادعاء تسخير الجن، وكشف السارق عن طريق البشعة والمرايا وهى أحدث طرق الكشف عن السرقة والأغرب من نوعها فى مصر والحاسد والحاقد، علاوة على من يدعون معرفة الغيب بقراءة الكف والفنجان ويزعمون القدرة على إخراج الجن والقضاء على المس. الغريب عند اقتراب «روزاليوسف» من حى المشعوذين تعددت النصائح من سكان الزقازيق بالخوف من اقترابنا من الكفر خوفا على حياتنا بدعوة أن سكان الكفر مشعوذون ويتم استخدامهم فى التظاهرات مقابل أجر يومي. بصحبة أحد الأشخاص بدأت رحلة التخفى عن أبناء تلك القرية للسماح لنا بالتجول واختراق حى المشعوذين، وهو عبارة عن مجموعة بيوت على الجانبين فيما لا يتجاوز عرض الشارع الثلاثة أمتار، إلا أن أتباع السحرة والسماسرة يتناثرون فى كل مكان وعلى قائمة هؤلاء أتباع أحد الأشخاص ويدعى «عزت السنيور». أحد سكان الحى «س .ر» قال إن «عزت السنيور» هو المسيطر الأول على المكان فى مجال «السحر الأسود» ويعاونه جميع أبنائه وأشهرهم الشيخ بشير الذى تميز ببناء مسجد فى منزله بجوار عمله، ويأتى إليه المئات ينفقون الآلاف من أجل مقابلته بسبب ادعائه القيام بأعمال السحر الأسود والقدرة على تخليص من يصيبه السحر الأسود، ويعد ذلك النوع من السحر طوائف، ومن بين تلك الطوائف الخاصة بالسحر الأسود «الروح الشيطانية» و«عقيدة الظلام» و«الخلافات الرسمية» والإيذاء بالدم وغيرها الكثير وذلك هو اختصاص أبناء عائلة السنيور، والذين تتلمذوا على يد «بلحة» وهو المشعوذ الذى أثير حوله الكثير من الأقاويل وكان موضع جدل الكثيرين الذين يحضرون إلى حى المشعوذين للحصول على كرامات وقدرات تفوق كل سكان الكفر وأيضًا البشر. أما «الهادي» أحد السماسرة فقال إن استقبال الزوار فى حى المشعوذين بالكفر مهمتى للشيخ أو لطلبك، وأضاف «لو عايزين ضرب الودع مفيش غير الشيخة «حما» وهى إحدى نساء العزبة وتعد هى كبيرة الحى فى ذلك المجال وتدعى كشف الغيبيات والمستور، ويلتف حولها الكثيرون ممن أصابهم ذلك الهوس للاطلاع على كيف ستسير أمورهم الحياتية فى المستقبل. وعن تسخير الجان أضاف «الهادي»: «مفيش غير اولاد الشهابوه»، وهم من يدعون تسخير الجان وذلك النوع من الأعمال بهدف الإيذاء والجلب والعشق واكتشاف ما بباطن الأرض من آثار والربط والفك والمس وما يزعم به القدرة على الإتيان بأفعال غير معتادة بالنسبة لجميع البشر. أثناء الزيارة زعمنا تعرضنا لسرقة مبلغ من المال ونريد معرفة من السارق اصطحبنا على الفور السمسار «الهادي» إلى أحد كبار المهنة وهى الكشف عن السارق بطريقتين ليس لهما ثالث وحقك يكون عندك، كما قال الهادى وهى البشعة و«المرايا» التى لها مئات المريدين لما يزعم الجميع قدرتها على كشف السارق والحاسد والحاقد ومن قام بعمل سحر لشخص ما، ويلقى على أعتابهما مئات الذبائح. والمرايا أحدث الطرق المستخدمة من قِبل الدجالي ن بكفر الغجر لمعرفة من هو السارق الحقيقي، فعندما تتم سرقة مبلغ ما يذهب صاحب المبلغ إلى بعض الأشخاص ب«كفرالغجر»، يدعون معرفتهم بالسارق الحقيقى وكشف وجهه بالمرايا وتتم من خلال عدة خطوات يكون أهمها وجود طفل «طاهر». يتم تحضير أنواع معينة من البخور تكون من أغلى الأنواع يطلبها صاحب المرايا للجن من حُراس المكان وليس لنفسه على حد قوله وإحضار أحد أقارب الضحية المعرضة للسرقة وطفل ليس من الطرفين، وبعد إلقاء إحدى التعويذات على قريب الضحية وتغطية المكان بالبخور تأتى بالمرايا أمام الطفل، ليرى انعاكس السارق بها لا يرى الطفل الوجه كاملا بل بعض الملامح ويبدأ فى وصفها للضحية المعرضة للسرقة وبالسؤال عن سبب اختيار الأطفال على الأخص لكونه طاهرا،و تكون تكلفة المرايا وفقًا للمبلغ.. على كل ألف جنيه مائه جنيه. أحد الأهالى الذى عاصر التجربة «أبوأمنية»، هو أحد الضحايا الذين تعرضوا لسرقة مبلغ مالى قدره 300 ألف جنيه من منزله ولم يترك السارق دليلاً واضحًا ضده لكى يتم كشفه.. فقرر ألا يلجأ إلى الشرطة للتحقيق واختار الذهاب مباشرة إلى المرايا والتى شرط عليه إذا عرف السارق سيأخذ مبلغ ثلاثين ألف جنيه للجن وليس لهم نتيجة بحثهم، وبالفعل وافق، وأضاف: «عندما ذهبت طلب منى روبى وهو الشخص المسئول عن المرايا بإحضار أحد أقاربى وهى خالتى وعندما أتت لمساعدتى قام بإلقاء بعض التعويذات عليها فغابت عن الوعى وبدأ يتغير صوتها وكأنها شخص آخر وقام بإحضار البخور وإشعاله حتى تغيرت ملامح المكان بأكمله من دخان البخور المتصاعد، ثم أمر روبى أحد العاملين معه بإحضار طفل لا يتعدى العاشرة من عمره من الشارع ويشترط ألا يعرفنى على الإطلاق، وبالفعل قام الخادم بجلب الطفل، وعندما أتى بدأ الروبى بالتحدث مع السراب وكأنه يتحدث مع أحد الموجودين بالغرفة ولكنه غير مرئى بطلاسم لم يفهمها أحد على الإطلاق وقام بجلب المرأة أمام الطفل وطلب منه أن يصف إلينا من سوف يظهر أمامه بالمرايا، وبدأ الطفل بوصف ساحة موجودة بالقرية بها رجل يقف يرتدى قميصًا أصفر وبنطالاً جينز وينتظر ركوب إحدى المواصلات كما بدأ يصف ملامح وجهه وإذا كان توجد علامة مميزة به أم لا. وأخذ منى الروبى مبلغ 300 جنيه كمبلغ حصرى فقط للمجهود الذى بذله حتى يتم توضيح ملامح السارق لى وبعد عثورى عليه واستعادة المبلغ كاملاً يأخذ ال 30 ألف جنيه النسبة المتفق عليها، أما المفاجآة فهى أنه لم يتم العثور على السارق حتى الآن، وأضاف: بحثت كثيًرا وكأنى أبحث عن إبرة فى كوم قش، كما أكد أنه لم يكن الحالة الوحيدة الموجودة، دائمًا ما يذهب إلى أصحاب المرايا الأشخاص المعرضون للسرقة أملاً فى رجوع المال أو رؤيتهم للسارق الحقيقى عبر المرايا إلى جانب أنى عندما ذهبت للروبى حجزت موعدًا وكان لقائى معه بعد اسبوع من تاريخ الحجز لكثرة الناس. الشيخ حسن محمد أحد شيوخ البشعة البدوى فى كفر الغجر، من جانبه قال: إن طقوس البشعة عبارة عن جلسة عربى بالشكل البدوى وهو مكان ملحق بالبيت الرئيسى للمبشع والغرفة تسع 50 شخصًا لأنه فى بعض الأحيان تصل الأمور إلى استقبال عدد كبير، وتوجد فى منتصف الساحة الداخلية لغرفة الاستقبال حوض مستطيل وهو معروف باسم «منقد النار» الخاص بطقوس البشعة يوجد بداخله قطع من الحطب للإشعال ويوجد شخص لتلك المهمة. وأضاف الشيخ نستقبل الناس على مدار 24 ساعة ولنا صفحات على الإنترنت والطريقة تكون عبارة عن محضر عرفى وهى ورقة تكتب فيها جميع بيانات الحاضرين من المتهمين والشهود ويمضون عليها كإثبات حالة والمحضر قانونى وتعترف به أقسام الشرطة و«كمبيالة» وصل أمانة يمضى عليه الحاضرون من الطرفين وفى حالة البراءة أحرقها فى النار، وفى حالة اعتراض البعض هنا نستطيع مواجهتهم بالأوراق حتى تنتهى المهمة والمحضر العرفى يظل موجودًا ويوجد بداخله عشرات الحالات والشرطة تطلع عليه كل فترة زمنية، وتبدأ الأسعار من 1000 جنيه إلى أعلى والسيدات هن الأغلى سعرا فالمرأة تكلفتها بشخصين معا. ويضيف «على عبد المجيد»، أحد سكان الكفر عندما سألناه أننا فى حاجة إلى قراءة الكف والفنجان والتعريف بما سيدور من أحداث مستقبلية، نصحنا بالذهاب إلى «أم شوشة» وبناتها فهن من يزعمن امتلاك القدرة فى ذلك المكان على قراءة الكف والفنجان وكشف وقائع مستقبلية فى مجال العمل والدراسة والتى تقرأ الفنجان الواحد بخمسين جنيهاً علاوة على 50 أخرى من أجل المقابلة فقط. أكد عبد المجيد أن «أبناء الطحان» - وأخذ يحذرنا منهم وبالسؤال عن سبب التحذير علمنا انهم هم العائلة التى تزعم القدرة على إخراج الجن من جسد من أصابه مس ولبس وغير ذلك داخل حلقات موسعة بالحى على مرأى ومسمع من الجميع عن طريق ضرب الجن فى جسد الشخص وحرقه والحديث معه داخل تلك الحلقات بشرط أن تحدد تلك الحلقات بدماء بعض الحيوانات ويرش بعض أنواع البخور وغير ذلك من أدوات السحر والشعوذة من بعض العطارين والذين لا يبيعون تلك الأشياء إلا بواسطة وتوصية أبناء الطحان، والذين هم لا يتوانون عن أذية أى شخص أحسوا بالشك فيه. وأشار عبد المجيد أن جميع هؤلاء السحرة والمشعوذين هم تلاميذ «بلحة» كبير مشعوذى الشرقية والذى كان يسحر الجميع من أهالى قريته بمنطقة تدعى القطعة، كانت له واقعة شهيرة، وأضاف أن هناك قصة شهيرة فى القرية عن «بلحة» أنه قتل سيدة من كثرة الضرب أثناء محاولة إخراج الجن من جسدها ومنع زوجها من تحرير محضر بقسم الشرطة وإلا قام بتسليط أحد خادميه من الجان من النيل منه طيلة حياته، وتوارث تلك الأعمال عنه اثنان من أهالى قريته هما من ينفذان تلك الأعمال عن سيدهما «بلحة». للعالم الآخر أسرار وحكايات من أراد معرفة تلك الأسرار والاطلاع على تلك الحكايات عليه أن يطرق أبواب الخوف مروراً بنفق مظلم يجوب أرجاءه الأشباح ليكن قد اقتحم «قلاع وحصون»، الجن كما يزعم البعض ممن استسلموا للتصديق والإيمان بذلك العالم ليجدوا أنفسهم ضحايا مافيا المشعوذين والسحرة. أحد بائعى الزجاجات البلاستيكية الفارغة الذى طلب عدم ذكر اسمه قال: تستخدم فى بعض الأعمال الخاصة بالسحر والأعمال السفلية وهو يقوم بجمعها لبيعها لمريدى السحرة والمشعوذين الذين لا يتهاونون فى إغداق المال من أجل تلبية مطالب تلك الفئة من المشعوذين المحتالين.